بعد أن كانت هولندا تعيش أزمة كروية في السنوات الأخيرة بسبب النتائج السلبية وفي الفشل في التأهل إلى البطولات القارية والعالمية مثل مونديال روسيا 2018، عادت قوة هذا المنتخب مع المدرب الهولندي رونالد كومان وأمسى اليوم واحداً من أفضل المنتخبات الأوروبية التي تلعب كرة قدم على أرض الملعب بقيادة مجموعة شابة تملك المهارة.
وقدمت هولندا أداءً قوياً في منافسات بطولة دوري الأمم الأوروبي حتى الآن، حيثُ يكفيها الفوز أو التعادل في المباراة الأخيرة من دور المجموعات أمام ألمانيا من أجل بلوغ الدور نصف النهائي من البطولة. وأمسى المنتخب "البرتقالي" اليوم قاهر أبطال العالم في عام 2018، وذلك لأن فوزه أمس على فرنسا جعله يضرب عصفورين بحجر واحد.
تفوقت هولندا على فرنسا بطلة كأس العالم 2018، عن جدارة واستحقاق في مباراة قدم فيها لاعبو منتخب "الطواحين" أداء هجومياً قوياً ولم يرحموا لاعبي "الديوك" طوال 90 دقيقة. تمريرات قصيرة وهجمات مرتدة سريعة قضت على قوة المنتخب الفرنسي، الذي تميز خلال المونديال الأخير بقتله للمنافس عبر إبطاء إيقاع اللعب ومن ثم ضرب المنافس بهدف خاطف.
لكن فرنسا فقدت هذه الميزة تماماً أمام منتخب هولندي شاب مُفعم بالحيوية والقوة على أرض الملعب، فالهجمات المرتدة والسرعة في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم جعلت هولندا تُسقط بطلة العالم بسهولة، ولولا تصديات الحارس الفرنسي هوغو لوريس لكان بطل العالم خرج بنتيجة ثقيلة ومُذلة في ملعب "فيينورد".
وألحقت هولندا بفرنسا أول خسارة لها بعد تتويجها بلقب كأس العالم، وأثبتت أنها عادت وبقوة إلى الساحة الكروية بقيادة المدرب رونالد كومان الذي عرف جيداً كيفية توظيف اللاعبين ومنح النجوم كل القوة لكي يقدموا الأداء المنتظر منهم، وعلى رأسهم ممفيس ديباي الذي انفجر مع منتخب "الطواحين" وأمسى واحدا من أبرز نجوم المنتخب المُتجدد.
ولم يكتفِ المنتخب الهولندي بإسقاط بطل العالم فقط، بل وجه ضربة قاسية لبطل العالم 2014 وهو منتخب ألمانيا، الذي وبتفوق هولندا على فرنسا سقط رسمياً إلى مصاف أندية المستوى الثاني من البطولة الأوروبية. وذلك لأن ألمانيا جمعت نقطة فقط من تعادل وخسارتين ويتبقى لها مباراة أمام هولندا لن تقدم أو تؤخر لأن فارق النقاط هو خمس. وكأن هولندا أسقطت بطلي العالم في آخر نسختين من المونديال في ليلة واحدة فوداعاً "للمانشافت" و"الديوك" أمام روح هولندا المندفعة.