27 سبتمبر 2018
ثورة العراق
عادت الاحتجاجات إلى العراق، بعد أن شهد حركة احتجاج كبيرة في السنة السابقة لانتخابات مجلس النواب، وفي المناطق نفسها. لكن هذه المرة تبدو قوة، وبلا مشاركة من أيّ من الأحزاب، عكس الاحتجاجات السابقة التي ظهر فيها مقتدى الصدر موجها.
بعد اندلاع الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية والبحرين، تحرّك جزء من الشارع العراقي في حركة احتجاجٍ شملت محافظات المنطقة الغربية الشمالية، تمثلت في حركة اعتصامات ضد الحكومة، ما لبث أن أُدخل عليها تنظيم داعش متحرّشاً، ومحاولاً قمعها. لكن نوري المالكي حينها قمعها بشدة، الأمر الذي فرض أن يميل جزء من المشاركين إلى السلاح، وأن يركب "داعش" الموجة، فرض عجز القوى التي ادعت المشاركة فيها إلى أن يصبح الأمر متعلقاً بحربٍ أميركيةٍ عراقيةٍ ضد "داعش"، وأن تدمّر عديد من مدن تلك المحافظات، ويهجّر جزء من سكانها. بالتالي، باتت هذه المحافظات تعيش في وضعية صعبة، وأن يصبح أي حراك فيها محسوبا على "داعش".
جاء الآن دور "القاعدة الاجتماعية" للنظام الذي شكّله الاحتلال الأميركي، القاعدة التي فُرض عليها قبول سلطة طائفية مؤدلجة في قم، وتشكلت من مافيات تتخذ الدين غطاءً، لكنها بدت كأنها ممثل للمحافظات الجنوبية. وظلت في وضع سيئ، مهملة، ومتروكة للفقر والتهميش، وربما كان أحد الأسباب، غير نهب أموال الدولة المتأتية من النفط (بمئات مليارات الدولارات، تصل إلى التريليون)، هو دفع هؤلاء إلى الانخراط في الأحزاب الطائفية، وجديدها في الحشد الشعبي.
الآن، يُظهر الشعب عنفه ضد النظام، والأحزاب، وإيران، فقد عمل على حرق مقرّات الأحزاب الطائفية المرتبطة بإيران، وأعلن شعاره "إيران برا برا، العراق حرة حرة"، وهاجم مقرّات للدولة، وعمل على قطع الطرق، ووقف تصدير النفط. وذلك كله لأنه يحمل نقمةً كبيرةً على كل هذه البنى، ويعرف أن أموال النفط تُسرق، وأن إيران تتحكّم بالعراق، وأن كل "العملية السياسية" فاشلة، و"باسم الدين باجونا الحرامية". بالتالي، هناك سبب اقتصادي أساسي، يتعلق بالارتفاع الكبير في نسبة البطالة، وتوسّع الفقر والتهميش، ومن ثم استنتاج بديهي وبسيط، يتمثل في أن مَنْ أوصل إلى ذلك هو السلطة الطائفية المسيطر عليها إيرانياً. لهذا، عنف الشعب نتاج طبيعي لوضع كهذا، وهو التعبير على أنه يريد تغيير كلية النظام، وطرد تأثير إيران.
لم تقل السلطة إن الحركة مؤامرة، بل بدأت في التهيئة للوصول إلى ذلك، حيث أخذ يتكرّر كل ما قيل في مصر، وخصوصاً في سورية، عن المندسّين، والطرف الثالث، والمخرّبين. ومارست أحزاب الطائفية عنفها ضد المتظاهرين، كما حاولت السلطة القمع ضدهم، والذين نادوا، كما في سورية: سلمية، سلمية. هل سيجري الاستفراد بهذه الحركة، بعد تشويهها كما حدث في المحافظات الغربية والشمالية؟
ربما لا تمتلك النظم سوى ذلك، وبالتالي لا بدّ من لحظ ما يمكن أن يحدث في الفترة المقبلة، خصوصاً أن نتائج الانتخابات قد تشوّهت، وباتت محل شك، ولم يتم حسم وضع المحافظات التي تقرّر إعادة فرز صناديقها، وانتهى البرلمان السابق من دون أن يكون هناك برلمان جديد، وباتت الحكومة بلا محاسب. ثم هناك قوى تحاول اللعب على الحركة، خصوصاً نوري المالكي. وهناك من يعتقد أن الجيش الذي أعلن قائده رفض مواجهة الشعب، ربما يقوم بانقلاب. وكذلك ما يمكن أن تقوم به أميركا، مستغلةً كل هذا الوضع، وهي تسعى إلى إبعاد إيران؟ وماذا يمكن أن تفعل إيران وهي تتلمس مصيرها، خشية انعكاس ما يجري في العراق، من حركة احتجاج على حركة الاحتجاج فيها؟
يفترض ذلك كله التدقيق في الأحداث أكثر، لكن لا بدّ من التأكيد أن ما يجري من حراك هو "الوضع الطبيعي" في منطقةٍ انفجرت، ولن يتوقف انفجارها، وعالم يتفجّر نتيجة أزمةٍ عميقةٍ في التكوين الاقتصادي العالمي.
بعد اندلاع الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية والبحرين، تحرّك جزء من الشارع العراقي في حركة احتجاجٍ شملت محافظات المنطقة الغربية الشمالية، تمثلت في حركة اعتصامات ضد الحكومة، ما لبث أن أُدخل عليها تنظيم داعش متحرّشاً، ومحاولاً قمعها. لكن نوري المالكي حينها قمعها بشدة، الأمر الذي فرض أن يميل جزء من المشاركين إلى السلاح، وأن يركب "داعش" الموجة، فرض عجز القوى التي ادعت المشاركة فيها إلى أن يصبح الأمر متعلقاً بحربٍ أميركيةٍ عراقيةٍ ضد "داعش"، وأن تدمّر عديد من مدن تلك المحافظات، ويهجّر جزء من سكانها. بالتالي، باتت هذه المحافظات تعيش في وضعية صعبة، وأن يصبح أي حراك فيها محسوبا على "داعش".
جاء الآن دور "القاعدة الاجتماعية" للنظام الذي شكّله الاحتلال الأميركي، القاعدة التي فُرض عليها قبول سلطة طائفية مؤدلجة في قم، وتشكلت من مافيات تتخذ الدين غطاءً، لكنها بدت كأنها ممثل للمحافظات الجنوبية. وظلت في وضع سيئ، مهملة، ومتروكة للفقر والتهميش، وربما كان أحد الأسباب، غير نهب أموال الدولة المتأتية من النفط (بمئات مليارات الدولارات، تصل إلى التريليون)، هو دفع هؤلاء إلى الانخراط في الأحزاب الطائفية، وجديدها في الحشد الشعبي.
الآن، يُظهر الشعب عنفه ضد النظام، والأحزاب، وإيران، فقد عمل على حرق مقرّات الأحزاب الطائفية المرتبطة بإيران، وأعلن شعاره "إيران برا برا، العراق حرة حرة"، وهاجم مقرّات للدولة، وعمل على قطع الطرق، ووقف تصدير النفط. وذلك كله لأنه يحمل نقمةً كبيرةً على كل هذه البنى، ويعرف أن أموال النفط تُسرق، وأن إيران تتحكّم بالعراق، وأن كل "العملية السياسية" فاشلة، و"باسم الدين باجونا الحرامية". بالتالي، هناك سبب اقتصادي أساسي، يتعلق بالارتفاع الكبير في نسبة البطالة، وتوسّع الفقر والتهميش، ومن ثم استنتاج بديهي وبسيط، يتمثل في أن مَنْ أوصل إلى ذلك هو السلطة الطائفية المسيطر عليها إيرانياً. لهذا، عنف الشعب نتاج طبيعي لوضع كهذا، وهو التعبير على أنه يريد تغيير كلية النظام، وطرد تأثير إيران.
لم تقل السلطة إن الحركة مؤامرة، بل بدأت في التهيئة للوصول إلى ذلك، حيث أخذ يتكرّر كل ما قيل في مصر، وخصوصاً في سورية، عن المندسّين، والطرف الثالث، والمخرّبين. ومارست أحزاب الطائفية عنفها ضد المتظاهرين، كما حاولت السلطة القمع ضدهم، والذين نادوا، كما في سورية: سلمية، سلمية. هل سيجري الاستفراد بهذه الحركة، بعد تشويهها كما حدث في المحافظات الغربية والشمالية؟
ربما لا تمتلك النظم سوى ذلك، وبالتالي لا بدّ من لحظ ما يمكن أن يحدث في الفترة المقبلة، خصوصاً أن نتائج الانتخابات قد تشوّهت، وباتت محل شك، ولم يتم حسم وضع المحافظات التي تقرّر إعادة فرز صناديقها، وانتهى البرلمان السابق من دون أن يكون هناك برلمان جديد، وباتت الحكومة بلا محاسب. ثم هناك قوى تحاول اللعب على الحركة، خصوصاً نوري المالكي. وهناك من يعتقد أن الجيش الذي أعلن قائده رفض مواجهة الشعب، ربما يقوم بانقلاب. وكذلك ما يمكن أن تقوم به أميركا، مستغلةً كل هذا الوضع، وهي تسعى إلى إبعاد إيران؟ وماذا يمكن أن تفعل إيران وهي تتلمس مصيرها، خشية انعكاس ما يجري في العراق، من حركة احتجاج على حركة الاحتجاج فيها؟
يفترض ذلك كله التدقيق في الأحداث أكثر، لكن لا بدّ من التأكيد أن ما يجري من حراك هو "الوضع الطبيعي" في منطقةٍ انفجرت، ولن يتوقف انفجارها، وعالم يتفجّر نتيجة أزمةٍ عميقةٍ في التكوين الاقتصادي العالمي.