تونس: هل يرحل الشاهد بعد فصل الصيف؟

08 يوليو 2018
البرلمان فشل في حجب الثقة عن الشاهد (ناصر طلال/Getty)
+ الخط -
رجحت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" في تونس، أن يكون الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ورئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي قد اتفقا على عودة الحوار السياسي في تونس بعد انقطاعه في الفترة الماضية، بسبب الخلاف بينهما حول بقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

وتوقعت المصادر أن يكون هناك اتفاق لعودة الحوار خلال هذا الصيف، على أن يرحل الشاهد بعد ذلك مباشرة.

وكان السبسي والغنوشي قد التقيا مساء أمس السبت في الاستراحة الرئاسية بالحمامات، وأكد بيان لـ"النهضة" أن هذا اللقاء "جرى في جوّ من التفاهم حول أوضاع البلاد السياسية والاجتماعية".

وأكد الرئيس التونسي، بحسب البيان، على ضرورة أن تتحمل كل الأطراف مسؤولياتها في معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بينما شدّد الغنوشي على أهمية سياسة التوافق، وخاصة بين "النداء" و"النهضة"، وهي السياسة التي قادها رئيس الجمهورية وصنعت الاستثناء التونسي.

كما شدّد على الحاجة الماسّة لترسيخ نهج الحوار بين كل الأطراف السياسية والاجتماعية، وأن يكون الصيف فرصة لاستئناف الحوار على كل المستويات من أجل التوصل إلى توافقات في الخيارات السياسية والاجتماعية والثقافية، واعتبار أن لا بديل عن التوافق من أجل حماية التجربة الديمقراطية الفتية بعيداً عن القطيعة والاستقطاب.

ولفتت المصادر إلى أن البيان يعكس عودة التفاهمات، بعد سلسلة من اللقاءات بين الرجلين في الفترة الأخيرة باءت جميعها بالفشل، بسبب إصرار "النهضة" على التمسك بالشاهد. واعتبر البيان بوضوح أن فترة الصيف ملائمة لعودة الحوار حول الخيارات الوطنية، على أن ينتهي بحسم سبب الخلاف الذي قاد الى هذا المأزق، أي الاتفاق على رحيل الشاهد.

وعجزت الأطراف الداعية إلى إبعاد الشاهد الى حد الآن عن توفير أغلبية مريحة في البرلمان، دون "النهضة"، لسحب الثقة من حكومة الشاهد، بينما رفض السبسي اللجوء الى الدستور وطلب إعفاء الشاهد من البرلمان للسبب ذاته.



لكن حركة "النهضة" في المقابل، ترى أنها قد تجد نفسها في عزلة مع الشاهد إذا استمرت على الموقف ذاته، بالإضافة الى تعقد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، خاصة بعد إعلان "اتحاد الشغل" عن دخوله في سلسلة من الإضرابات قريباً.