تعرض عونا حرس (درك) تونسيان، صباح اليوم الأحد، إلى عملية دهس من قبل "عناصر إرهابيين"، وذلك على مفترق القنطاوي في سوسة وسط البلاد، ما أدى إلى مقتل أحدهما، فيما "تم القضاء على 3 عناصر متشددين مسلحين".
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد حيوني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، وفاة عون حرس، في حين يتلقى الثاني العلاج، مضيفا أن العونين تعرضا لعملية دهس من طرف 3 إرهابيين بواسطة سيارة على مستوى مفترق أكودة القنطاوي سوسة، مضيفا أن الوحدات الأمنية سارعت للقيام بعملية تمشيط لمكان العملية، ومحاصرة العناصر المتشددين، وتبادل إطلاق النار، ما أسفر عن القضاء على 3 منهم.
وأوضح الحيوني أن الأبحاث لا تزال جارية، وسيتم الكشف عن مزيد من المعطيات والتفاصيل بحسب تقدم الأبحاث.
وأكد بيان لوزارة الداخلية أن العملية أدت إلى مقتل الوكيل سامي مرابط، ولا يزال الوكيل رامي الإمام يتلقى العلاج، وأن وزير الداخلية توفيق شرف الدين حضر إلى مكان العملية وعاين التدخل الأمني، والحالة الصحية للمصاب في المستشفى.
وكشف الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي، أن منفذي العملية الإرهابية التي جدت بسوسة، اليوم الأحد، هم شقيقان أصيلا مدينة أكودة من مواليد 1995 و2001 أحدهما يعمل بورشة لنجارة الألومنيوم والآخر متربص بالتكوين المهني إضافة إلى العنصر الثالث أصيل مكثر من ولاية سليانة من مواليد افريل 1990.
وأضاف السليطي، في تصريح لإذاعة موزاييك، أن الإرهابيين الذين تمت محاصرتهم والقضاء عليهم داخل مدرسة ابتدائية بأكودة كانوا يرتدون ملابس تحمل شعارات تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأردف السليطي أنه "تم حجز هواتف جوالة وحافظات ذاكرة إلكترونية و أسلحة بيضاء من نوع سكين بأحجام كبيرة".
وتحول الرئيس قيس سعيد إلى مكان الاعتداء، وقال، في تصريح لوسائل الإعلام، إن الإرهابيين "لن يتصوروا أنهم بمثل هذه الأعمال الإجرامية سيربكون التونسيين أو سيسقطون الدولة"، مواصلًا "ومن كان يرتب من خلال هذه العمليات لأوضاع سياسية فهو واهم، لأن الشعب على يقين ووعي كامل بكل الخفايا".
وشدّد سعيّد على ضرورة الإحاطة بشهداء العمليات الإرهابية وجرحاها، مشيرًا إلى أن مشروع القانون حول هذه المسألة جاهز منذ شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وذكّر أن مشروع القانون الذي أعدته رئاسة الجمهورية ينصّ على تمتّع الشهيد بذات الامتيازات وكأنه ما زال على قيد الحياة، وكذا بالنسبة للجريح وكأنه ما زال يعمل، مؤكدًا أن ذلك لن يكلف شيئًا المجموعة الأمنية مقارنة بالخدمات التي يقدمونها.
ونعى رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي، على صفحته في "فيسبوك"، الوكيل أوّل بالحرس الوطني سامي مرابط، الذي استشهد في عملية سوسة الإرهابية صباح اليوم الأحد، مؤكدا أنّ ''تونس عصية على المؤامرات بفضل الله وبفضل أبناء مؤسساتها الأمنية والعسكرية الأبطال وبفضل شعبها المتيقظ. ''
وأكّدت رئاسة مجلس نواب الشعب، أنّ عملية سوسة الإرهابيّة الغادرة والجبانة “لن تُثني قواتنا الأمنيّة والعسكريّة عن مواصلة نضالها وعملها البطولي حماية للوطن من كلّ المخاطر”.
وقال الخبير الأمني والعقيد المتقاعد من الحرس الوطني علي زرمدين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "القضاء على 3 إرهابيين هو رد سريع من قبل الوحدات الأمنية، ويكشف عن الجاهزية واليقظة، وإن العملية رغم الخسارة البشرية التي خلفتها بوفاة أحد الأعوان، إلا أنها تعتبر فاشلة، طالما تم القضاء على منفذيها"، مبينا أن "الإرهاب لم يتوقف، فحتى لو كان نائما إلا أنه يبقى قائما، ويسعى في كل مرة إلى الهجوم واستغلال أي ظرف".
وأوضح زرمدين أن "العملية غير جديدة، فقد تم استعمال هذا الأسلوب من قبل الجماعات الإرهابية، كما أن هذا الأسلوب استعمل في الخارج وفي أوروبا، وينقل إلى بقية الدول، وما حصل نسخة من عمليات سابقة"، مشيرا إلى أن "نفس السيناريوهات تنقل وتتكرر، ولكن هذا لا ينفي أنه قد تحصل، وهو ما يستدعي الحذر والانتباه"، مؤكدا أن "الإرهاب يترصد ويجهز نفسه للهجوم، ويتهيأ دائما لشن أي عملية حسب الخطط التي يضعها والمقاييس التي يختارها، ولكن، حتى لو خلفت هذه العملية ضررا، فإن القضاء على منفذيها هو رد فعل سريع ومباشر من القوات الأمنية، التي سارعت للقضاء عليهم".
وكانت منطقة سوسة قد شهدت في يونيو/ حزيران 2015 هجوما على فندق سياحي في مرسى القنطاوي أوقع 40 قتيلا، و38 جريحا، من جنسيات مختلفة، ألمانية وبلجيكية وبريطانية، وقتل على أثره منفذ الهجوم الإرهابي الذي كان منفردا، ووصفت تلك الحادثة بـ"الأسوأ والأكثر دموية"، حيث عبرت عدة دول عن تضامنها مع تونس.
ويشار إلى أن العملية التي وقعت اليوم تأتي تزامنا مع الذكرى الـ64 لتأسيس الحرس الوطني، والتي يجرى الاحتفال بها في 6 سبتمبر/ أيلول من كل عام.