وفي جلسة استماع في لجنة التحقيق في شبكات التسفير نحو بؤر التوتر بالبرلمان التونسي، قدم المدير العام للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ناجي جلول، نتائج دراسة تتعلق "بالعائدين من بؤر التوتر في السجون التونسية"، تؤكد أن الدراسة اعتمدت على مقابلات مع 83 إرهابياً بالسجون التونسية.
ولفت جلّول إلى أن الدراسة أظهرت أن 88 بالمائة من التونسيين الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية والموجودين في السجون التونسية اليوم، هم من أصحاب المهن اليومية أو عمال في الاقتصاد الموازي، وأن 18 بالمائة منهم عاطلون عن العمل، و3 بالمائة من الطلبة، و2 بالمائة من التلاميذ.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن 55 بالمائة من بينهم انقطعوا عن الدراسة، و88 بالمائة من أنصاف المتعلمين، و43 بالمائة تحصلوا على تكوين مهني، و74 منهم رسبوا في الدراسة.
وبيّن جلّول أن 46 بالمائة منهم لهم سوابق في تعاطي مواد مخدرة، وعدد كبير منهم حاولوا الهجرة غير الشرعية، وإن نسبة كبيرة منهم ليسوا متزوجين، وذلك وفقاً لنتائج الدراسة.
وفي سياق متصل، طمأن وزير العدل ووزير الداخلية بالنيابة، غازي الجريبي، التونسيين حيال الأوضاع الأمنية.
وقال على هامش أشغال الدورة 36 لرؤساء البعثات الدبلوماسية، إن إقناع الرأي العام الدولي باستقرار الوضع الأمني في تونس مهم جداً إلى جانب بحث الجانب الاستعلاماتي، مؤكداً أهمية انتقال تونس من مرحلة استراتيجية مقاومة الإرهاب إلى استراتيجية الاجتثاث والقضاء على الإرهاب، والارتقاء بأداء القوات العسكرية والأمنية إلى مرتبة أعلى وهو ما يتطلب بدوره عملاً دؤوباً من البعثات الدبلوماسية.
وشدّد الجريبي على أنه لا توجد أي دولة بمنأى عن العمليات الإرهابية وأنه رغم كل شيء فإن تونس حققت نجاحات أمنية، قائلاً "كلنا ثقة في قواتنا الأمنية العسكرية... وأنا أطمئن الرأي العام التونسي والدولي كون تونس لديها قدرات مرموقة في تصدي الإرهاب". وأكد الجريبي استمرار التعامل والتنسيق مع الجزائر وليبيا "التي نتقاسم معها الحدود، ويعطينا ذلك قدرات أكبر للانتقال إلى استراتيجية القضاء على الإرهاب".
وضمن نفس الندوة الديبلوماسية السنوية، نفى وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، في تصريح صحافي صحة ما راج حول رفض تونس تسلم جثث إرهابيين تونسيين قُتلوا في مدينة صبراطة الليبية، مشيراً إلى وجود اتفاق بين تونس والسلطات الليبية في طرابلس وطبرق وبنغازي للتعاون الثنائي مع حكومة الوفاق الوطني، والمشير خليفة حفتر في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكّد الجهيناوي إرسال وفد منذ بضعة أشهر إلى ليبيا للنظر في هذا الملف.