وصلت قوات النظام السوري إلى "بحيرة الأسد"، بعدما سيطرت على منطقة الخفسة التي تشكل مصدر مياه الشرب لمدينة حلب، وباشرت قصفها على مطار الجراح إلى الجنوب تمهيداً لاقتحامه، في تصعيد يلقي بثقله على عشرات آلاف النازحين جراء المعارك في هذه المنطقة، ويعرض حياتهم للخطر.
وأفاد الصحافي عدنان الحسين، المقيم في المنطقة، في حديث لـ"العربي الجديد" بأن طيران النظام شن غارات عدة على مطار الجراح الواقع جنوبي بلدة الخفسة التي تمت السيطرة عليها يوم الثلاثاء الماضي، وأشار إلى أن هذا القصف يهدف، على ما يبدو، إلى التمهيد لاقتحام المطار، وسط مقاومة ضعيفة من جانب مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذين يتمركزون بشكل أساسي في بلدة دير حافر إلى الغرب من مطار الجراح. ومن المتوقع أن تنجح قوات النظام في السيطرة على المطار وعلى دير حافر نفسها، لتنطلق بعد ذلك إلى مدينة مسكنة والطبقة.
ورأى ناشطون أن المقاومة الضعيفة من جانب مقاتلي "تنظيم الدولة" تجعل الأمر يبدو وكأنه اتفاق "استلام وتسليم" بين قوات النظام ومقاتلي التنظيم الذين قاتلوا بشراسة أمام قوات "درع الفرات" خلال عملية السيطرة على مدينة الباب، والتي استغرقت عدة أشهر، فيما سيطرت قوات النظام خلال هذه الفترة على نحو 140 قرية وبلدة في المنطقة نفسها، بسهولة وبدون مقاومة تذكر.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على بلدة الخفسة القريبة من بحيرة الأسد والتي تضم المحطة الرئيسية التي تزود مدينة حلب بالمياه. وقالت مصادر النظام إن وحدات الهندسة تقوم بعملية نزع الألغام التي زرعها "داعش" في الخفسة. وقد اتجهت إلى محطات ضخ المياه جنوب الخفسة وعند بحيرة الأسد لإعادة ضخ مياه الشرب المقطوعة عن مدينة حلب منذ أكثر من شهرين.
وتقدمت قوات النظام يوم الثلاثاء إلى الخفسة وسيطرت على جبل الصلمي الاستراتيجي وعلى بلدتي جب القهوة ورسم الأحمر وقرى حفية الحمر وخربة شهاب وريحانية ومعرضة كبيرة ورسم بوخر وكبارية وأم رسوم. وقالت مصادر النظام إن قواته وصلت إلى ضفاف بحيرة الأسد في نهر الفرات لأول مرة منذ سنوات، بعد سيطرتها على بلدة السخني وبلدتي وقرى قبب صغيرة وكبيرة وعارودة شرق الخفسة. وذكر مصدر أمني تابع للنظام أن "تقدم الجيش سيساهم في تضييق الخناق على تنظيم داعش ووضعه في ظروف صعبة، ما يجعل عملية انسحابه والهروب من المنطقة مسألة وقت لا أكثر"، بحسب المصدر.
اقــرأ أيضاً
في غضون ذلك، أعلنت "حركة النجباء" العراقية أن مقاتليها سيطروا وحدهم على 15 بلدة وقرية في المنطقة. وذكرت هذه المليشيات على موقعها الإلكتروني أمس الأربعاء، أن مقاتليها سيطروا على قرى وبلدات جناة الجريكس والطيارة ومتيح أبيض ودخيرة والخفسة وأبو جدحة الكبير، وحقبة الحمة ومعرض كبير وخربة شهاب والعزيزية ونقيبان والخفسة الشرقية والشعيب وعبد محمد والبلوة وعشيني، من دون أن تشير إلى دور لقوات النظام السوري في هذه العمليات. ويشارك في المعارك مليشيات أخرى مثل "حزب الله" اللبناني، و"كتائب الإمام علي" العراقية، و"الحرس الثوري" الإيراني.
من جانبها، أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" المكونة بشكل رئيسي من "وحدات حماية الشعب" الكردية، أنها وصلت إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور شرقي سورية، بعد معارك مع "داعش". وكانت هذه القوات قد أعلنت قبل يومين أنها قطعت الطريق الرئيسي شرق نهر الفرات الواصل بين مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في الرقة ودير الزور.
وفي السياق ذاته، دمرت طائرات "التحالف الدولي" جسر البقعان في ريف دير الزور الشرقي، بهدف تقطيع أوصال مناطق سيطرة "تنظيم الدولة" على ضفتي نهر الفرات. وسلم "مجلس منبج العسكري" الذي تهيمن عليه "الوحدات" الكردية عدداً إضافياً من القرى لقوات النظام السوري، في خطوة تهدف لتجنب المواجهة مع قوات "درعا الفرات". ووصف متحدث باسم المجلس عملية التسليم بأنها "شكلية". وقال إنها اقتصرت على رفع الأعلام السورية داخل نحو 10 قرى.
من جهة أخرى، أعلن المجلس أن آلاف النازحين من الخفسة والمناطق المحيطة بها توجهوا إلى محيط منبج، مناشداً المنظمات الدولية التدخل لتقديم مساعدات ملحة لهم. وتسبب القصف الجوي والمدفعي الذي تقوم به قوات النظام والطائرات الروسية على المنطقة، في نزوح آلاف المدنيين من بيوتهم على الرغم من محاولات "داعش" منع وصولهم إلى مدينة منبج. وذكرت منظمة الأمم المتحدة أن 26 ألف شخص على الأقل فروا منذ نهاية فبراير/شباط الماضي من جراء المعارك في المنطقة، وتوجه كثيرون منهم إلى مدينة منبج وريفها. وذكر ناشطون في المنطقة أن أوضاع المدنيين في مدينة مسكنة ومحيطها سيئة جداً، مشيرين إلى أن تنظيم "داعش" فرض حصاراً عليهم لمنعهم من مغادرة البلدة التي لا يفارق طيران النظام أجواءها. وأوضحوا أن هناك أكثر من 50 ألف شخص محاصرون في منطقة جغرافية محدودة، ويعانون أوضاعاً مزرية بسبب غياب أية جهة يمكن أن تقدم لهم المساعدة.
وما يزيد من صعوبة الوضع أن هؤلاء النازحين يتعرضون لقصف عشوائي من جانب قوات النظام والطائرات الروسية، فضلاً عن محاصرتهم من قبل مقاتلي "تنظيم الدولة" ومنعهم من التحرك، وهو تحرك محفوف بالمخاطر نظراً إلى الألغام الكثيرة التي زرعها التنظيم في المنطقة. وأكد ناشطون أن الخطر يتمثل أيضاً في أن الكثير من المدنيين تعرضوا أو سيتعرضون للاعتقال أو التصفية من جانب قوات النظام في حال اختاروا البقاء في مناطقهم، إذ سيتم اتهامهم بالتعاون مع "داعش" أو مناهضة النظام السوري.
اقــرأ أيضاً
وأفاد الصحافي عدنان الحسين، المقيم في المنطقة، في حديث لـ"العربي الجديد" بأن طيران النظام شن غارات عدة على مطار الجراح الواقع جنوبي بلدة الخفسة التي تمت السيطرة عليها يوم الثلاثاء الماضي، وأشار إلى أن هذا القصف يهدف، على ما يبدو، إلى التمهيد لاقتحام المطار، وسط مقاومة ضعيفة من جانب مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذين يتمركزون بشكل أساسي في بلدة دير حافر إلى الغرب من مطار الجراح. ومن المتوقع أن تنجح قوات النظام في السيطرة على المطار وعلى دير حافر نفسها، لتنطلق بعد ذلك إلى مدينة مسكنة والطبقة.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على بلدة الخفسة القريبة من بحيرة الأسد والتي تضم المحطة الرئيسية التي تزود مدينة حلب بالمياه. وقالت مصادر النظام إن وحدات الهندسة تقوم بعملية نزع الألغام التي زرعها "داعش" في الخفسة. وقد اتجهت إلى محطات ضخ المياه جنوب الخفسة وعند بحيرة الأسد لإعادة ضخ مياه الشرب المقطوعة عن مدينة حلب منذ أكثر من شهرين.
وتقدمت قوات النظام يوم الثلاثاء إلى الخفسة وسيطرت على جبل الصلمي الاستراتيجي وعلى بلدتي جب القهوة ورسم الأحمر وقرى حفية الحمر وخربة شهاب وريحانية ومعرضة كبيرة ورسم بوخر وكبارية وأم رسوم. وقالت مصادر النظام إن قواته وصلت إلى ضفاف بحيرة الأسد في نهر الفرات لأول مرة منذ سنوات، بعد سيطرتها على بلدة السخني وبلدتي وقرى قبب صغيرة وكبيرة وعارودة شرق الخفسة. وذكر مصدر أمني تابع للنظام أن "تقدم الجيش سيساهم في تضييق الخناق على تنظيم داعش ووضعه في ظروف صعبة، ما يجعل عملية انسحابه والهروب من المنطقة مسألة وقت لا أكثر"، بحسب المصدر.
من جانبها، أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" المكونة بشكل رئيسي من "وحدات حماية الشعب" الكردية، أنها وصلت إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور شرقي سورية، بعد معارك مع "داعش". وكانت هذه القوات قد أعلنت قبل يومين أنها قطعت الطريق الرئيسي شرق نهر الفرات الواصل بين مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في الرقة ودير الزور.
من جهة أخرى، أعلن المجلس أن آلاف النازحين من الخفسة والمناطق المحيطة بها توجهوا إلى محيط منبج، مناشداً المنظمات الدولية التدخل لتقديم مساعدات ملحة لهم. وتسبب القصف الجوي والمدفعي الذي تقوم به قوات النظام والطائرات الروسية على المنطقة، في نزوح آلاف المدنيين من بيوتهم على الرغم من محاولات "داعش" منع وصولهم إلى مدينة منبج. وذكرت منظمة الأمم المتحدة أن 26 ألف شخص على الأقل فروا منذ نهاية فبراير/شباط الماضي من جراء المعارك في المنطقة، وتوجه كثيرون منهم إلى مدينة منبج وريفها. وذكر ناشطون في المنطقة أن أوضاع المدنيين في مدينة مسكنة ومحيطها سيئة جداً، مشيرين إلى أن تنظيم "داعش" فرض حصاراً عليهم لمنعهم من مغادرة البلدة التي لا يفارق طيران النظام أجواءها. وأوضحوا أن هناك أكثر من 50 ألف شخص محاصرون في منطقة جغرافية محدودة، ويعانون أوضاعاً مزرية بسبب غياب أية جهة يمكن أن تقدم لهم المساعدة.
وما يزيد من صعوبة الوضع أن هؤلاء النازحين يتعرضون لقصف عشوائي من جانب قوات النظام والطائرات الروسية، فضلاً عن محاصرتهم من قبل مقاتلي "تنظيم الدولة" ومنعهم من التحرك، وهو تحرك محفوف بالمخاطر نظراً إلى الألغام الكثيرة التي زرعها التنظيم في المنطقة. وأكد ناشطون أن الخطر يتمثل أيضاً في أن الكثير من المدنيين تعرضوا أو سيتعرضون للاعتقال أو التصفية من جانب قوات النظام في حال اختاروا البقاء في مناطقهم، إذ سيتم اتهامهم بالتعاون مع "داعش" أو مناهضة النظام السوري.