يضطر آلاف العمال الفلسطينيين لاجتياز جدار الفصل العنصري، أو الأسلاك الشائكة، التي أقامتها إسرائيل على الحدود الفاصلة بين فلسطين المحتلة عام 1948 والضفة الغربية، من أجل الدخول إلى أماكن عملهم، حيث ينامون في أماكن عملهم أحياناً ولا يعودون إلى قراهم إلا بعد شهر أو أكثر.
آلاف العمال الفلسطينيين، ممنوعون من دخول الأراضي المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، لأسباب أمنية تدعيها سلطات الاحتلال، فغالبية العمال الذين يذهبون إلى مراكز الارتباط العسكري الإسرائيلي يعودون دون الحصول على تصريح وبرفض أمني لمدة مائة عام.
ولا شك أن غالبية العمال في الضفة الغربية المحتلة، يفضلون العمل في البلدات الفلسطينية المحتلة داخل الخط الأخضر (فلسطين المحتلة عام 1948)، لأسباب عدة، على رأسها الأجر الذي يفوق أجر العمل في مدن الضفة بأضعاف أحياناً.
مغامرة تحمل الذل
اجتياز الأسلاك الشائكة، والقفز عن جدار الفصل، مهمة صعبة في رحلة العمال الفلسطينيين، وكثيراً ما تعرضوا للملاحقة من قبل قوات حرس الحدود التابعة لسلطات الاحتلال، وأحيانا يتعرضون للملاحقة برصاص الجنود مثلما هو الحال في هذه الفترة التي تشهد هبة جماهيرية دخلت شهرها السابع.
قبل نحو أسبوع، حاول خمسة عمال فلسطينيين، أن يقفزوا عن الجدار في منطقة قريبة من مدينة قلقيلية شمال الضفة، للذهاب لعملهم بمصنع حديد في بلدة كفر برا بالداخل المحتل، يقول أحمد بسام لـ "العربي الجديد": "هذه ليست المرة الأولى التي ندخل إلى داخل الخط الأخضر (تهريب)، فنحن نعمل هناك منذ فترة طويلة، ولكن في هذه المرة، توقفت سيارة وترجل منها ثلاثة مستوطنين مسلحين وطاردونا".
ويضيف: "سمعناهم وهم يهددوننا باللغة العبرية بأنهم سيطلقون النار، ولكنهم لم يستطيعوا أن يمسكوا بنا، استطعنا أن نغيب عن أبصارهم بعد مطاردة طويلة".
عاد العمال الخمسة باتجاه المكان الذي وصفه لهم الشخص الذي دفعوا له نقوداً مقابل إيصالهم إلى مكان عملهم، وظلوا في المكان بانتظار السيارة التي ستقلهم إلى مكان عملهم، أثناء ذلك، هاجمتهم قوة من حرس الحدود الإسرائيلية، وباشر جنود الاحتلال ضربهم بشكل عنيف على أجسادهم بفوهات الأسلحة، تلك الحالة استمرت لنحو عشرين دقيقة متواصلة.
اقــرأ أيضاً
احتجزهم الاحتلال في أحد المعسكرات القريبة من المكان لساعات طويلة، ومن ثم أطلقوا سراحهم في ساعة متأخرة من الليل، حيث كان الشبان بحالة سيئة جراء الضرب الذي تعرضوا له.
كذلك، الشاب عبد الله صالح وهو ممنوع من الحصول على تصريح لرفض من مخابرات الاحتلال، يعمل عاملا في البناء، وقد غاب عن أهله كثيراً وهو في بلدة كفر قاسم الفلسطينية، ولكنه في آخر مرة حاول أن يمر عبر السلك الشائك للدخول إلى مكان عمله، أمسكه جيش الاحتلال الإسرائيلي ومنعه من الدخول.
يسرد صالح لـ "العربي الجديد" ما جرى معه ومع أكثر من أربعين عاملا من الضفة الغربية كانوا يحاولون الدخول إلى أماكن عملهم: "كنا قرب قرية فلسطينية في قضاء مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، ومن المعروف عن تلك القرية، أن هنالك فتحة في السلك الشائك، يمر عبرها العمال بعد التنسيق مع أحد سماسرة التهريب، والذي بدوره ينسق مع سمسار آخر يأخذ العمال بعد اجتياز السلك وينقلهم إلى مكان عملهم في الجهة المقابلة".
يتابع: "بالقرب من السلك، كان يوجد أنبوب تمر عبره المياه الجارية في الشتاء لعدم انحباسها، وبصعوبة بالغة مررنا من ذاك الأنبوب الضيق، علما أن عدد العمال كان يفوق الأربعين، من بينهم كبار السن، وبعد أن اجتزناه قسمنا أنفسنا إلى مجموعات صغيرة، حتى نصل الشارع الذي ستلاقينا عنده السيارة التي ستقلنا إلى مكان عملنا".
"بعد أن سرنا مجموعات، تفاجأنا بكمين لجنود الاحتلال الإسرائيلي، تعاملوا معنا بقسوة، وكانوا يضربوننا ببنادقهم، ويسبّوننا بأقذر الشتائم، بالإضافة إلى التفتيش الدقيق الذي يستدعي خلع الملابس".
احتجز جنود الاحتلال العمال لساعات في نفس المكان، وعند السادسة مساء نقلوهم إلى معسكر لجيش الاحتلال قريب من المكان، وضعوهم في ساحة مكشوفة لست ساعات أخرى، علما أن الأجواء كانت شديدة البرودة، ومع انتصاف الليل، طلب الجنود من العمال أن يقفوا في صف واحد وأن يسيروا إلى الأمام، وكان خلفهم آلية عسكرية تسير بسرعة لاستفزاز العمال وتخويفهم وترويعهم.
ساروا إلى أن وصلوا قرية الزاوية غرب مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة، حيث أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي سراحهم هناك.
أعداد كبيرة من الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة يسلكون هذه الطريق على الرغم من معرفتهم بخطورتها وصعوبتها، لكنها لقمة العيش، ورزقهم الذي كُتب لهم، وأعمالهم التي تنظرهم باتفاق مع عمال وأصحاب وُرش.
ويضطر أكثر هولاء العمال للعيش في أماكن عملهم لأشهر متصلة، نظرا لصعوبة الطريق، وفي ظل الخوف من القبض عليهم من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب تقرير صادر عن بنك إسرائيل المركزي، يبلغ عدد العمال الفلسطينيين الذين يحملون تصاريح عمل داخل إسرائيل نحو 59 ألف عامل، بنسبة 64% من إجمالي عدد العاملين داخل إسرائيل، بينما يدخل باقي العمال بشكل غير قانوني.
آلاف العمال الفلسطينيين، ممنوعون من دخول الأراضي المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، لأسباب أمنية تدعيها سلطات الاحتلال، فغالبية العمال الذين يذهبون إلى مراكز الارتباط العسكري الإسرائيلي يعودون دون الحصول على تصريح وبرفض أمني لمدة مائة عام.
ولا شك أن غالبية العمال في الضفة الغربية المحتلة، يفضلون العمل في البلدات الفلسطينية المحتلة داخل الخط الأخضر (فلسطين المحتلة عام 1948)، لأسباب عدة، على رأسها الأجر الذي يفوق أجر العمل في مدن الضفة بأضعاف أحياناً.
مغامرة تحمل الذل
اجتياز الأسلاك الشائكة، والقفز عن جدار الفصل، مهمة صعبة في رحلة العمال الفلسطينيين، وكثيراً ما تعرضوا للملاحقة من قبل قوات حرس الحدود التابعة لسلطات الاحتلال، وأحيانا يتعرضون للملاحقة برصاص الجنود مثلما هو الحال في هذه الفترة التي تشهد هبة جماهيرية دخلت شهرها السابع.
قبل نحو أسبوع، حاول خمسة عمال فلسطينيين، أن يقفزوا عن الجدار في منطقة قريبة من مدينة قلقيلية شمال الضفة، للذهاب لعملهم بمصنع حديد في بلدة كفر برا بالداخل المحتل، يقول أحمد بسام لـ "العربي الجديد": "هذه ليست المرة الأولى التي ندخل إلى داخل الخط الأخضر (تهريب)، فنحن نعمل هناك منذ فترة طويلة، ولكن في هذه المرة، توقفت سيارة وترجل منها ثلاثة مستوطنين مسلحين وطاردونا".
ويضيف: "سمعناهم وهم يهددوننا باللغة العبرية بأنهم سيطلقون النار، ولكنهم لم يستطيعوا أن يمسكوا بنا، استطعنا أن نغيب عن أبصارهم بعد مطاردة طويلة".
عاد العمال الخمسة باتجاه المكان الذي وصفه لهم الشخص الذي دفعوا له نقوداً مقابل إيصالهم إلى مكان عملهم، وظلوا في المكان بانتظار السيارة التي ستقلهم إلى مكان عملهم، أثناء ذلك، هاجمتهم قوة من حرس الحدود الإسرائيلية، وباشر جنود الاحتلال ضربهم بشكل عنيف على أجسادهم بفوهات الأسلحة، تلك الحالة استمرت لنحو عشرين دقيقة متواصلة.
احتجزهم الاحتلال في أحد المعسكرات القريبة من المكان لساعات طويلة، ومن ثم أطلقوا سراحهم في ساعة متأخرة من الليل، حيث كان الشبان بحالة سيئة جراء الضرب الذي تعرضوا له.
كذلك، الشاب عبد الله صالح وهو ممنوع من الحصول على تصريح لرفض من مخابرات الاحتلال، يعمل عاملا في البناء، وقد غاب عن أهله كثيراً وهو في بلدة كفر قاسم الفلسطينية، ولكنه في آخر مرة حاول أن يمر عبر السلك الشائك للدخول إلى مكان عمله، أمسكه جيش الاحتلال الإسرائيلي ومنعه من الدخول.
يسرد صالح لـ "العربي الجديد" ما جرى معه ومع أكثر من أربعين عاملا من الضفة الغربية كانوا يحاولون الدخول إلى أماكن عملهم: "كنا قرب قرية فلسطينية في قضاء مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، ومن المعروف عن تلك القرية، أن هنالك فتحة في السلك الشائك، يمر عبرها العمال بعد التنسيق مع أحد سماسرة التهريب، والذي بدوره ينسق مع سمسار آخر يأخذ العمال بعد اجتياز السلك وينقلهم إلى مكان عملهم في الجهة المقابلة".
يتابع: "بالقرب من السلك، كان يوجد أنبوب تمر عبره المياه الجارية في الشتاء لعدم انحباسها، وبصعوبة بالغة مررنا من ذاك الأنبوب الضيق، علما أن عدد العمال كان يفوق الأربعين، من بينهم كبار السن، وبعد أن اجتزناه قسمنا أنفسنا إلى مجموعات صغيرة، حتى نصل الشارع الذي ستلاقينا عنده السيارة التي ستقلنا إلى مكان عملنا".
"بعد أن سرنا مجموعات، تفاجأنا بكمين لجنود الاحتلال الإسرائيلي، تعاملوا معنا بقسوة، وكانوا يضربوننا ببنادقهم، ويسبّوننا بأقذر الشتائم، بالإضافة إلى التفتيش الدقيق الذي يستدعي خلع الملابس".
احتجز جنود الاحتلال العمال لساعات في نفس المكان، وعند السادسة مساء نقلوهم إلى معسكر لجيش الاحتلال قريب من المكان، وضعوهم في ساحة مكشوفة لست ساعات أخرى، علما أن الأجواء كانت شديدة البرودة، ومع انتصاف الليل، طلب الجنود من العمال أن يقفوا في صف واحد وأن يسيروا إلى الأمام، وكان خلفهم آلية عسكرية تسير بسرعة لاستفزاز العمال وتخويفهم وترويعهم.
ساروا إلى أن وصلوا قرية الزاوية غرب مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة، حيث أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي سراحهم هناك.
أعداد كبيرة من الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة يسلكون هذه الطريق على الرغم من معرفتهم بخطورتها وصعوبتها، لكنها لقمة العيش، ورزقهم الذي كُتب لهم، وأعمالهم التي تنظرهم باتفاق مع عمال وأصحاب وُرش.
ويضطر أكثر هولاء العمال للعيش في أماكن عملهم لأشهر متصلة، نظرا لصعوبة الطريق، وفي ظل الخوف من القبض عليهم من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب تقرير صادر عن بنك إسرائيل المركزي، يبلغ عدد العمال الفلسطينيين الذين يحملون تصاريح عمل داخل إسرائيل نحو 59 ألف عامل، بنسبة 64% من إجمالي عدد العاملين داخل إسرائيل، بينما يدخل باقي العمال بشكل غير قانوني.