جعفر طوقان يغادر "البيت الكبير"

25 نوفمبر 2014
+ الخط -

لا نستطيع، ونحن نتأمل مسيرة المعماري الفلسطيني جعفر طوقان (1938 – 2014)، الذي رحل صباح اليوم، بعد صراع مع المرض دام خمسة أعوام، النأي جانباً عن أثر بيئته العائلية على شخصيته. إذ كانت ذكرى وسيرة وأفكار والده، الشاعر إبراهيم طوقان، تحيط به دائماً، كما ظلت أصداء "موطني" تتردد في ذاكرته، بما تتضمنه من بعد عروبي وقومي. وكذلك الحال مع "البيت الكبير"، كما وصفه مرّةً، الذي ترعرع داخله في نابلس. بيتٌ سادت فيه قيم ومبادئ تعتز بالمنجز الإبداعي الذي رسخ في وجدانه بوصفه أعلى مرتبة من المكاسب المادية.

رحلة طوقان المعمارية بدأت عقب تخرّجه من "الجامعة الأميركية في بيروت"، سنة 1960، وهي الجامعة التي تخرّج منها والده قبله بثلاثين عاماً. لكن خلافاً للوالد الذي فشل بالاقتران بزميلته في الجامعة، ماري الصفوري، فإن الابن نجح في ذلك، إذ أكملت معه السيدة إحسان ديباجة مشوار الحياة.

المحطة التالية في مسيرة "أبو إبراهيم" كانت مدينة عمّان، حيث عمل في قسم تصميم الأبنية في وزارة الأشغال، قبل أن يعود إلى بيروت التي أتاحت له فرصة التواصل والاحتكاك والنقاش مع كبار المهندسين العرب والأجانب آنذاك. كانت العاصمة اللبنانية حاضرة للعمارة والمعماريين خلال ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم. وفي تلك الفترة، صمّم مسجد "عائشة بكار" (1970)؛ بأسلوبٍ تميّز بجرأته مقارنةً بتصاميم المساجد، ليس حينه فقط، بل حتى الآن.

في منتصف السبعينيات، عاد طوقان إلى عمّان للعمل في "شركة جعفر طوقان وشركاه - مهندسون مستشارون"، حيث راحت ظلال تصاميمه تمتدّ في أرجاء الوطن العربي، على غرار بوابة الأردن وضريح الملك حسين وبنى الأمانة في عمّان، وضريح ياسر عرفات في رام الله.

حاز طوقان، الذي منحته كلية العمارة والتصميم في "جامعة العلوم والتكنولوجيا" الأردنية، عام 2011، شهادة الدكتوراه الفخرية في العمارة؛ تقديراً من الجامعة نفسها "للإنجازات المعمارية التي حققها في الأردن والمنطقة العربية"، إضافة إلى مجموعة من الجوائز الدولية، أهمها "جائزة فلسطين للعمارة" و"جائزة آغا خان للعمارة" و"جائزة منظمة المدن العربية للعمارة والمعماريين العرب".

المساهمون