جلال جمعة.. نحات الأسلاك ومقتنياته

10 فبراير 2019
(من المعرض)
+ الخط -
يناديه الفنانون الشباب بـ "عم جلال"، هو الذي لقبته عائلته مذ كان طفلاً بالفنان، يعد اليوم نحاتاً من نوع خاص، فالخامة التي يستخدمها النحات المصري جلال جمعة هي السلك فقط، سلك وحيد قد يصنع منه غابة.

يقيم الفنان معرضاً حالياً في "قاعة بوشهري للفن" في الكويت يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري. يضمّ المعرض خمسين عملاً شكلها من الأسلاك الحديدية السوداء.

يكاد يكون جمعة النحات الوحيد الذي يشتغل بهذه الطريقة وعلى هذه الخامة الهشّة في مصر، رغم أن هناك كثيرين اشتغلوا في الحديد والخردة، ورغم أن النحات صلاح عبد الكريم اشتغل بهذه الخامة وعلى الصفائح المعدنية أيضاً، لكن ميزة جمعة أنه ضد اللِّحام، فهو يعتمد على ثني السلك فقط على امتداده لتشكيل قطعته الفنية دون أن يلجأ إلى وصله (لحمه) مثلما يفعل معظم فناني النحت بالمعدن.

بهذا يصعّب التنفيذ الفنان على نفسه، لكنه يرغب في هذه الصعوبة، في أن يبدأ من سلك واحد يبدأ منه وينتهي به، كأنه خط واحد ينطلق منه ويكمل عمله مثلما كان يفعل بيكاسو في بعض أعماله.

ثمة تحدٍ أكبر يضعه الفنان لنفسه وهو أن يقوم بالنحت بلا سكتش أو رسم أو تخطيط مسبق، يقوم بعمل بورتريهات بهذه الأسلاك لبشر موجودين ولكن من ذاكرته، كذلك يشكّل الحيوانات من دون صورة لها.

خبرات جلال الأساسية بدأت من الموهبة ثم التحق بكلية الفنون التطبيقية وتخرّج منها عام 1974 كما حصل على منحة لدراسة الفن في إيطاليا 1975. في مجموعاته النحتية نرى أعمالاً معقدة من سلك وحيد يشكّل سمكة أو طائراً خرافياً أو حصاناً في لحظة جنونية أو إنسان في لحظة اليأس أو ثور متحفزاً بتفاصيل جسده الدقيقة، وكل هذا من سلك دقيق منثنٍ إلى ما لانهاية، أو راقصة باليه مرنة منسابة وكأنها مصنوعة من عجين لين وليس من الحديد.

إلى جانب أعمال جلال، تعرض "بوشهري" مجموعة من مقتنياته الشخصية التي جمعها على مدار سنوات ومنها آلة تلغراف تعود إلى القرن التاسع عشر، وآلات كاتبة يفوق عمرها المئة سنة، وأداة لوزن الحبوب عليها خَتم الملك فؤاد الأول، وآلات موسيقية، وماكينات حياكة، ومدفأة منزلية تعمل بالكيروسين.

دلالات
المساهمون