"تشيلسي الحالي هو أفضل فريق ممكن في الدوري الإنجليزي"، هكذا قال بيب غوارديولا قبل قمة البريميرليغ لهذا الأسبوع، ليثبت الفريق اللندني أنه مرشح فوق العادة لنيل اللقب، بعد فوزه المهم على مان سيتي في ملعب الاتحاد، خلال مباراة تحولت بشكل دراماتيكي من سيطرة شبه تامة لأصحاب الأرض إلى تفوق كاسح للضيوف في الدقائق الأخيرة.
الخطة المضادة
حقق الفريق اللندني انتصارات متتالية عندما راهن كونتي على خطة لعب 3-4-3، لكنه عانى بعض الشيء أمام توتنهام في ستامفورد بريدج، بسبب الضغط القوي الذي فرضه بوكيتينو في الشوط الأول، وحاول غوارديولا من البداية الوصول إلى صيغة مناسبة تساعده على فصل هجوم تشيلسي عن بقية خطوط الفريق، بمحاولة وضعهم دائما في نصف ملعبهم، وقلب خطتهم إلى ما يشبه 5-3-2.
لذلك قرر بيب اللعب بطريقة 3-4-2-1 عن طريق وجود ثلاثي دفاعي صريح، ستونز وكولاروف وأوتاميندي أمام الثنائي هازارد وكوستا، 3 ضد 2 لخلق الزيادة بالتبادل مع الرقابة الفردية، بينما تواجد كلا من غوندوغان وفرناندينيو في الوسط، للخروج بالكرة من الخلف إلى الأمام، رفقة ثنائي آخر على الطرف لإجبار ألونسو وموسيس على التغطية الدفاعية وعدم الصعود كثيرا للهجوم، لكن عدم تعافي ستيرلينغ وربما نقص جاهزية نوليتو، جعل السيتي يراهن على ساني ونافاس على الرواقين.
ومع عودة تشيلسي إلى الدفاع فقط، تبدأ المهمة الهجومية للسيتي عن طريق دي بروين وسيلفا، بصعود البلجيكي في أنصاف المسافات على اليمين، وصناعته لجبهة هجومية قوية رفقة نافاس، بينما يحصل ساني على الحرية الكاملة يسارا بدعم من كولاروف، ليدخل سيلفا إلى العمق ويقوم بدور لاعب الوسط الثالث رفقة ثنائي الارتكاز، تركيبة مرنة ضمنت لملاك ملعب الاتحاد سيطرة قوية في أغلب فترات الشوط الأول.
التحول العكسي
استمر اللعب على نفس الوتيرة في بدايات الشوط الثاني، وتم ضرب خط وسط تشيلسي في أكثر من كرة، بسبب حصول السيتي على الزيادة العددية في الأطراف، نتيجة اللعب الموضعي الذي طبقه لاعبوه بتخطيط من مدربهم. ومع زيادة التمريرات من جانب إلى آخر، لم يقدر كانتي وفابريغاس على تغطية هذا الكم الكبير من الفراغات، ليحصل دي بروين على فرصة مثالية لمضاعفة النتيجة، بعد اختراق سريع من اليمين بالتبادل بين سيلفا ونافاس، لكن البلجيكي أضاعها بغرابة شديدة.
تحولت المباراة تماما بعد الدقيقة ستين، لأن بيب أجاب على السؤال الخاص بالهجوم، لكن دفاعه لم يتعامل بشكل مثالي مع مرتدات تشيلسي، رغم تمركز 3 لاعبين أمام مرمى برافو، ليقلب الثنائي كوستا وهازارد المجريات في آخر نصف ساعة، رفقة البديل ويليان الذي ترك الطرف تقريبا ولعب قريبا من العمق، من أجل تطبيق موقف 3 ضد 3 أمام دفاعات السيتي.
يتحرك هازارد بذكاء شديد في وبين الخطوط، يسحب المدافع الذي يراقبه بعيدا عن مناطقه، من أجل فتح الفراغ أمام تحرك كوستا، كما حدث في لقطة الهدف الأول، ليحصل دييغو على تمريرة طولية من سيسك، ويهزم أوتاميندي في موقف 1 ضد 1، لأن ستونز خرج تماما من الصورة بسبب حركة إيدين، بينما انشغل كولاروف بمراقبة ويليان، مع تأخر ارتداد ثنائي الأطراف، إنها العملية التي قلبت خطط بيب وأعطت التفوق لكونتي.
ثنائي بطل
لا يختلف كثيرا الهدف الثاني عن الأول، فكوستا قام بعمل كبير بعد العودة إلى المنتصف وسحب أوتاميندي بعيدا، ليحصل تشيلسي على الإضافة المرجوة في الثلث الهجومي الأخير أثناء التحولات، وهذا ما يجعل الثنائي هازارد وكوستا في وضعية أفضل أمام معظم المنافسين، لأنهما يجيدان اللعب أمام التكتلات الدفاعية، مع تطور ملحوظ في المرتدات نتيجة استغلال المساحة الناتجة عن تقدم المدافعين.
ربما نتيجة 3-1 قاسية ضد السيتي وتعطي مديح مضاعف لتشيلسي عطفا على مجريات اللعب، إلا أن الشيء المؤكد هذا الموسم أن الفريق الأزرق يسير بخطى ثابتة نحو المنافسة القوية على اللقب، ليس بسبب قوة دفاعه أو براعة وسطه مع أفكار مدربه، لكن أيضا لقوة هجومه مقارنة بكل المنافسين، لأن كوستا يمتاز بالقوة المطلوبة بينما يحصل هازارد على النجومية المطلقة في هزيمة أي رقابة، إما بسرعته أو بمراوغاته.
وجد أنطونيو ضالته في هذه التركيبة التي تجلب له انتصارا تلو الآخر، ورغم أنه المرشح الأول حتى هذه اللحظة، إلا أن مفردات هذا الدوري لم تف بعد بكامل وعودها، خصوصا أن تفاصيل صغيرة جدا هي من حسمت قمة ملعب الاتحاد لصالح الضيوف، ورغم التطور الواضح لمان سيتي إلا أنه لا يزال بعيدا عن ثوب البطل، على الأقل خلال هذا الموسم.