اعتصم ثوار مدينة حلب المحررة، مساء الثلاثاء، تضامناً مع مدينة "دوما" أكبر مدن الغوطة الشرقية، على خلفية تصعيد الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري بحقها في الأيام الماضية، والتي راح ضحيتها 117 قتيلاً وأكثر من 500 جريح معظمهم من النساء والأطفال.
وقال أحد منظمي الاعتصام، ويدعى فؤاد حلاق لـ"العربي الجديد": "فكرة الاعتصام جاءت بمبادرة من الثوار، لتسليط الضوء على الجرائم والمجازر اليومية التي ترتكبها قوات النظام بحق آلاف المدنيين المحاصرين".
وعلى الرغم من وحدة الألم على كافة الأراضي السورية، وجدت حلب، التي لم تسلم من البراميل المتفجرة يوماً، وقتاً وسط الموت الطائش، لمساندة أهل دوما والوقوف بصفهم.
يقول الناشط محمد مهنا: "نحن الأكثر شعوراً بأهلنا في الغوطة، لأننا نعاني ونتعرض مثلهم لإجرام نظام الأسد، فوضع حلب الأمني ليس أفضل من دوما، وقوات النظام ترتكب المجازر على امتداد المدن السورية الثائرة".
جسّد الثوار، خريطة سورية برسم محترق. ووضعوا داخله قفصاً، للفت أنظار العالم الصامت، لما يتعرض له بلدهم، كما تخلل الوقفة رفع لافتات نددت بجرائم الأسد، وناشد المعتصمون الضمير الإنساني، كذلك تم رفع لافتة باللغة الفرنسية كتب عليها "أنا دوما" Je suis douma، وآخرى تندد بالبراميل التي أنكرها بشار الأسد في آخر مقابلاته.
كما وجّه الناشطون رسائل إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي تستنكر يومياً مجازر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاكات النظام السوري، يقول مهنا: "نطالب أولاً بإسقاط رأس النظام باعتباره سبباً لكل التطرف والعنف في سورية، ومحاكمة كل من سفك الدم السوري على مدار الأربع سنوات الماضية، ونندد بتغاضي المجتمع الدولي عن جرائم الأسد وجيشه، وسياسة الكيل بمكيالين المتبعة فيما يخص الأسد وداعش".
ويختم: "لن يقف نشاطنا هنا، لدينا الكثير من الأفكار سنعمل عليها. منها حملات على مواقع التواصل الإجتماعي، إضافة لتنظيم المزيد من الوقفات والاعتصامات، ليس باليد حيلة غير ذلك حالياً".
من جانب آخر أطلق ناشطون ومهتمون بالشأن السوري، وسم #دوما_تباد على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وشارك فيه عدد من الوجوه الإعلامية السورية وشخصيات من المعارضة، كما دعا الناشطون إلى تكثيف المشاركة والتفاعل مع الوسم الذي لقي اهتماماً واسعاً، إذ نشط عالمياً بعد ساعتين من انتشاره.