تحظى جزيرة غوري السنغالية باهتمام سياحي كبير. ويقصدها سياح كثر من دول غرب أفريقيا وأوروبا وأميركا. فيما يضعها رؤساء الولايات المتحدة دائماً ضمن جدول جولاتهم الأفريقية. بالإضافة إلى كونها وجهة للباحثين عن تاريخ هجرة السود إلى أميركا، ومقصداً للمؤرخين الذين يعتبرونها جزءاً من تاريخ البشرية ككل.
تقع غوري التي تمتد على مساحة كيلومتر مربع واحد، على بعد ثلاثة كيلومترات غرب العاصمة السنغالية دكار. وهي الجزيرة التي اختارها تجار العبيد منذ القرن الخامس عشر لتجميع الرقيق قبل نقلهم بحراً إلى أوروبا وأميركا. وما زالت الجزيرة التي شكلت المركز الأكبر لهذه التجارة في الساحل الأفريقي، تحتفظ بسجون وغرف احتجاز الرقيق وفرزهم بحسب الجنس والعمر والقوة البدنية.
وبالرغم من هذا التاريخ السيئ، فقد نجحت السنغال في تحويل الجزيرة إلى وجهة سياحية. فمنذ إدراجها عام 1978 ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، أصبحت الجزيرة من أهم المزارات السياحية بغرب أفريقيا. وباتت تستقطب سنويا ملايين السياح المأخوذين بتاريخها. فما زالت غوري رغم مرور قرنين على تلك المرحلة رمزا للعبودية والاستغلال البشري، وشاهداً على التاريخ الاستعماري الوحشي لأفريقيا. ويتضح ذلك في عنابر سجنها، وبيوت العبيد، وقصور الملاّك، وبوابة شحن العبيد.
لا تستغرق الرحلة من دكار إلى غوري أكثر من 35 دقيقة على متن عبّارات تنقل السياح بشكل يومي إليها. وهناك يستقبلهم تمثالان لرجل وامرأة أسودين يرفعان هامتيهما بعد كسرهما القيود. وكذلك يستقبلهم أهل الجزيرة الذين يعيشون في بيوت بسيطة فيها.
ويمكن للسائح أن يلاحظ الفارق بين بيوت العبيد وملاّكهم في الجزيرة، من خلال هندستها التي تتميز بالتناقض بين الأحياء المظلمة للعبيد والمنازل الكبيرة والأنيقة للملاّك والتجار الذين يكونون في ضيافتهم، والتي تتميز باكتساء أسطحها بحجارة القرميد الحمراء. وينقسم بيت العبيد إلى عدة عنابر صغيرة يتم فيها جمعهم وفرزهم حتى يحين موعد نقلهم مع تجار الرقيق الذين يشترونهم أو يقايضون ملاّكهم بالبضائع التي لم تكن متوافرة في أفريقيا في ذلك الحين.
وعلى الشاطئ الصخري حيث ترسو سفن الأوروبيين، كان يتم شحن العبيد من خلال النقطة الأخيرة في أفريقيا التي يطأها أهلها قبل نقلهم إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وتسمى تلك النقطة "بوابة بلا عودة". وما زال مشهد البحر من "بوابة بلا عودة" موحشاً يؤكد المآسي التي عاشتها عائلات من السود، اصطيدت من شتى البلدان الأفريقية وجلبت إلى الجزيرة وسجنت داخل قلعتها التي بناها تجار العبيد الأوروبيون.
تحتضن هذه الجزيرة مدرسة ويليام بونتي التي تأسست عام 1903 وتعرف بأنّها المدرسة النظامية الفيدرالية لأفريقيا الغربية الفرنسية، والتي خرّجت كوادر من إداريين وسياسيين حكموا دول غرب أفريقيا.
كما يوجد في الطرف الشمالي للجزيرة القصر الحكومي القديم والمتحف التاريخي الذي كان حصناً منيعا أيام الاستعمار. ويضم المتحف حاليا صوراً ومجسمات ومخطوطات تاريخية تجسد مآسي تجارة العبيد في الجزيرة.
ويقول الباحث الموريتاني في التاريخ الأفريقي محمد الأمين ولد أحمد بياده إنّ جزيرة غوري السنغالية ذاع صيتها لأنها شهدت أبشع عمليات التعذيب والاحتجاز وتجميع العبيد قبل شحنهم على ظهر سفن شراعية عملاقة باتجاه أوروبا وأميركا الشمالية.
ويضيف في حديثه لـ "العربي الجديد" أنّ مآثر هذه الجزيرة تفضح تاريخ استعباد الإنسان لأخيه الإنسان. فقد أصبحت هذه الجزيرة أكبر محطة لتجارة العبيد من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر. وفي كل مرحلة كانت الدول تتصارع عليها من اجل احتلالها بسبب أهميتها واستراتيجية موقعها.
ويشير ولد أحمد بياده إلى أنّ ملايين السود احتجزوا في سجن الجزيرة، وعرضوا على تجار العبيد شبه عراة، وهم مقيدون بالسلاسل والأغلال التي تزن عشرات الكيلوغرامات، كما تشير كتب التاريخ التي اهتمت بكشف التفاصيل المتعلقة بهذه الحقبة غير البعيدة.
ويتابع أنّ هناك في "بيت العبيد" عنابر لسجن النساء، وأخرى لعزل الأطفال عن آبائهم. أما الزنازين الباقية فهي للرجال الذي يشكلون غالبية السود الذين يتم ترحيلهم إلى أميركا للعمل بالسخرة.
ويؤكد أنّ جزيرة غوري تعرف إقبالاً كبيراً من طرف السياح الذين يزورونها للتعرف على معالمها الأثرية والسياحية، واكتشاف سجنها الذي عاش فيه أجداد أصحاب الأصل الأفريقي في أميركا وأوروبا.
تقع غوري التي تمتد على مساحة كيلومتر مربع واحد، على بعد ثلاثة كيلومترات غرب العاصمة السنغالية دكار. وهي الجزيرة التي اختارها تجار العبيد منذ القرن الخامس عشر لتجميع الرقيق قبل نقلهم بحراً إلى أوروبا وأميركا. وما زالت الجزيرة التي شكلت المركز الأكبر لهذه التجارة في الساحل الأفريقي، تحتفظ بسجون وغرف احتجاز الرقيق وفرزهم بحسب الجنس والعمر والقوة البدنية.
وبالرغم من هذا التاريخ السيئ، فقد نجحت السنغال في تحويل الجزيرة إلى وجهة سياحية. فمنذ إدراجها عام 1978 ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، أصبحت الجزيرة من أهم المزارات السياحية بغرب أفريقيا. وباتت تستقطب سنويا ملايين السياح المأخوذين بتاريخها. فما زالت غوري رغم مرور قرنين على تلك المرحلة رمزا للعبودية والاستغلال البشري، وشاهداً على التاريخ الاستعماري الوحشي لأفريقيا. ويتضح ذلك في عنابر سجنها، وبيوت العبيد، وقصور الملاّك، وبوابة شحن العبيد.
لا تستغرق الرحلة من دكار إلى غوري أكثر من 35 دقيقة على متن عبّارات تنقل السياح بشكل يومي إليها. وهناك يستقبلهم تمثالان لرجل وامرأة أسودين يرفعان هامتيهما بعد كسرهما القيود. وكذلك يستقبلهم أهل الجزيرة الذين يعيشون في بيوت بسيطة فيها.
ويمكن للسائح أن يلاحظ الفارق بين بيوت العبيد وملاّكهم في الجزيرة، من خلال هندستها التي تتميز بالتناقض بين الأحياء المظلمة للعبيد والمنازل الكبيرة والأنيقة للملاّك والتجار الذين يكونون في ضيافتهم، والتي تتميز باكتساء أسطحها بحجارة القرميد الحمراء. وينقسم بيت العبيد إلى عدة عنابر صغيرة يتم فيها جمعهم وفرزهم حتى يحين موعد نقلهم مع تجار الرقيق الذين يشترونهم أو يقايضون ملاّكهم بالبضائع التي لم تكن متوافرة في أفريقيا في ذلك الحين.
وعلى الشاطئ الصخري حيث ترسو سفن الأوروبيين، كان يتم شحن العبيد من خلال النقطة الأخيرة في أفريقيا التي يطأها أهلها قبل نقلهم إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وتسمى تلك النقطة "بوابة بلا عودة". وما زال مشهد البحر من "بوابة بلا عودة" موحشاً يؤكد المآسي التي عاشتها عائلات من السود، اصطيدت من شتى البلدان الأفريقية وجلبت إلى الجزيرة وسجنت داخل قلعتها التي بناها تجار العبيد الأوروبيون.
تحتضن هذه الجزيرة مدرسة ويليام بونتي التي تأسست عام 1903 وتعرف بأنّها المدرسة النظامية الفيدرالية لأفريقيا الغربية الفرنسية، والتي خرّجت كوادر من إداريين وسياسيين حكموا دول غرب أفريقيا.
كما يوجد في الطرف الشمالي للجزيرة القصر الحكومي القديم والمتحف التاريخي الذي كان حصناً منيعا أيام الاستعمار. ويضم المتحف حاليا صوراً ومجسمات ومخطوطات تاريخية تجسد مآسي تجارة العبيد في الجزيرة.
ويقول الباحث الموريتاني في التاريخ الأفريقي محمد الأمين ولد أحمد بياده إنّ جزيرة غوري السنغالية ذاع صيتها لأنها شهدت أبشع عمليات التعذيب والاحتجاز وتجميع العبيد قبل شحنهم على ظهر سفن شراعية عملاقة باتجاه أوروبا وأميركا الشمالية.
ويضيف في حديثه لـ "العربي الجديد" أنّ مآثر هذه الجزيرة تفضح تاريخ استعباد الإنسان لأخيه الإنسان. فقد أصبحت هذه الجزيرة أكبر محطة لتجارة العبيد من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر. وفي كل مرحلة كانت الدول تتصارع عليها من اجل احتلالها بسبب أهميتها واستراتيجية موقعها.
ويشير ولد أحمد بياده إلى أنّ ملايين السود احتجزوا في سجن الجزيرة، وعرضوا على تجار العبيد شبه عراة، وهم مقيدون بالسلاسل والأغلال التي تزن عشرات الكيلوغرامات، كما تشير كتب التاريخ التي اهتمت بكشف التفاصيل المتعلقة بهذه الحقبة غير البعيدة.
ويتابع أنّ هناك في "بيت العبيد" عنابر لسجن النساء، وأخرى لعزل الأطفال عن آبائهم. أما الزنازين الباقية فهي للرجال الذي يشكلون غالبية السود الذين يتم ترحيلهم إلى أميركا للعمل بالسخرة.
ويؤكد أنّ جزيرة غوري تعرف إقبالاً كبيراً من طرف السياح الذين يزورونها للتعرف على معالمها الأثرية والسياحية، واكتشاف سجنها الذي عاش فيه أجداد أصحاب الأصل الأفريقي في أميركا وأوروبا.