جامع الظاهر بيبرس

15 نوفمبر 2016
افتتح الجامع للصلاة سنة 1269 (فيسبوك)
+ الخط -
كان "الظاهر بيبرس البندقداري" (1223-1277م) من أكثر سلاطين المماليك اهتماماً بالعمارة والإنشاءات، فقد ترك مجموعة من الآثار المعمارية الخالدة، ففي مصر بنى مدرسة في منطقة بين القصرين، وشيد قناطر أبي المنجّا شمال القاهرة، وقنطرة السباع بحي السيدة زينب وجامع الظاهر بقليوب، كما شيد مبانيَ كثيرة بالقاهرة وحلب وبصرى ودمشق والرملة، وإن كان أهمها كلها الجامع العظيم في القاهرة الموجود في حي الظاهر.
أنشأ بيبرس الجامع سنة 1269 في تلك المنطقة بعد امتداد العمران إلى خارج أسوار القاهرة الفاطمية، فكان المكان مناسباً لتشييد صرح تذكاري يخدم الامتداد الجديد، ويخلد عظمة السلطان ويذكر بفترة حكمه المليئة بالانتصارات والفضائل. وقد توارث المصريون أن الظاهر بيبرس كان من أفضل الحكام اهتماماً بالشعب وحدباً على الفقراء، ولذلك، خلدوه في ملحمة عظيمة من ملاحم السير الشعبية.

افتتح الجامع للصلاة سنة 1269 بعد سنتين من العمل المتواصل، وقد ظلّ المسجد عامراً ولم يتعطل حتى أوائل القرن السابع عشر، حيث بدأ رحلة شاقة من الإهمال والتخريب. وهو من أكبر مساجد القاهرة حيث يبلغ طوله 108 أمتار وعرضه 105 أمتار. ويتكون من صحن يحيط به أربعة إيوانات، بكل إيوان عدة أروقة، وجميع عقود الجامع محمولة على أعمدة من رخام، ما عدا عقوده المشرفة على الصحن. والواجهات وحدها مبنية من الحجارة، وفي كل واجهة 18 نافذة، بينما البناء كله من الأجر. يبلغ طول ضلعها 20 متراً. وللجامع بعض المميزات المعمارية الفريدة، مثل القبة المربعة التي أقيمت فوق محراب، وهي محمولة على حجرة وليست على دعائم أو أعمدة. والأبواب الثلاثة البارزة، والأبراج الأربعة القائمة فوق نواصي الجامع. وكان الجامع حافلاً بالنقوش والزخارف الجصية والرخام الملون بالوزرات، وتدل بقايا شبابيك الجامع والكتابات الكوفية الباقية على الجدران على ما كان عليه الجامع قبل تخريبه من بهاء وجمال.



المساهمون