قفز عدد الإصابات بفيروس كورونا في تونس، إلى أكثر من ألفي إصابة، مع تسجيل مئات الإصابات الجديدة في الأسبوع الأخير، وتفشي العدوى، دون تسجيل أيّ أعراض على المصابين الذين وُضعوا قيد الحجر الإلزامي.
وتعرف مدن تونسية عديدة، زيادة في أعداد حاملي الفيروس، الذين كُشف عنهم بإخضاعهم للفحوص، بعد مخالطتهم لمصابين أو وافدين في المدة الأخيرة.
وغياب الأعراض لدى حاملي الفيروس، من الأسباب الرئيسية لانتشار العدوى، في عدد من مناطق البلاد، في ظلّ التراخي في التزام التدابير الوقائية، وكثرة التجمّعات في المناسبات العائلية أو على الشواطئ.
ويفسّر رئيس قسم الطوارئ الطبي، سمير عبد المؤمن، غياب الأعراض لدى المصابين بالفيروس بتراجع شراسة "كوفيد - 19"، وبعوامل مناخية قد تكون أثّرت فيه، من بينها ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، غير أنّه يؤكد أنّ هذا التفسير غير مثبت علمياً.
وقال عبد المؤمن في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ غياب الأعراض لدى المصابين ليس استثناءً تونسياً، بل إنّ أغلب دول العالم تسجّل طفرات جديدة في عدد المصابين، مقابل تراجع في الحالات التي تتطلب الإيواء في المستشفيات والوفيات.
وأكّد رئيس قسم الطوارئ الطبي أنّ عدم تصاعد الوفيات والحالات التي تتطلب العناية في المستشفيات، أمر إيجابي، وأضاف: "لا أحد يعرف إذا كان الوضع سيستمر على ما هو عليه، أو سيعود الفيروس إلى شراسته مع بداية الخريف".
وأعلنت وزارة الصحة، أمس السبت، في بلاغ لها، تسجيل 120 إصابة جديدة بفيروس كورونا في تونس، منها 116 إصابة محلية و4 إصابات وافدة، و22 تحليلاً موجباً لمصابين سابقين بالفيروس، ما زالوا يحملونه.
وفاق العدد الإجمالي للمصابين بهذا الفيروس، لأول مرة، 2023 إصابة مؤكدة، من بينهم1327 حالة تعافٍ، و54 حالة وفاة (و642 حالة نشطة، وهي بصدد المتابعة، من بينهم 24 مريضاً في المستشفيات).
ورأى المدير العام للطب العسكري أمير اللواء مصطفى الفرجاني، أنّ الوضع الوبائي تحت السيطرة، وشدّد على أنّ تونس لم تدخل مرحلة الموجة الثانية من تفشي وباء كورونا.
وفسّر أنّ الموجة الثانية تتطلب وجود العديد من المؤشرات الإحصائية والميدانية، قائلاً في تصريح لإذاعة محلية إنّ ''إصابات كورونا المسجّلة في تونس لا تكتسي أي خطورة، رغم حمل أصحابها للفيروس''.
وأطلقت وزارة الصحة حملات للتقصي الميداني النشيط في بؤر الوباء المكتشفة، بهدف تطويق العدوى، وومنعت الأعراس والتجمّعات، وفُرضَت تدابير مشدّدة على التنقل، وأغلقت محلات عامة.