أعلن عدد من شباب محافظة تطاوين جنوب تونس، عن انطلاق اعتصام "الكامور 2"، بعد ما وصفوه بـ "تنكر الحكومة لوعودها ومماطلتها في تنفيذ بنود اتفاق يونيو/ حزيران 2017"، وشرعوا في نصب الخيام وتعليق اللافتات.
ونفذ عشرات الشبان وقفة احتجاجية بساحة الشّعب وسط مدينة تطاوين التونسية، مطالبين حكومة يوسف الشاهد بتنفيذ تعهداتها في وثيقة ما يسمى بقرارات "اتفاق الكامور" الموقّع في 16 يونيو/ حزيران 2017، بين ممثلي الحكومة وتنسيقية اعتصام الكامور وتحت ضمانة الاتحاد العام التونسي للشغل.
ورفع المحتجون شعارات منددة بالحكومة وبالمسؤولين الذين يتعمدون تهميش منطقة تطاوين المنكوبة، ويواصلون العبث بمستقبل أبنائها من خلال تفقيرهم وحرمانهم من ثرواتها الباطنية والبترولية، على حد تعبيرهم.
وطالبوا بتشغيل الشباب العاطلين عن العمل، وتحقيق التنمية التي ينتظرونها منذ عقود، وبتفعيل إحداث صندوق التنمية والاستثمار بالمحافظة بموازنة تقدر بـ80 ألف دينار، كما تم الإعلان عنه بعد التوقيع عليه في 28 أغسطس/ آب 2018 في إطار اتفاق الكامور.
وقال المتحدث باسم اعتصام "الكامور 2"، طارق الحداد، إنّ شباب تطاوين نفذوا وقفة احتجاجية، أمس، تنديدا بتنكر الحكومة لتعهداتها والتفافها على قرارات اتفاق الكامور، مشيرا إلى أنهم قرروا التصعيد من خلال الانطلاق بشكل رسمي في اعتصام "الكامور 2" وسيتم نصب الخيام وسط عدد من الأحياء، وكذلك اللجوء إلى خطوات تصعيدية إذا ما تواصلت الاستهانة بشباب تطاوين والتنكر لهم.
وبيّن الحداد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ الشباب ملّوا الانتظار وسط لا مبالاة كاملة من الحكومة التي لم تبد أي استعداد لتنفيذ اتفاقها الذي ضمن الاتحاد العام التونسي للشغل تنفيذه، داعيا أمين عام المنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي للقدوم إلى تطاوين للقاء شباب الجهة الذين تم التنكر لهم بعد أن فضوا الاعتصام.
ولفت الحداد إلى أنّ وزير الصحة السابق عماد الحمامي، كان مكلفا من الشاهد بالحوار مع المعتصمين وبعد مغادرته للحكومة لم يكلف من يخلفه لمتابعة تنفيذ القرارات وكأن الحكومة تبحث عن إغلاق الملف وطيّ صفحة الكامور مع رحيل الوزير.
وأكد المتحدث أن شباب تطاوين لن يتراجعوا عن الاحتجاج والنضال بكل الوسائل والسبل المتاحة، من أجل انتزاع حقهم في التنمية والشغل وتنفيذ الاتفاق السابق، وتسريع إنجاز المشاريع وصندوق التنمية.
وأصدرت تنسيقية اعتصام الكامور بيانا، نددت فيه بتنكر الدولة والحكومة للاتفاق الموقَّع بينها وبين شباب الكامور، والذي لم يتحقق منه إلا اليسير، مطالبين بتصحيح المسار، وداعين جماهير شباب تطاوين إلى خوض كافة المعارك النضالية السلمية من أجل تطبيق الاتفاق وافتكاك حق أبناء المحافظة.
كما دعت التنسيقية كافة شباب تطاوين إلى الالتفاف حول الاتفاق، والخروج للمطالبة بحقوقهم والتنسيق مع قيادات الكامور في الخطوات النضالية القادمة من أجل نيل حقوقهم.