ثنائية السهل الممتنع.. هكذا استطاع الأستاذ الثأر من تشلسي

25 سبتمبر 2016
ثلاثية أرسنال وتكتيك فينغر (Getty)
+ الخط -

فعلها أرسنال واستعاد أجمل الأيام، بعد فك عقدة تشيلسي إلى الأبد، بانتصار مستحق وكبير في ديربي لندن، خلال قمة تسيدها فريق فينغر من البداية وحتى النهاية، ليسجل ثلاثة أهداف في غاية الجمال، ويؤكد المدفعجية أنهم عاقدون العزم هذه المرة على المواصلة، خصوصا مع تحول البريميرليغ إلى ملتقى كبار المدربين من كل دول أوروبا.

شوط للتاريخ
قدم الفريق المضيف واحدا من أفضل أشواطه خلال السنوات الماضية، بعد أن تسيد المباراة بالطول والعرض، وصنع فرصا عديدة مع أهداف غزيرة، في لقاء من طرف واحد، بعد أن أغلق فينغر كافة السبل أمام خصمه، وأجبر تشيلسي على التمرير السلبي تجاه الأطراف، من دون أي خطورة حقيقية في العمق، لأن أرسنال فاز بمعركة المنتصف، وبالضربة القاضية.

يغطي كانتي مساحات كبيرة في الخلف والأمام، ولا يقدم ماتيتش الإضافة المرجوة، بينما يعاني الدفاع من بطء واضح، لتزيد الفراغات في وبين الخطوط، بالتحديد في المنطقة رقم 14، أي ما بين خط الدفاع والارتكاز، إنها النقطة التي يعاني كونتي بسببها، ويدفع الثمن غاليا مباراة تلو الأخرى، لكن العقاب جاء مضاعفا من آرسنال، لأنه خصم يمتاز بوجود من يستطيع الاستمتاع بهذه الثغرات.

مسافة كبيرة بين أزبليكويتا وهازارد، بينما يقل مردود سيسك دفاعيا وتنعدم تقريبا محاولات إيفانوفيتش هجوميا، تشيلسي فريق غير متوازن بالمرة، بينما أرسين فينغر وضع كامل رهاناته على إيوبي ووالكوت، الثنائي الذي يتحرك كثيرا أمام أظهرة تشيلسي، ويجبرهم على ترك العمق وعدم الدخول للمساندة أبدا، لأن أي خطأ يعني توغل أجنحة تشيلسي من الخلف إلى قلب الهجوم دون سابق إنذار.

ثنائية الجودة
محظوظ أرسنال بمسعود أوزيل وأليكسيس سانشيز، المسعود هو أفضل لاعب ممكن في المركز 10 في الملعب، يتحرك بكل أناقة ليشغل الفراغات المتروكة، يدخل في العمق ليقترب من المهاجم المتقدم، يعود قليلا إلى المنتصف حتى يعطي فرصة لزميله بالقطع من الطرف إلى العمق، للتسديد أو الصناعة، بينما يقوم بهمزة الوصل بين لاعبي الوسط والهجوم، لنقل الهجمة إلى مستوى آخر، كما فعل في لقطة الهدف الثاني.

أوزيل هو "الميستر إكس" لهذا المشروع الفني، فهو اللاعب الثالث في خط الوسط، وصانع اللعب الكلاسيكي في الأمام، بينما يقوم أيضا بدور المهاجم المتأخر بالتبادل مع سانشيز كما في الهدف الثالث، إنها أعظم لحظات المباراة بل الأسبوع، حيث التبادل القاطع على طريقة كرة السلة بين المراكز المختلفة داخل الملعب، الصانع هو من يسجل بينما الهداف يتكفل بعمل "الأسيست".

آمن فينغر باللامتوقع، تعرض لانتقالات كبيرة لعدم ضم مهاجم صريح رقم 9، صحيح أن هذا المركز مهم في بعض المباريات، لكن أمام تشيلسي تعامل العجوز الفرنسي بكل ما يملك من خبرات، لذلك راهن على لاعب سريع ومرن في الأمام، حتى يتفوق بسهولة على دفاعات بطيئة أرهقها عامل السن وقلل حس التمركز من قدراتها، لقد كان سانشيز أفضل سلاح ممكن لقهر تشلسي في هذا التوقيت.

رهان الارتكاز
لعب فرانسيس كوكيلين نصف ساعة قبل خروجه ليحل مكانه غرانيت تشاكا، ورغم أن فينغر حافظ على نفس الأسماء في ثنائية المحور، إلا أنه أجرى تعديلا واضح عليها، بصعود سانتي كازورلا قليلا إلى الأمام، مع التغطية خلفه بزميله فرانسيس ثم الوافد الجديد تشاكا، مما أعطى منطقة الارتكاز توازنا أكبر، وقلل كثيرا من إرهاق مدافعيه أثناء بناء الهجمة من الخلف.

استخدم المدرب لاعبه في السابق كلاعب وسط أمامي. عانى كوكيلين أثناء التحولات إلى الدفاع، لأنه يكون بعيداً عن خط الظهر، ولا يغلق أبدا المساحات في وبين الخطوط، وكلما استلم الكرة في منطقة قريبة من مرمى الخصم، يجد نفسه محاصراً ولا تسعفه أبداً حركة أقدامه على التصرف السريع، لكن بعد عودته إلى مركزه الطبيعي تحسنت الأمور، خصوصاً بعد دخول تشاكا.

أدى نجوم الخط الهجومي مباراة للذكرى، إلا أن الإسباني كازورلا لا ينبغي أبداً نسيانه، همزة الوصل بين الدفاع والهجوم، والنموذج المثالي للاعب رقم 8 في خطة 4-2-3-1، نصف ارتكاز ونصف لاعب وسط مهاجم، يملأ منطقة المنتصف بالكامل، ويعطي الأريحية التامة للأطراف بالركض على الخط.

"كان انتصاراً سهلا"، هكذا وصف الأستاذ أرسين الديربي بعد نهايته، بعد أن قام بتحويل الصعب إلى أمر هين، نتيجة المرونة الخططية والسرعة الكبيرة في نقل الهجمة من قطاع إلى آخر، وقلب اللعب من اليمين إلى اليسار والعكس، لقد كانت أفضل مبارياته منذ فترة بعيدة.

 

المساهمون