يهتف صابر بعلو الصوت في شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية (التشغيل استحقاق يا عصابة السراق) نفس الشعار الذي رفعه اتحاد العاطلين عن العمل في 2006، وهو ذاته المطلب الذي رفعه الشباب المصري في ذات العام. لم يغب مضمون الشعار ذاته عن انتفاضة الشعب السوداني في 2012 أيضاً، حيث هتف المتظاهرون بشعار (جوّعت الناس يا سراق).
يستمر إضراب العاطلين عن العمل في تونس، ومنطقة جابس للأسبوع الثالث، في ظل إهمال حكومي وتجاهل مقصود، وتلكؤ المسؤولين للحضور إلى مقر الإضراب باتحاد العمل. تحاول السلطة كسر همة المضربين حتى لا يمتد الإضراب الى باقي مناطق تونس. يرفع الإضراب شعار الحق في العمل، ويواجه في ذات الوقت آليات القهر الاقتصادي التي تمت ممارستها من قبل النظام في فترة حكم بن علي.
يتضح من مجمل الشعارات التي رفعها الحراك الشعبي في الدول العربية، أن مطلب العمل هو نقطة الأساس، خاصة أن المجتمعات العربية، تعاني من ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل.
يشكل العنصر الشبابي 60 % من مجمل المجتمع العربي، وتعاني تلك الكتلة الشبابية الضخمة من البطالة، وحتى العاملون منهم يعانون من ظروف عمل قاسية. فالشباب الجامعي يعمل في مجال العمل الهامشي، بعضهم الآخر يعمل في ظل عقود هشة، كما في تونس، وكذلك الأمر في مصر حيث يتم العمل بدون عقود أو بعقد عمل مؤقت لمدة عام. ويتعرض معظم العاملين من الشباب في القطاع الخاص للتسريح والفصل في أي وقت، في ظل غياب الحماية الاجتماعية.
يستمر إضراب العاطلين عن العمل في تونس، ومنطقة جابس للأسبوع الثالث، في ظل إهمال حكومي وتجاهل مقصود، وتلكؤ المسؤولين للحضور إلى مقر الإضراب باتحاد العمل. تحاول السلطة كسر همة المضربين حتى لا يمتد الإضراب الى باقي مناطق تونس. يرفع الإضراب شعار الحق في العمل، ويواجه في ذات الوقت آليات القهر الاقتصادي التي تمت ممارستها من قبل النظام في فترة حكم بن علي.
يتضح من مجمل الشعارات التي رفعها الحراك الشعبي في الدول العربية، أن مطلب العمل هو نقطة الأساس، خاصة أن المجتمعات العربية، تعاني من ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل.
يشكل العنصر الشبابي 60 % من مجمل المجتمع العربي، وتعاني تلك الكتلة الشبابية الضخمة من البطالة، وحتى العاملون منهم يعانون من ظروف عمل قاسية. فالشباب الجامعي يعمل في مجال العمل الهامشي، بعضهم الآخر يعمل في ظل عقود هشة، كما في تونس، وكذلك الأمر في مصر حيث يتم العمل بدون عقود أو بعقد عمل مؤقت لمدة عام. ويتعرض معظم العاملين من الشباب في القطاع الخاص للتسريح والفصل في أي وقت، في ظل غياب الحماية الاجتماعية.
يدرك الشباب المضرب عن الطعام في اتحاد العاطلين عن العمل، أن النظام الاقتصادي القائم لا يمكن أن يلبي احتياجات الشباب للعمل، فيطالبون بتطبيق سياسات اقتصادية جديدة تسمح باستيعاب العاطلين وتشغيلهم. هذا النمط الاقتصادي الجديد لا بد أن يعترف أن الاستثمار في البشر وتلبية احتياجات المجتمع هو أساس وغاية أي نشاط اقتصادي، بعكس ما هو قائم من نمط اقتصادي هدفه مراكمة الأرباح لدى رجال الأعمال.
العاطلون عن العمل وكما يقول أحدهم، هم أبناء تونس أرضها وملحها، مرّها وحلوها، وهم أبناء الثورة، التي أتت بمن كانوا خارج البلاد هاربين، بينما كان شباب تونس يقاومون قمع واستبداد بن علي.
في جانب آخر من الإضراب، تقف صفاء طالبة الفنون مع العديد من الطلاب، تدرك أن المعركة واحدة والطريق والمصير مشترك. كتف بكتف يقف الطلاب مع العاطلين من أجل الحق في العمل، لكي لا يصبح غداً مصيرهم كمن سبقهم من الخريجين.
إضراب الجوع في تونس من أجل الحق في العمل، سيكون علامة فارقة، ليس في تاريخ الحركة الشبابية التونسية فحسب، بل في تاريخ الحركة الاجتماعية عموماً، حيث يمثل المضربون، برغم قلة العدد نموذجاً للتعلم قابلاً للتوسع والانتشار.
ستنتشر تلك الأشكال وغيرها من التحركات الشبابية التي تبرز مطالب اقتصادية، هي في صلب ومضمون التغيير الحقيقي الذي لا بد أن يكون. الإضراب هو من أجل الحرية وضد الاحتجاز القسري أو تكيف القضايا لبعض الشباب النشيط سياسياً. في مصر يترابط هدف الساعي إلى الحرية مع الأهداف الاقتصادية، فالنظم التي تقمع، تريد إخراس الشعوب من أجل استمرار سيطرتها علي الحكم ونهب البلاد. ولأن المعارك والأهداف مترابطة، سوف يشهد الحراك والمطالب الاقتصادية خصوصاً تصاعداً. فليس لدى المفقرين والعاطلين ما يخسرونه حين يواجهون الفساد والاستبداد.
(باحث في الإنثروبولوجيا الاجتماعية، جامعة القاهرة)
إقرأ أيضا: الباحث العربي: أين أجد فرصة عمل؟