The Low Memorial Library في جامعة كولومبيا (Getty)
هذا البناء، هو المكتبة المركزية في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. الأصل في اسم البناء The Low Memorial Library. وليست مفردة Low، قابلة للترجمة إلى "منخفضة"، كما قد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى. للمكتبة قصة.
موّل بنائها عام 1895 "سيث لاو" رئيس جامعة كولومبيا وقتها. موّلها بماله الخاص: مليون دولار. فعل رئيس الجامعة هذا، نتيجة لتمرد أو تعنت رابطة خريجي الجامعة. وأعطاها اسمها تيمنًا وذكرى لوالده، أبييل أبوت لاو.
القصد، أن تقليد تمويل المكتبات العامة والجامعية، رائج كثيرًا في الولايات المتحدة الأميركية. وتشجيعًا للعلم ومبادرات مماثلة، فإن الدولة تقتطع من نسبة ضريبة الفرد أو المؤسسة، حين يصير تبرعٌ لصرح تعليمي تربوي فني، إلى آخر سبحة المعرفة.
البناء ها هنا، هو الأشهر في الجامعة، خطوات الدرج، وتلك الأعمدة الغليظة الراسخة، وتراكب شكل يشبه القبة، مع مستطيلين ضخمين يؤطران "هامة المكتبة"، توحي كلّها بأمر وحيد: عظمة المعرفة ومكانتها الرفيعة.
ويستطيع المرء بالاستناد إلى تحليل المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه، لدور الدرجات المرتفعة والأعمدة، وما بينهما من مصطبة وممر، أن يفهم تمامًا ما معنى العتبة باعتبارها حدًا فاصلًا بين الخاصة (المكتبة) والعامة (الطلاب). حد لا يمكن إلا تشبيهه بالحدود الفاصلة بين المقدس والدنيوي في المعابد.
على تلك الدرجات وفي ظلال تلك الأعمدة العملاقة، يلتقي طلاب الجامعة، فهذه أشهر أمكنتها. على الحد الفاصل إذن يلتقي الطلاب.
وغير بعيد من الحد الفاصل، ثمة لمسة فرنسية: تمثال "ألما ماتر" Alma Mater، بتوقيع النحات الفرنسي دانييل شيستر. يمثل التمثال الآلهة الإغريقية أثينا: آلهة الحكمة. من وراء الحكمة تشفّ أمور أخرى، مهام إضافية لأثينا إن صح التعبير، الشجاعة والإلهام والحضارة والعدالة والقانون والرياضيات والقوة واستراتيجة الحرب والفنون.
غدا التمثال رمزًا لجامعة كولومبيا. وقد نفذه شيستر عام 1903، ووضع في هذا المكان عام 1904. التمثال أيضًا كما المكتبة، هدية للمعرفة. فقد وهب للجامعة في ذكرى تخرج روبرت غوليت، أحد رجال الأعمال. هارييت زوجة روبرت، هي التي أهدت المكتبة التمثال الفرنسي امتنانًا في ذكرى تخرّج زوجها من جامعة كولومبيا. رجل الأعمال وزوجته أقل شهرة بما لا يقاس من النحات الفرنسي، ومن التمثال والجامعة العريقة. لكن القصة برمتها تخبر عن رفعة المبادرة الفردية في إغناء الصرح المعرفي.
اقــرأ أيضاً
القصد، أن تقليد تمويل المكتبات العامة والجامعية، رائج كثيرًا في الولايات المتحدة الأميركية. وتشجيعًا للعلم ومبادرات مماثلة، فإن الدولة تقتطع من نسبة ضريبة الفرد أو المؤسسة، حين يصير تبرعٌ لصرح تعليمي تربوي فني، إلى آخر سبحة المعرفة.
البناء ها هنا، هو الأشهر في الجامعة، خطوات الدرج، وتلك الأعمدة الغليظة الراسخة، وتراكب شكل يشبه القبة، مع مستطيلين ضخمين يؤطران "هامة المكتبة"، توحي كلّها بأمر وحيد: عظمة المعرفة ومكانتها الرفيعة.
ويستطيع المرء بالاستناد إلى تحليل المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه، لدور الدرجات المرتفعة والأعمدة، وما بينهما من مصطبة وممر، أن يفهم تمامًا ما معنى العتبة باعتبارها حدًا فاصلًا بين الخاصة (المكتبة) والعامة (الطلاب). حد لا يمكن إلا تشبيهه بالحدود الفاصلة بين المقدس والدنيوي في المعابد.
على تلك الدرجات وفي ظلال تلك الأعمدة العملاقة، يلتقي طلاب الجامعة، فهذه أشهر أمكنتها. على الحد الفاصل إذن يلتقي الطلاب.
وغير بعيد من الحد الفاصل، ثمة لمسة فرنسية: تمثال "ألما ماتر" Alma Mater، بتوقيع النحات الفرنسي دانييل شيستر. يمثل التمثال الآلهة الإغريقية أثينا: آلهة الحكمة. من وراء الحكمة تشفّ أمور أخرى، مهام إضافية لأثينا إن صح التعبير، الشجاعة والإلهام والحضارة والعدالة والقانون والرياضيات والقوة واستراتيجة الحرب والفنون.
غدا التمثال رمزًا لجامعة كولومبيا. وقد نفذه شيستر عام 1903، ووضع في هذا المكان عام 1904. التمثال أيضًا كما المكتبة، هدية للمعرفة. فقد وهب للجامعة في ذكرى تخرج روبرت غوليت، أحد رجال الأعمال. هارييت زوجة روبرت، هي التي أهدت المكتبة التمثال الفرنسي امتنانًا في ذكرى تخرّج زوجها من جامعة كولومبيا. رجل الأعمال وزوجته أقل شهرة بما لا يقاس من النحات الفرنسي، ومن التمثال والجامعة العريقة. لكن القصة برمتها تخبر عن رفعة المبادرة الفردية في إغناء الصرح المعرفي.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
المزيد في ثقافة
