مدّدت المحكمة العليا في جبل طارق، اليوم الجمعة، لثلاثين يوماً، احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "غرايس 1"، التي قامت باحتجازها بعد الاشتباه في أنها كانت متوجهة إلى سورية لتسليم نفط، في انتهاك للعقوبات، كما عُلم لدى المدعي العام.
وأعلن رئيس حكومة جبل طارق فابان بيكاردو، أمام البرلمان المحلي، أمس الخميس، أنه التقى في لندن مسؤولين إيرانيين "للسعي إلى وقف التصعيد في كل جوانب القضية". وقال: "نأمل في أن نواصل العمل بشكل بنّاء وإيجابي مع سلطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتسهيل مغادرة السفينة غرايس-1".
وكانت سلطات جبل طارق، المنطقة البريطانية في أقصى جنوب إسبانيا، احتجزت السفينة في 4 يوليو/تموز. ومنذ احتجازها، تم توقيف واستجواب أربعة هنود من طاقم السفينة قبل الإفراج عنهم، من دون توجيه التهم إليهم.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت قد أبلغ، يوم السبت الماضي، نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أنّه سيتم تسليم الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق في حال قدمت طهران ضمانات أنها لا تنتهك العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي عبر توجه الناقلة إلى سورية.
وقال هنت، في تغريدة، إنه تحدث مع نظيره الإيراني وطمأنه بأن ما يهم لندن هو وجهة ناقلة النفط "غريس 1"، وليس منشأ النفط الذي تحمله، مشيرة إلى أن ظريف أبلغه برغبة طهران في حل قضية الناقلة، وأنها لا تسعى لتصعيد الموقف.
بدوره، لفت ظريف إلى أنّ "الوجهة القانونية للناقلة كانت شرق البحر الأبيض المتوسط"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن للاتحاد الأوروبي القيام بهذا الإجراء، فيما يعارض دوماً العقوبات الأميركية العابرة للحدود".
ودعا ظريف بريطانيا إلى "القيام بالتمهيدات اللازمة للإفراج عن إنهاء احتجازها غير القانوني للناقلة".
وفيما هدّدت إيران مراراً بالرد في الزمان والمكان المناسبين على احتجاز ناقلتها، أعلن "الحرس الثوري" ، أمس الخميس، أنه احتجز ناقلة نفط أجنبية قامت بتهريب الوقود في الخليج، مشيراً إلى أنّه "تم احتجاز الناقلة الأجنبية، يوم الأحد، فيما كانت تهرّب مليون لتر من الوقود في جزيرة لارك في الخليج".
ونشر التلفزيوني الرسمي الإيراني لقطات لناقلة تحمل اسم "رياح"، قال إنّ الحرس الثوري الإيراني احتجزها.
ويأتي الإعلان الإيراني عن احتجاز الناقلة بعد يوم على معلومات عن اختفاء ناقلة ترفع علم بنما، كانت تمر عبر مضيق هرمز، وانجرفت نحو المياه الإيرانية وتوقفت عن بث موقعها قبل ثلاثة أيام. وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قال لوكالة أنباء إيرانية، يوم الأربعاء، إنّ ناقلة نفط واجهت عطلاً فنياً، وبعد أن تلقت القوات الإيرانية طلب النجدة منها، عملت بموجب المقررات الدولية، فتوجهت نحوها ونقلتها إلى المياه الإيرانية للقيام بإصلاحات لازمة، قبل أن يتبيّن لاحقاً أنّ طهران قامت باحتجازها.
(فرانس برس، العربي الجديد)