فيروس كورونا الجديد وصل إلى وضع مختلف ومرحلة متطورة لطالما حذرت منها منظمة الصحة العالمية، إذ بات مصنفاً في منشوراتها وبياناتها تحت خانة الجائحة، مع ما يعني ذلك من مستوى انتشار واسع جداً
تريثت منظمة الصحة العالمية قبل أن تعلن أمس الأربعاء، فيروس كورونا الجديد، وباءً عالمياً، يصل إلى مستوى الجائحة، وذلك بعدما أصاب ما يقترب من 120 ألف شخص في 115 بلداً، آخرها كوبا، منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وتخطّى عدد الوفيات بالمرض أربعة آلاف شخص، فيما يصارع آلاف المرضى ذوي الوضع المتأزم من أجل حياتهم داخل المستشفيات.
الإعلان الذي جاء على لسان المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غبريسوس، أثار حالة استنفار عالمية واسعة، وطرح العديد من التساؤلات حول توقيت إعلانه والخطوات اللاحقة والتداعيات المترتّبة عنه على المستوى الصحي والتربوي والغذائي والبيئي، وتعطيل الدورة الاقتصادية إلى إمكانية حظر التجوّل ووقف الرحلات الجوية وإغلاق الحدود بين الدول، وتحوّل دول العالم إلى دول "معزولة". وكانت المنظمة أعلنت منذ وقت ليس ببعيد في 24 فبراير/ شباط الماضي، أنّ "من المبكر إعلان الوباء حالياً، لكن لا بدّ من أن تكون دول العالم في مرحلة الاستعداد لهذا الاحتمال الوارد بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا الجديد".
وقال مدير عام المنظمة خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "تضاعف في الأسبوعين الأخيرين عدد الإصابات بالفيروس خارج الصين 13 مرة، كما تضاعف عدد البلدان التي وصل إليها الوباء ثلاث مرّات، وهو عدد مرشّح للزيادة. لقد بقينا ندعو الدول كل يوم إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة وأكثر صرامة. لقد حذرنا بصورة واضحة". وتابع: "خلصنا إلى تقييم مفاده بأنّ عدوى كورونا الجديد ينطبق عليها وصف الجائحة. وقد خلصنا إلى هذا الرأي ليس فقط بسبب ما نشهده من مستويات مفزعة لتفشي المرض ووخامته، وإنّما أيضاً بسبب ما نشهده من مستويات مفزعة للتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة. والجائحة ليست وصفاً يُطلق بخفة أو لا مبالاة، بل هي مفردة إذا أسيء استخدامها يمكن أن تسبب خوفاً غير عقلاني أو تسليماً غير مبرر بأنّ المعركة باتت خاسرة، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من المعاناة والوفيات من دون داعٍ". أضاف أنّ "وصف الوضع بالجائحة لا يغير شيئاً في تقييم المنظمة للتهديد الذي يشكّله هذا الفيروس، ولا يغير شيئاً في ما تقوم به المنظمة، ولا يغيّر شيئاً مما يتعين على البلدان القيام به. نحن لم نشهد من قبل جائحة يسببها فيروس من فيروسات كورونا. هذه أول جائحة تسببها فيروسات كورونا".
اقــرأ أيضاً
من جهته، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالقول: "إنّ فيروس كورونا يمثل تهديداً مشتركاً نواجهه جميعاً"، مشيراً إلى أنّ "وصف الفيروس بأنّه جائحة يمثل دعوة إلى العمل لكلّ الناس في كلّ مكان".
والجائحة هي الانتشار العالمي الطابع لمرض جديد، بحسب منظمة الصحة العالمية، إذ يطلق على الوباء الذي يشمل قطاعاً كاملاً من البلدان في الوقت نفسه، أو قارة كاملة، أو عدة قارات، أو الكوكب بأكمله، كما هو جارٍ الآن، مع جائحة كورونا الجديد التي تجاوزت نصف بلدان العالم، في القارات الخمس.
في تصريحات اليوم الخميس، طالب غبريسوس جميع الدول بـ"الإصرار والصمود" في المعركة مع كورونا الجديد. وقال إنّ "وصفه كورونا الجديد بأنّه جائحة لا يعني أن تستسلم الدول. فكرة تحول الدول من الاحتواء إلى تخفيف حدة الانتشار خاطئة وخطيرة". ومضى قائلاً إنّه يتعين على كلّ الدول وهي تواصل استراتيجية الاحتواء أن "تحقق توازناً جيداً بين حماية الصحة والحيلولة دون حدوث ارتباك اقتصادي واجتماعي واحترام حقوق الإنسان".
وشهد العالم في الألفية الجديدة انتشار فيروسات عدة، تحول بعضها إلى أوبئة، لعلّ أبرزها وأخطرها": فيروس "سارس" الذي ظهر في العام 2002 في الصين ثم انتقلت عدواه إلى مناطق أخرى من العالم في العام 2003. ويعتبر "سارس" من الأوبئة الفتاكة للإنسان إذ تسبب في مقتل 800 شخص من أصل 8000 مصاب حسب ما أورده معهد "باستور" الفرنسي على موقعه الإلكتروني. كذلك، فيروس إنفلونزا الطيور "إتش 5 إن 1" الذي ظهر للمرة الأولى في العام 1997، لكنّه انتشر مجدداً في العام 2003، وأدى إلى وفاة نحو 400 شخص حول العالم فضلاً عن نفوق ملايين الدواجن. وفيروس "إتش 1 إن 1" الذي انتشر للمرة الأولى في العام 2009 في المكسيك، وعانى عدد كبير من السكان من مشاكل حادة في التنفس لم يعرف في البداية مصدرها. ثم انتقلت العدوى إلى دول أخرى، لا سيما الشرق آسيوية منها. وتشير تقديرات غير مؤكدة إلى وفاة أكثر من 250 ألف شخص عبر العالم من جراء هذا الفيروس. وفيروس "إيبولا" الذي عاد للمرة الأولى في القرن الحادي والعشرين في العام 2013 في غينيا في أفريقيا. وانتشر بشكل سريع في الدول المجاورة لهذا البلد، مثل سيراليون وليبيريا والكونغو الديمقراطية. وتسبب في مقتل نحو 6000 شخص، غالبيتهم في أفريقيا، كما أضعف بشكل كبير اقتصادات بعض دول القارة. وهناك فيروس "زيكا" الذي انتشر عام 2015 في البرازيل، وجرى رصده في 23 دولة في القارة الأميركية بقسميها، من أصل 55 دولة. كذلك، رصد في بعض جزر البحر الكاريبي على غرار غواديلوب ومارتينيك، وفي جزر الرأس الأخضر، بغرب أفريقيا.
اقــرأ أيضاً
على صعيد يوميات الجائحة وتعامل السلطات الصحية والسياسية معها حول العالم، لا سيما البلدان المتأثرة مباشرة بها، فقد وقعت عدة تطورات. من ذلك، أنّ إيران طلبت من صندوق النقد الدولي، قرضاً بقيمة 5 مليارات دولار أميركي، لمكافحة الفيروس، وهي المرة الأولى منذ عام 1962 التي تقدم فيها طهران على مثل هذه الخطوة. وقال محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، إنّه بعث برسالة إلى مديرة صندوق النقد الدولي، كريستينا جورجيفا، يوضح لها أنّ بلاده ترغب في الاستفادة من تمويلات "النقد الدولي" المقدمة للبلدان المتضررة من فيروس كورونا الجديد. وأضاف همتي أنّ إيران تحتاج إلى دعم اقتصادي لمواجهة الفيروس الذي انتشر في مختلف محافظات البلاد. وأوضح أنّ حجم تأثير فيروس كورونا في إيران، حتّم طلب قرض بقيمة 5 مليارات دولار. وكانت مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا، قالت في وقت سابق من الشهر الجاري، إنّ البلدان المتضررة من فيروس كورونا الجديد ستحصل على تمويلات سريعة لمواجهة الفيروس.
في إيطاليا، تقرر إغلاق مطار روما تشيامبينو، اعتباراً من يوم غد الجمعة بسبب انتشار الفيروس، كذلك ستخفض نشاطات مطار فيوميتشينو المخصص عادة للرحلات الدولية بدءاً من الثلاثاء المقبل. وسيُغلق مطار تشيامبينو، الذي يستقبل عادة الطائرات التي تقوم برحلات منخفضة الكلفة، عند منتصف ليل الجمعة، بحسب ما صرح متحدث باسم شركة "ايه دي ار" المشغلة للمطارين، بينما سيجري إغلاق المبنى رقم 1 في مطار فيوميتشينو الثلاثاء. وستستمر طائرات الشحن في استخدام مطار تشيامبينو، بحسب الشركة. وجاء في بيان الشركة: "أصبح قرار إغلاق المطار ضرورياً بسبب إلغاء العديد من شركات الطيران للعديد من الرحلات من إيطاليا وإليها". ولم تحدد الشركة موعد انتهاء هذه الإجراءات، واكتفت بالقول إنّ المطارين "سيستأنفان عملياتهما الطبيعية فور تجاوز مرحلة الطوارئ الحالية". وإيطاليا هي الدولة الأكثر تضرراً من جائحة كورونا الجديد في أوروبا مع تسجيل 827 حالة وفاة وأكثر من 12 ألف إصابة بحسب آخر حصيلة الأربعاء، وهو ما دفع الحكومة إلى حظر السفر إلاّ في حالات الضرورة.
في إسبانيا، أعلنت الحكومة إصابة وزيرة المساواة إيرين مونتيرو، بفيروس كورونا الجديد، وإخضاع نائب رئيس الوزراء بابلو إغليسياس للحجر الصحي. وذكرت صحيفة "بابليكو" أنّ الوزيرة في حالة صحية جيدة، مشيرة إلى أنّ نائب رئيس الوزراء سيخضع للفحص الطبي. وتوفي 55 شخصا في إسبانيا بسبب الفيروس، فيما بلغ عدد الإصابات حتى صباح الخميس 2200 إصابة.
بدورها، أعلنت العاصمة الأميركية واشنطن (شمالي شرق الولايات المتحدة، 705 آلاف نسمة) حالة الطوارئ، بعد ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في الأيام الأخيرة إلى نحو 1400 في الولايات المتحدة، مع نحو 40 وفاة. كذلك، حظرت ولاية واشنطن (شمالي غرب الولايات المتحدة، 7 ملايين و500 ألف نسمة) التجمعات التي تضم أكثر من 250 شخصاً في منطقة سياتل، مشيرة إلى احتمال إغلاق جميع المدارس، مع عدم استبعاد فرض حالة إغلاق على المنطقة بكاملها.
وفي تطور نوعي آخر، سجلت الجزائر اليوم، أول وفاة بالفيروس، فيما أمر رئيس البلاد، عبد المجيد تبون، بإغلاق فوري للمدارس والجامعات بدءاً من اليوم بسبب الفيروس. كذلك سجل لبنان ثالث وفاة لمصاب بالفيروس.
على هامش الجائحة العالمية، تجري السلطات التركية فحوصاً طبية للمهاجرين المحتشدين على الحدود التركية - اليونانية للعبور إلى أوروبا، وذلك في إطار التدابير ضد الفيروس. وتشرف فرق طبية تركية على قياس درجات حرارة أجسام المهاجرين بأجهزة حرارية وإلكترونية في الشريط الحدودي مع اليونان بولاية أدرنة. ومنذ 14 يوماً، يتدفق المهاجرون إلى الحدود اليونانية للعبور إلى أوروبا عقب إعلان أنقرة أنّها لن تعيق حركتهم. وقال مدير الصحة في أدرنة علي جنكير كالكان، إنّ الفرق الطبية تعمل في المنطقة التي ينتشر فيها المهاجرون منذ اليوم الأول لبداية التدفق. وأوضح أنّ الفرق تقوم بتعقيم المنطقة بشكل منتظم يومياً، وتجري فحوصاً على الموجودين هناك لمعرفة ما إذا كانت لديهم أمراض.
تريثت منظمة الصحة العالمية قبل أن تعلن أمس الأربعاء، فيروس كورونا الجديد، وباءً عالمياً، يصل إلى مستوى الجائحة، وذلك بعدما أصاب ما يقترب من 120 ألف شخص في 115 بلداً، آخرها كوبا، منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وتخطّى عدد الوفيات بالمرض أربعة آلاف شخص، فيما يصارع آلاف المرضى ذوي الوضع المتأزم من أجل حياتهم داخل المستشفيات.
الإعلان الذي جاء على لسان المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غبريسوس، أثار حالة استنفار عالمية واسعة، وطرح العديد من التساؤلات حول توقيت إعلانه والخطوات اللاحقة والتداعيات المترتّبة عنه على المستوى الصحي والتربوي والغذائي والبيئي، وتعطيل الدورة الاقتصادية إلى إمكانية حظر التجوّل ووقف الرحلات الجوية وإغلاق الحدود بين الدول، وتحوّل دول العالم إلى دول "معزولة". وكانت المنظمة أعلنت منذ وقت ليس ببعيد في 24 فبراير/ شباط الماضي، أنّ "من المبكر إعلان الوباء حالياً، لكن لا بدّ من أن تكون دول العالم في مرحلة الاستعداد لهذا الاحتمال الوارد بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا الجديد".
وقال مدير عام المنظمة خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "تضاعف في الأسبوعين الأخيرين عدد الإصابات بالفيروس خارج الصين 13 مرة، كما تضاعف عدد البلدان التي وصل إليها الوباء ثلاث مرّات، وهو عدد مرشّح للزيادة. لقد بقينا ندعو الدول كل يوم إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة وأكثر صرامة. لقد حذرنا بصورة واضحة". وتابع: "خلصنا إلى تقييم مفاده بأنّ عدوى كورونا الجديد ينطبق عليها وصف الجائحة. وقد خلصنا إلى هذا الرأي ليس فقط بسبب ما نشهده من مستويات مفزعة لتفشي المرض ووخامته، وإنّما أيضاً بسبب ما نشهده من مستويات مفزعة للتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة. والجائحة ليست وصفاً يُطلق بخفة أو لا مبالاة، بل هي مفردة إذا أسيء استخدامها يمكن أن تسبب خوفاً غير عقلاني أو تسليماً غير مبرر بأنّ المعركة باتت خاسرة، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من المعاناة والوفيات من دون داعٍ". أضاف أنّ "وصف الوضع بالجائحة لا يغير شيئاً في تقييم المنظمة للتهديد الذي يشكّله هذا الفيروس، ولا يغير شيئاً في ما تقوم به المنظمة، ولا يغيّر شيئاً مما يتعين على البلدان القيام به. نحن لم نشهد من قبل جائحة يسببها فيروس من فيروسات كورونا. هذه أول جائحة تسببها فيروسات كورونا".
من جهته، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالقول: "إنّ فيروس كورونا يمثل تهديداً مشتركاً نواجهه جميعاً"، مشيراً إلى أنّ "وصف الفيروس بأنّه جائحة يمثل دعوة إلى العمل لكلّ الناس في كلّ مكان".
والجائحة هي الانتشار العالمي الطابع لمرض جديد، بحسب منظمة الصحة العالمية، إذ يطلق على الوباء الذي يشمل قطاعاً كاملاً من البلدان في الوقت نفسه، أو قارة كاملة، أو عدة قارات، أو الكوكب بأكمله، كما هو جارٍ الآن، مع جائحة كورونا الجديد التي تجاوزت نصف بلدان العالم، في القارات الخمس.
في تصريحات اليوم الخميس، طالب غبريسوس جميع الدول بـ"الإصرار والصمود" في المعركة مع كورونا الجديد. وقال إنّ "وصفه كورونا الجديد بأنّه جائحة لا يعني أن تستسلم الدول. فكرة تحول الدول من الاحتواء إلى تخفيف حدة الانتشار خاطئة وخطيرة". ومضى قائلاً إنّه يتعين على كلّ الدول وهي تواصل استراتيجية الاحتواء أن "تحقق توازناً جيداً بين حماية الصحة والحيلولة دون حدوث ارتباك اقتصادي واجتماعي واحترام حقوق الإنسان".
وشهد العالم في الألفية الجديدة انتشار فيروسات عدة، تحول بعضها إلى أوبئة، لعلّ أبرزها وأخطرها": فيروس "سارس" الذي ظهر في العام 2002 في الصين ثم انتقلت عدواه إلى مناطق أخرى من العالم في العام 2003. ويعتبر "سارس" من الأوبئة الفتاكة للإنسان إذ تسبب في مقتل 800 شخص من أصل 8000 مصاب حسب ما أورده معهد "باستور" الفرنسي على موقعه الإلكتروني. كذلك، فيروس إنفلونزا الطيور "إتش 5 إن 1" الذي ظهر للمرة الأولى في العام 1997، لكنّه انتشر مجدداً في العام 2003، وأدى إلى وفاة نحو 400 شخص حول العالم فضلاً عن نفوق ملايين الدواجن. وفيروس "إتش 1 إن 1" الذي انتشر للمرة الأولى في العام 2009 في المكسيك، وعانى عدد كبير من السكان من مشاكل حادة في التنفس لم يعرف في البداية مصدرها. ثم انتقلت العدوى إلى دول أخرى، لا سيما الشرق آسيوية منها. وتشير تقديرات غير مؤكدة إلى وفاة أكثر من 250 ألف شخص عبر العالم من جراء هذا الفيروس. وفيروس "إيبولا" الذي عاد للمرة الأولى في القرن الحادي والعشرين في العام 2013 في غينيا في أفريقيا. وانتشر بشكل سريع في الدول المجاورة لهذا البلد، مثل سيراليون وليبيريا والكونغو الديمقراطية. وتسبب في مقتل نحو 6000 شخص، غالبيتهم في أفريقيا، كما أضعف بشكل كبير اقتصادات بعض دول القارة. وهناك فيروس "زيكا" الذي انتشر عام 2015 في البرازيل، وجرى رصده في 23 دولة في القارة الأميركية بقسميها، من أصل 55 دولة. كذلك، رصد في بعض جزر البحر الكاريبي على غرار غواديلوب ومارتينيك، وفي جزر الرأس الأخضر، بغرب أفريقيا.
على صعيد يوميات الجائحة وتعامل السلطات الصحية والسياسية معها حول العالم، لا سيما البلدان المتأثرة مباشرة بها، فقد وقعت عدة تطورات. من ذلك، أنّ إيران طلبت من صندوق النقد الدولي، قرضاً بقيمة 5 مليارات دولار أميركي، لمكافحة الفيروس، وهي المرة الأولى منذ عام 1962 التي تقدم فيها طهران على مثل هذه الخطوة. وقال محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، إنّه بعث برسالة إلى مديرة صندوق النقد الدولي، كريستينا جورجيفا، يوضح لها أنّ بلاده ترغب في الاستفادة من تمويلات "النقد الدولي" المقدمة للبلدان المتضررة من فيروس كورونا الجديد. وأضاف همتي أنّ إيران تحتاج إلى دعم اقتصادي لمواجهة الفيروس الذي انتشر في مختلف محافظات البلاد. وأوضح أنّ حجم تأثير فيروس كورونا في إيران، حتّم طلب قرض بقيمة 5 مليارات دولار. وكانت مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا، قالت في وقت سابق من الشهر الجاري، إنّ البلدان المتضررة من فيروس كورونا الجديد ستحصل على تمويلات سريعة لمواجهة الفيروس.
في إيطاليا، تقرر إغلاق مطار روما تشيامبينو، اعتباراً من يوم غد الجمعة بسبب انتشار الفيروس، كذلك ستخفض نشاطات مطار فيوميتشينو المخصص عادة للرحلات الدولية بدءاً من الثلاثاء المقبل. وسيُغلق مطار تشيامبينو، الذي يستقبل عادة الطائرات التي تقوم برحلات منخفضة الكلفة، عند منتصف ليل الجمعة، بحسب ما صرح متحدث باسم شركة "ايه دي ار" المشغلة للمطارين، بينما سيجري إغلاق المبنى رقم 1 في مطار فيوميتشينو الثلاثاء. وستستمر طائرات الشحن في استخدام مطار تشيامبينو، بحسب الشركة. وجاء في بيان الشركة: "أصبح قرار إغلاق المطار ضرورياً بسبب إلغاء العديد من شركات الطيران للعديد من الرحلات من إيطاليا وإليها". ولم تحدد الشركة موعد انتهاء هذه الإجراءات، واكتفت بالقول إنّ المطارين "سيستأنفان عملياتهما الطبيعية فور تجاوز مرحلة الطوارئ الحالية". وإيطاليا هي الدولة الأكثر تضرراً من جائحة كورونا الجديد في أوروبا مع تسجيل 827 حالة وفاة وأكثر من 12 ألف إصابة بحسب آخر حصيلة الأربعاء، وهو ما دفع الحكومة إلى حظر السفر إلاّ في حالات الضرورة.
في إسبانيا، أعلنت الحكومة إصابة وزيرة المساواة إيرين مونتيرو، بفيروس كورونا الجديد، وإخضاع نائب رئيس الوزراء بابلو إغليسياس للحجر الصحي. وذكرت صحيفة "بابليكو" أنّ الوزيرة في حالة صحية جيدة، مشيرة إلى أنّ نائب رئيس الوزراء سيخضع للفحص الطبي. وتوفي 55 شخصا في إسبانيا بسبب الفيروس، فيما بلغ عدد الإصابات حتى صباح الخميس 2200 إصابة.
بدورها، أعلنت العاصمة الأميركية واشنطن (شمالي شرق الولايات المتحدة، 705 آلاف نسمة) حالة الطوارئ، بعد ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في الأيام الأخيرة إلى نحو 1400 في الولايات المتحدة، مع نحو 40 وفاة. كذلك، حظرت ولاية واشنطن (شمالي غرب الولايات المتحدة، 7 ملايين و500 ألف نسمة) التجمعات التي تضم أكثر من 250 شخصاً في منطقة سياتل، مشيرة إلى احتمال إغلاق جميع المدارس، مع عدم استبعاد فرض حالة إغلاق على المنطقة بكاملها.
وفي تطور نوعي آخر، سجلت الجزائر اليوم، أول وفاة بالفيروس، فيما أمر رئيس البلاد، عبد المجيد تبون، بإغلاق فوري للمدارس والجامعات بدءاً من اليوم بسبب الفيروس. كذلك سجل لبنان ثالث وفاة لمصاب بالفيروس.
على هامش الجائحة العالمية، تجري السلطات التركية فحوصاً طبية للمهاجرين المحتشدين على الحدود التركية - اليونانية للعبور إلى أوروبا، وذلك في إطار التدابير ضد الفيروس. وتشرف فرق طبية تركية على قياس درجات حرارة أجسام المهاجرين بأجهزة حرارية وإلكترونية في الشريط الحدودي مع اليونان بولاية أدرنة. ومنذ 14 يوماً، يتدفق المهاجرون إلى الحدود اليونانية للعبور إلى أوروبا عقب إعلان أنقرة أنّها لن تعيق حركتهم. وقال مدير الصحة في أدرنة علي جنكير كالكان، إنّ الفرق الطبية تعمل في المنطقة التي ينتشر فيها المهاجرون منذ اليوم الأول لبداية التدفق. وأوضح أنّ الفرق تقوم بتعقيم المنطقة بشكل منتظم يومياً، وتجري فحوصاً على الموجودين هناك لمعرفة ما إذا كانت لديهم أمراض.