جرحى بتجدد هجمات النظام بالغوطة عقب انتهاء "نظام التهدئة"

04 مايو 2016
النظام يجدد استهدافه المدفعي والجوي لغوطة دمشق (الأناضول)
+ الخط -
تشنّ قوات النظام السوري، منذ صباح اليوم الأربعاء، حملة قصفٍ جوي ومدفعي في بلدات القطاع الجنوبي، بغوطة دمشق الشرقية، أدت إلى سقوط جرحى من المدنيين، وذلك بعد ساعاتٍ قليلة من انتهاء تمديد "نظام التهدئة" الذي سبق وتحدث عنه كل من النظام وروسيا عن سريانه لأربع وعشرين ساعة، منذ ليل يوم الجمعة الماضي، قبل أن يتم تمديده لاحقاً حتى ليل أمس الثلاثاء.

وقالت مصادر محلية في الغوطة الشرقية لـ"العربي الجديد"، إن "جرحى مدنيين سقطوا نتيجة القصف العنيف الذي استهدف بلداتٍ، جنوبي الغوطة الشرقية"، مشيرةً إلى "سقوط صواريخ أرض – أرض على أطراف بلدة دير العصافير"، بالتزامن مع "شن الطيران الحربي أكثر من عشرين غارة" في المناطق ذاتها التي تسعى قوات النظام، منذ أشهر، إلى عزلها عن بلدات ومدن القطاع الشمالي في الغوطة الشرقية.

وتشمل مناطق القطاع الجنوبي، الذي تواجه فيه فصائل المعارضة تهديداً بفعل هجمات قوات النظام المستمرة، بلداتٍ وقرى، أهمها دير العصافير، وزبدين، فيما تعتبر مدينة دوما، ومناطق زملكا، وعربين، وحرستا، وحمورية، كذا مسرابا، وسقبا، وكفربطنا، أهم بلدات القطاع الشمالي.

وكان مسؤولون عسكريون روس، وجيش النظام، أعلنوا بدء هدنة في ريف اللاذقية الشمالي وضواحي دمشق، منذ فجر يوم الجمعة الماضي، قبل أن يُصار إلى تمديدها مرتين في ريف دمشق، آخرها منذ يومين، حين قال الجنرال الروسي سيرجي كورالينكو، إن بلاده والولايات المتحدة والنظام والمعارضة في سوية، اتفقوا على تمديد "الهدنة" في ضاحية الغوطة الشرقية بدمشق يومين آخرين، حتى نهاية الثالث من مايو/أيار.

وعبرت كبرى فصائل المعارضة السورية المسلحة، عن رفضها أي اتفاق تهدئة لا يشمل كل المناطق التي تقع تحت سيطرتها. معربة، في بيانٍ مشترك أصدرته السبت، عن عدم قبولها مبدأ التجزئة أو الهدن المناطقية.

وانتقدت المعارضة السورية نظام التهدئة الجزئي، خاصة أنه استثنى محافظة حلب، التي تعيش أياماً دامية على وقع عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وأدى خلال الأسبوعين الماضيين، إلى سقوط أكثر من ثلاثمائة قتيل ومئات الجرحى.
 
ويأتي انتهاء "نظام التهدئة" في ريف دمشق، في وقت يتصاعد فيه الحراك الدبلوماسي، سعياً للتوصل إلى هدنة في مدينة حلب، إذ أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، بعد لقائه المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، عن رغبته في "أن يشمل نظام الهدنة مدينة حلب مجدداً"، متوقعاً حصول ذلك "في غضون ساعات"، فيما دعت فرنسا وبريطانيا، إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، لبحث الوضع في المدينة، حسبما أفاد سفيرا البلدين، الفرنسي فرنسوا دولاتر، والبريطاني ماثيو رايكروفت.

في سياق الحديث عن الأوضاع في الغوطة الشرقية لدمشق، أعلن "جيش الإسلام"، في بيانٍ له، موافقته على مبادرةٍ، طرحتها شخصيات سياسية ودينية سورية قبل أيام، لإنهاء الاقتتال الدائر مع "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط"، والذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الفصائل المتصارعة، وكذلك مدنيون من سكان بلدات الغوطة التي شهدت مواجهات عسكرية.
 
وقال البيان، إن "جيش الإسلام" يثمن لـ"فيلق الرحمن" موافقته على المبادرة التي تسعى إلى إنهاء واحد من أخطر النزاعات بين فصائل الغوطة الشرقية، مضيفاً أنه ينتظر "بيانا من (جبهة النصرة) وفجر الأمة ليبينا موقفهما من هذه المبادرة".

وطُرحت مبادراتٌ من جهات عدة، تسعى إلى إيقاف الاقتتال، الذي يتبادل الجانبان الاتهامات حوله، أبرزها هي التي تحدث عنها البيان، وصدرت موافقاتٌ مبدئية حولها، وكان طرحها كل من رئيس الائتلاف السوري الأسبق، أحمد معاذ الخطيب، و"شيخ قراء الشام" كريم راجح، والمراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سورية عصام العطار، والشيخ محمد سرور زين العابدين، وتتضمن 11 بنداً لإنهاء النزاع الحاصل، والذي ارتفعت وتيرته بحدةٍ غير مسبوقة، منذ يوم الخميس الماضي.

المساهمون