جمال الحاج: الرياضيون يدفعون ثمن الأزمات الاقتصادية

19 سبتمبر 2014
الرياضيون اللبنانيون يتقاضون أجورا زهيدة (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -
أكد لاعب كرة القدم اللبناني، جمال الحاج، تأثر الأنشطة الرياضة بالأوضاع الاقتصادية المتأزمة في العالم العربي، مشددا على حاجة الرياضة العربية بجميع أصنافها إلى الاستقرار الأمني والسياسي، إضافة إلى الأموال.

* هل تأثر الوضع الرياضي بما جرى مؤخراً من تباطؤ للنمو الاقتصادي العالمي، وخصوصاً في الدول العربية؟
تحتاج الرياضة الى استقرار امني وسياسي، وانتعاش اقتصادي، لتحقيق الدور المطلوب منها والمرسوم لها، والنشاطات الرياضية المتعددة، من كرة قدم، الى كرة سلة، سباحة، وركوب خيل، واي نشاط رياضي يحتاج الى دعم مالي كبير، ورؤوس أموال ضخمة تصرف لتنمية اللاعب من جهة، وتأمين المستلزمات الأساسية لتطوير النشاط الرياضي، وبالفعل فقد تأثر النشاطات الرياضية في بعض الدول، كلبنان، فلسطين، مصر، تونس بالأحداث الأمنية وقد ظهرت الانعكاسات السلبية في تراجع حجم الأنشطة الرياضية، وادوارها في هذه الدول.

* تحدثت عن لبنان، ومصر، وفلسطين، ماذا عن النشاطات الرياضية في دول الخليج؟ وهل تأثرت النشاطات الرياضية بالأحداث الإقليمية التي حصلت في هذه الدول ؟
في السنوات الماضية، انخفضت عموماً النشاطات الرياضية في جميع الدول وان بنسب مختلفة، وفي دول الخليج، لم تشهد النشاطات الرياضية الانخفاض الذي شهدته دول أخرى، لأن دول الخليج تعتمد على ثقافة ممارسة الأنشطة الرياضية كجزء من الدورة الاقتصادية، اما في لبنان على سبيل المثال، فلا يمكن الحديث عن امتهان النشاطات الرياضية، بل تبقى هذه النشاطات في اطار الهواية، لذا تكون عرضة للتأثر بمجريات الاحداث السياسية، والإقليمية.

*محلياً، ما هي العوائق التي تقف في وجه تطوير الأنشطة الرياضية؟ وكيف يواجه الرياضي الأزمات المعيشية؟
لعل أبرز وأهم العوائق التي تقف في وجه تطوير الأنشطة الرياضية هو غياب الاهتمام الرسمي، وتحكّم الأندية في الرياضيين، مما يجعل الرياضي يبحث عن مصادر رزق له بعيدة عن ممارساته الرياضة، والتي يعتبرها هواية، أكثر مما هي مصدر رزق، لذلك لم تتطور الأنشطة الرياضية في لبنان، ولازلنا في مصاف الدول المتخلفة، بالرغم من وجود الطاقات الشابة، القادرة على إيصال لبنان إلى مراكز متقدمة عالمياً في النشاطات الرياضية كلها.

*كيف انعكست الأوضاع الاقتصادية الصعبة في لبنان على الرياضيين؟
أعتقد ان غياب الاهتمام الحكومي بالأنشطة الرياضية أدى الى تحكم الأندية باللاعبين، ومن المعروف أن الأندية الرياضية تتبع رجال الأعمال، وفي حال حدوث تباطؤ في الاقتصاد، فإن أنشطة رجال الأعمال تتأثر سلباً، وبالتالي تنخفض المساعدات للأندية، وللأسف في السنوات الماضية، لم يتقاض العديد من اللاعبين أجورهم بعد تخلي الأندية عن سداد الرواتب، نظراً لامتناع رجال الأعمال عن تمويل الأنشطة الرياضية، وأنا أجزم أن الرياضيين أكثر فئة شعبية تتأثر بالأوضاع الاقتصادية، وتدفع ثمن الأزمات التي تعصف بالعالم، لربما من المخجل الحديث عن هذا الامر، لكن الرياضي، وخصوصاً في لبنان، يعيش أوضاعاً معيشية غاية في الصعوبة.

*كيف يمكن اذاً للرياضي ان يواجه الازمات المعيشية؟ وما هي الأجور التي يتقاضاها في لبنان؟
الرياضي في لبنان، سواء كان لاعب كرة قدم أو لاعب كرة سلة، أو يمارس أي نشاط رياضي، فهو يعمل في أكثر من وظيفة لتغطية نفقاته، وما يتبقى من وقته يكون لممارسة الأنشطة الرياضية، وهو ما يجعلنا في مصاف الدول المتخلفة رياضياً، فعلى سبيل المثال، أنا اعمل في اكثر من وظيفة لتأمين احتياجات أسرتي ومواجهة الغلاء في لبنان.

*ما هو الراتب الذي يتقاضاه لاعب كرة القدم في هذا الوقت، وما هو الحد الأدنى الذي يكفيه للتفرغ لممارسة الأنشطة الرياضية فقط، وربما يتجه للاحتراف؟
للأسف يتقاضى اللاعب اللبناني أجراَ زهيداً جداً، فهو لا يتعدى في العديد من الأنشطة الرياضية مبلغ 500 دولار أميركي، بحيث لا تكفي لتأمين مصروفه الشخصي، وهو مواطن مثله مثل باقي المواطنين في لبنان، يحتاج إلى مبلغ أكبر من هذا بكثير لتأمين المستلزمات المعيشية خاصة في ظل هذا الغلاء. وبالتالي، أعتقد أن الرياضي اللبناني يحتاج ألى ما لا يقل عن 3000 دولار أميركي شهرياً، لسد حاجاته وحاجات أسرته في ظل غلاء المعيشة في لبنان.
المساهمون