ثلاثة أسئلة تحسم بقاء البرسا في الليجا

07 أكتوبر 2014
برشلونة بزي "كتالونيا" (Getty)
+ الخط -
"يعتقد البعض أن كرة القدم مجرد لعبة للفوز أو الخسارة، لكنهم مخطئون، لأن الأمر أكبر من ذلك بمراحل، إنها حياة خاصة واختيار مثالي، وعالم مختلف تماماً"، يرد بيل شانكلي، صانع أمجاد ليفربول، حينما سئل عن أهمية اللعبة في اختياراته الشخصية، ويؤكد أن المستديرة بمثابة أسلوب الحياة له ولغيره من عشاقها ومحبيها.


وينطبق هذا التصريح بامتياز على المشكلة السياسية الطارئة داخل إسبانيا، بسبب رغبة إقليم كتالونيا في الانفصال التام والاستقلال عن الدولة الأوروبية. وبعيداً عن السياسة وخباياها، فإن نادي برشلونة الرياضي يشارك بقوة في مراحل دعم الانفصال، ويتبنى القضية من البداية للنهاية، لدرجة مشاركة بعض لاعبيه أمثال تشافي هيرنانديز وجيرارد بيكيه، في المظاهرات الداعمة للاستفتاء حول إمكانية الابتعاد عن الأجواء الإسبانية.

لذلك كانت هناك بعض الأسئلة الكروية المهمة، التي من الصعب الإجابة عنها بالشكل الكافي، لكن يجب إثارتها وتسليط الضوء عليها، من أجل الوصول إلى تفسير منطقي للقضية الرياضية الأشهر على الإطلاق في القارة العجوز، خلال الأيام القليلة الماضية.

حرب نفسية أم حقيقة كروية
بدأت الحرب مبكراً بين برشلونة والمسؤولين عن الكرة في إسبانيا، بعد تصريح خافيير تيباس، رئيس رابطة الأندية الإسبانية المحترفة، أن برشلونة لن يكون باستطاعته المشاركة في بطولة الليجا، إذا حدث الانفصال عن إسبانيا، وأنه سيكون نادياً كتالونياً، لا يحق له منافسة الأندية المحلية.

ليرد النادي الكتالوني سريعاً، بتسريب أخبار من مصادر صحفية قريبة من الفريق، دون تأكيد أي من الطرفين الإسباني أو الفرنسي، بأن الإدارة البرشلونية أرسلت طلباً خاصاً إلى رابطة الأندية الفرنسية، لبحث فكرة الانضمام إلى بطولة الدوري المحلي مستقبلاً، حيث إن المسافة الجغرافية قريبة بين الإقليم الكتالوني والأراضي الفرنسية.

وبعيداً عن أسلوب التهديد المباشر بين الطرفين، فإن بطولة بحجم الليجا ستعاني كثيراً إذا انتقل برشلونة إلى دوري آخر، بالإضافة إلى كسر حدة التنافسية الشديدة بين قطبي الكرة برشلونة وريال مدريد، وبالتالي قيمة الدوري السوقية ستقل كثيرا، حيث إن جزءاً غير هيّن من الهيبة المحيطة بالليجا، خاصٌّ بمباريات الكلاسيكو، والصراع الأبدي بين فريق المقاطعة، وملوك العاصمة.

أندية فرنسا
بعد دخول سوق الاستثمارات الأجنبية عالم الكرة الفرنسية، وسيطرة أندية باريس سان جيرمان وموناكو على الأجواء في البلد الأوروبي، بسبب الدعم المالي غير المحدود للفريقين، اشتكت بعض الفرق الأخرى وعلى رأسها مارسيليا وليون، من صعوبة المنافسة بسبب عدم توافر الموارد الاقتصادية اللازمة، لمناطحة العملاقين القادمين بقوة في الدوري المحلي.

ورغم تصدر مارسيليا جدول المسابقة حتى الآن، فإن هناك فروقات كبيرة على مستوى اللاعبين والنجوم بين فرق الدوري وكل من باريس سان جيرمان وموناكو، خصوصاً النادي الباريسي الذي قدم مباراة عظيمة ضد برشلونة وفاز عليه بجدارة في ملعب حديقة الأمراء خلال مباريات دوري الأبطال الأخيرة.

لذلك نحن أمام سؤال آخر مهم، هل ستوافق بقية الأندية الفرنسية على دخول برشلونة الدوري المحلي؟ وهل الأندية غير القادرة على مناطحة باريس وموناكو مالياً وفنياً، ستستطيع الوقوف في وجه المارد الكتالوني، المدعم بأسماء رنانة ونجوم لا غبار عليهم، بقيمة ميسي، نيمار، سواريز، إنيستا والبقية.

المال يحكم
يدخل العنصر المالي بقوة هذه الأيام في عالم المستديرة، ومع تزايد الأزمات الاقتصادية للدول والأندية، فإن كل فريق يحاول تحسين مداخيله المادية وتحقيق فائض من الربح، يساعده في توفير صفقات جديدة، وزيادة قوة عناصره الكروية. وإذا ذهب برشلونة إلى الدوري الفرنسي، يجب على المسؤولين داخل النادي، دراسة كافة الأمور الاقتصادية المترتبة على هذا القرار، وأولها بكل تأكيد، سيكون موضوع "عوائد البث التلفزيوني".

وفي دراسة سابقة لـ "خزينة الكرة"، أكد المختصون بالناحية الاقتصادية، ان تقسيم عوائد البث في الدوري الفرنسي، عبارة عن نسبة 40 % بالتساوي بين الجميع، و10 % حسب التزام كل نادي بقوانين الاتحاد الفرنسي، و25 % حسب ترتيب الفريق في مسابقة الدوري، و5 % حسب متوسط ترتيب الفريق في آخر خمسة مواسم، مع 20 % حسب شعبية النادي وعدد المباريات المنقولة له على الشبكات الناقلة لبطولة الدوري.

ومع كل هذه الأرقام، يحصل باريس سان جيرمان على الصدارة برقم يصل إلى 45 مليون يورو خلال الموسم الماضي، لكن ليس بفروقات كبيرة عن أندية مارسيليا، ليون، موناكو، سانت إتيان، الذين يحققون مبالغ تتفاوت بين 30 و40 مليون يورو.

أما في إسبانيا، فبرشلونة يبيع حقوق بث مبارياته منفرداً مثل ريال مدريد، وبالتالي يضمن ربحاً خرافياً منذ عام 2006، يصل إلى أكثر من 150 مليون يورو سنوياً، وهذا الرقم يزيد كل عام حتى سنة 2014، ومع الفروقات الكبيرة بين عوائد البث لكل من برشلونة والريال عن بقية أندية الليجا، فإن معظم المنافسين في حالة اقتصادية صعبة، تمنعهم من مواصلة المنافسة مع العملاقين.

وحتى في حالة العودة إلى البيع الجماعي لكل الفرق بما فيها برشلونة والريال، فإن الفروقات ستكون كبيرة أيضأً، لأن الفارق الآن يصل إلى ستة أضعاف، ومع الحل الجذري، سيقل لأربعة اضعاف أو ثلاثة، وهذا هو التصريح الرسمي، الذي يختلف كثيراً عن الواقع في النهاية.

وبالتالي، مع لغة المال والأرقام، فإن برشلونة سيفكر قبل الانتقال إلى أي دوري آخر، لأنه يجب أن يحسم فكرة البيع الحصري أولاً، سواء في فرنسا أو أي دولة أخرى، حتى يستطيع المحافظة على الكنز الثمين الذي يمتلكه في الملاعب الإسبانية.

المساهمون