جدل بعد نشر رسم كاريكاتوري لرئيس وزراء الدنمارك

30 يناير 2016
الرسم الكاريكاتوري (فيسبوك)
+ الخط -
أعاد رسم كاريكاتوري نشرته "ذا غارديان" البريطانية الحديث عن حجم الازدواجية حول حرية التعبير في الغرب باختلاف الأحداث. رئيسة مجلس النواب الدنماركي، مؤسسة "حزب الشعب اليميني" المتشدد بيا كيرسغوورد قالت في العام 2006 خلال برنامج تلفزيوني "الحوار" مع رئيسة الوزراء السابقة هيلي تورنينغ شميت "عندما يملك الإنسان حق التعبير لا يمكن القول إن رسما ما لا يجب أن ينشر".

كان موقف كيرسغوورد قبل 10 سنوات، على خلفية أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد، في الوقت الذي كانت تحاول فيه الحكومة السويدية في تلك الفترة تجنب أزمة الرسوم الكاريكاتورية.

وقالت أمام مؤتمر عام لحزبها "تلك الرسوم ليست إساءة لأحد ولا تصرفا يهدف لشيء. إنها مجرد رسوم للتندر ليس إلا، وهي محاولة لفحص حالة حرية التعبير ليس إلا". أثنت بيا كيرسغوورد حينها على الصحف وبالأخص يولاندس بوستن، صاحبة تلك الرسوم وأضافت "أنتم أيها الصحافيون ورؤساء تحريركم يجب عليكم أن تكونوا أكثر حرصا على القيم الدنماركية".

لكن ما يزعج بيا كيرسغوورد، ومعسكراً من اليمين ويمين الوسط، اليوم، هو رسم "غارديان" لرئيس وزراء الدنمارك على هيئة تشبهه بالنازيين، فيعتبر هذا المعسكر أنّ "ذلك ليس حرية تعبير، هو اعتداء صارخ، مناف للحقيقة، وصمة عار، إنه رسم يجب سحبه والاعتذار عنه".

الرسم بحد ذاته حمل على ساعد رئيس وزراء الدنمارك وشما، ليس معبرا عن الصليب المعقوف للنازية بل من يدقق به يجده تعبيرا عن قراصنة بسبب احتجاج الرسم على "حجز أموال ومقتنيات طالبي اللجوء".

 بعد 10 سنوات على "حرية التعبير المقدسة التي لا يجب أن يمنع من خلالها أي رسم كاريكاتوري"، فإن الرسام ستيف بيل في "غارديان" وديف براون من "الاندبندنت" مطالبان بأن يعتذرا. وتصرح كيرسغوورد للتلفزيون في نشرته الرئيسية "إن تلك الوسائل الإعلامية عليها أن تسحب تلك الرسوم". 

هنا في رسم كاريكاتوري لا يتطرق إلى شعب وتاريخ وديانة وثقافة أو حضارة ما بل إلى أمر سياسي ساهم حزبها بنفسه في الدفع باتخاذ قرار بشأنه يصبح "بشعا ومقرفا"، وذلك نقل حرفي للمنتقدين للصحف البريطانية، بينما هناك (في رسوم 2006 و2007 و2008) محمود ومطلوب للتوكيد على "قدسية حرية التعبير بدون أية رقابة".

بكل بساطة يمكن القول إن تلك الازدواجية، اكتشفها المشاهدون والقراء بسرعة فائقة حتى على صفحتها الرسمية. المواطن الدنماركي سيمون اسكسن كتب ردًا على كيرسغوورد وعلى صفحتها: "في تلك المرة كانت منشغلة (كيرسغوورد) بعمل عكسي دفاعا عن رسوم تمييزية "دفاعا" عن حرية التعبير وكانت عبارة عن "فكاهة مزحة"، فكل شيء فكاهة طالما أنه لا يصيبنا... فليحيا النفاق".

ويسأل مواطن آخر، ماونوس برودس، "أين كانت ذات المطالب حين أعيد نشر كاريكاتور محمد مرات ومرات؟ أليس ذلك ازدواجية في المعايير ونفاق. لكن يبدو أنه هذا هو حال المنتخبين من الشعب حين يختبئون وراء القلعة". مارتن فيلبسين يكتب بدوره: "مرحبا بيا، لقد تشوشت قليلا عندما قرأت تعليقك اليوم، فهو مناقض ومتعارض مع تعقيبك على رسومات محمد. في تلك المرات اعتبرتها حرية تعبير بينما رسم لارس لوكا يجب الاعتذار عنه؟".


اقرأ أيضاً: "سوري يقتل لبنانيا".. عنصرية في امتحان جامعي

المساهمون