يبدو أن التقارير الاقتصادية الدولية والمحلية التي تتحدث عن نسب الفقر، وارتفاع الأسعار، والمشاكل الاقتصادية التي يواجهها المواطن المصري، هي من وحي الخيال، أو من تأليف "المجلس العالمي المتآمر على مصر". المصريون يعيشون في رفاهية مطلقة على الأقلّ، من وجهة نظر المفتي السابق علي جمعة.
رجل الدين، صاحب مقولة "اضرب في المليان"، اخترع وسيلة جديدة لمساعدة نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي إنكار المشاكل الاقتصادية التي يواجهها المواطنون، حتى لا يشتكوا ولا "يثوروا على ولي النعم"، خاصةً مع قرب ذكرى ثورة 25 يناير.
وأكد علي جمعة، في حلقة برنامجه "الله أعلم" على فضائية cbc، أن المصريين "ظروفهم جيدة جدا، ويعيشون في رفاهية سيسألون عنها يوم القيامة، وعليهم أن يقتدوا بالنبي والصحابة، الذين واجهوا الجوع والفقر، ولكنهم غيروا العالم".
الناشطون على منصات التواصل، لاقوا كلام "مفتي الانقلاب"، كما يطلقون عليه، بوابل من الأسئلة الساخرة، حول الرفاهية التي يقصدها جمعة: "هل هي رفاهية الضباط، والقضاة، والمشايخ أمثاله، ولماذا لا يدعو الجنرالات للجوع اقتداءً بالنبي والصحابة كما دعا جموع الشعب؟"
عبده كان من الذين اعتبروا جمعة لا يدرك ما يقول، فسخر: "علي جمعة: المصريون يعيشون في رفاهية! طبعا المصريين اللي يقصدهم الجيش والشرطة والقضاة والمطبلين اللي زيه"، وتعجب جمال: "علي جمعة: المجتمع المصري يعيش في رفاهية.. وسيُسأل عنها يوم القيامة.... مش عارف إن في 50% من المصريين تحت خط الفقر".
وسخر شوكت:" عندما يصرح علي جمعة بأن المصريين يعيشون في رفاهية كبيرة وسيسألون عنها يوم القيامة فإما أنه يعيش في كندا ويظن أنها مصر أو يظن أن المصريين خرفان"، وطالبه هاني بالقول: "انزل يا علي جمعه السوق وشوف الأسعار وشوف رفاهية المصريين".
في حين رفع العديد شعارا واحدا، نطق به الفنان عبد السلام النابلسي في المشهد الكوميدي الشهير، في مقابل تصريحات جمعة عن رفاهية المصريين التي سيسألون عنها يوم القيامة، وكان هو: "كفاية.. متبسطهاش أكتر من كده".