لم يدخر الأب كمال المشرقي جهداً ماديا ولا معنويا في رحلة علاج فلذة كبده محمد، الذي لا يتعدى عمره الـ8 أشهر، والذي يعاني من مشاكل بالعمود الفقري قد تجعله عاجزا عن الحركة في المستقبل إذا لم يخضع للعلاج المناسب.
كمال المشرقي، عامل يومي بسيط، من محافظة بنزرت، شمال تونس، يقول لـ"العربي الجديد"، إن رؤية ابنه عاجزا عن الحركة تؤرق تفكيره، فرغم أنه يتحدر من أسرة فقيرة وبالكاد يتدبر قوت اليوم، إلا أنه لم يترك مستشفى إلا زاره، سواء في العاصمة تونس أو في محافظة بنزرت.
ويضيف "حرمت من رؤية والدته في محافظة سجنان، من أجل توفير مصاريف النقل وتخصصيها لعلاج محمد، لكنني بدأت أشعر باليأس والعجز لأنني لم أتمكن من مواصلة علاج ابني".
وعن تشخيص حالة محمد، يتابع الأب "عانى ابني أثناء الولادة من صعوبات في التنفس، وفي شهره الثالث بدأت تظهر عليه أعراض المرض، كان كثير الصراخ وشاحبا، وبعد نقله إلى المستشفى، أكد لي الأطباء أنه يعاني من مشكلة في العمود الفقري، الأمر الذي يحرمه من الجلوس كالأطفال العاديين، وكلما وضع على ظهره فإنه يبكي ويتألم".
ويؤكد الأب أنه بعد رحلة مطولة من التحاليل الطبية والصور، قرّر الأطباء أن يخضع الطفل لجلسات تدليك لأنها مفيدة لحالته، وهي بمعدل 3 مرات في الأسبوع، الأمر الذي يدفعه إلى التغيّب عن العمل لمتابعة حالة ابنه، لكن في المقابل فإن الأسرة تحرم من قوت يومها، بالنظر لكونه المعيل الوحيد لزوجته وطفله الثاني مؤمن البالغ من العمر 3 سنوات، والذي يعاني بدوره من مشاكل في النطق.
ويشير إلى أنّ الأطباء طلبوا منه أخيرا اقتناء كرسي خاص لعلاج محمد، وأخبروه بأنه مفيد في مثل هذه الحالات، ويساعده في الشفاء والجلوس مستقبلا، ولكن للأسف هذا الكرسي لا يتوفر في تونس، ويتم توريده من فرنسا أو من بلدان أجنبية وكلفته حوالي ألف دولار.
ويلفت المتحدث أنه يتمنى اقتناء هذا الكرسي الخاص، وهو مستعد للعمل ليلاً ونهاراً للحصول عليه في أقرب الآجال، ولكن أمام الظروف المعيشية واضطراره لدفع الإيجار ومصاريف طفلين، من حفاظات وحليب، إلى جانب الانتقال في أحيان كثيرة إلى المستشفى فإنه لا يمكنه تحقيق هذا الحلم.