هي في السابعة والثمانين من عمرها، لكنها لم تهدأ يوماً عن العمل كنازية متطرفة جداً. أورسالا هافربيك الألمانية النازية التي كانت قد حُكمت مرتين بالإعدام، ومرة بحكم آخر مع وقف التنفيذ، بتهمة "رفض حصول الهولوكوست".
أخيرا جرى الحكم عليها 10 أشهر سجناً مع التنفيذ، بعد أن قالت في برنامج بانوراما خلال لقاء معها "إن الهولوكوست أكبر كذبة في التاريخ". هذه المرة أخذت تصريحاتها السابقة على محمل الجد كونها ذات تاريخ طويل في تأسيس حركات نازية وجماعات متطرفة ومتشددة. بقي كثيرون ولسنوات لا يفهمون لماذا لا يجري ملاحقتها ويحكم عليها.
هي شخصية بحسب مراقبين قانونيين، كررت نفي الهولوكوست، وهي تهمة يعاقب عليها قانون العقوبات الألماني في بنده الـ130 وهي تدعوه "قانون لخدمة الإبقاء على الكذبة (الهولوكوست)".
وكعادة النازية البالغة من العمر عتياً، حاولت قلب المحكمة بحقها إلى جلسة حوار تعرض فيها وجهات نظرها حول النازية والهولوكوست، وقالت للقاضي بوضوح:"أيها القاضي لا يوجد أي إثبات بأن الهولوكوست قد حصل"، رد القاضي عليها: "وأنا لا أحتاج لإثبات أن الأرض كروية".
السيدة هافربيك أخذت على عاتقها منذ انتهاء العصر النازي في بلدها أن ترفض وجود معسكرات الاعتقال النازية وساهمت في إنشاء وتدعيم اليمين المتطرف والمحاججة بأن أوشفيتز لم يكن معسكر اعتقال للقتل بل "مجرد معسكر عمل لليهود".
ذلك الفكر الذي نشرته جعلها "رمزاً" للحركة النازية في ألمانيا ولمعظم اليمين القومي المتطرف على الساحة السياسية والاجتماعية الألمانية، بل والأوروبية.
وهافربيك هي أرملة موظف في الحزب النازي وأسست في عام 1963 الحركة النازية الجديدة، كجمعية تهدف إلى تعليم الشباب الألماني بما تسميه "أكاذيب الهولوكوست التي لم تحصل أبدا".
وفي عام 2008 اعتبرت جمعيتها غير قانونية، وتم إغلاقها من السلطات الألمانية، لكنها منذ ذلك الحين وبالتعاون مع أشخاص يحملون الفكر ذاته، أسسوا ما سموه جمعية "العمل التصحيحي الأوروبي".
أثناء الحكم عليها وهي في هذا السن لم تكن وحدها في قاعة المحكمة، بل حضر أكثر من 30 مؤيد لها ومن المتعاطفين مع الفكر النازي. وحين تلقت الحكم قالت لعدسة الكاميرا التي تابعتها:"فقط الحقيقة تجعلنا أحرارا" وهي بحسب متابعين تلاعب بجملة كانت تعلو معسكر الاعتقال في أوشفيتز عن العمل والحرية.
اقرأ أيضاً: أميركي يهودي يواجه السجن.. ادّعى أنه مقاتل في "داعش"