تونس: تفكيك خلايا "إرهابية" وتحذير من المخاطر القائمة

03 يناير 2017
تونس تستعين بالعمليات الاستباقية (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

 تعلن وزارة الداخلية التونسية يومياً، عن تفكيك خلايا "إرهابية"، وإيقاف عشرات العناصر الناشطة فيها. ورغم تأكيدات بعضهم أن هذه النجاحات تعود إلى الاستعدادات الأمنية والعمليات الاستباقية، التي قادت منذ عملية سوسة الإرهابية في عام 2015، إلى إحباط العديد من المخططات والهجمات، إلاّ أنّ خبراء يرون أن معركة تونس ضد الإرهاب، لا تزال طويلة وتتطلب كثيراً من الجهوزية والاستعدادات، خصوصاً في ظل تأكيد عودة عدد من المقاتلين ضمن مجموعات "إرهابية" من بؤر التوتر.

وأكدت وزارة الداخلية التونسية في بيانها، اليوم الثلاثاء، أن فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني، بقعفور في محافظة سليانة بالشمال الغربي لتونس، تمكنت من تفكيك "خلية إرهابيّة" تتكون من خمسة عناصر، وحجزت حاسوباً وعدداً من المطويّات والكتب ذات المنحى التكفيري.

وأشار البيان إلى أن الأبحاث بيّنت أن هذه الخليّة تعمل على استقطاب الشباب لتبني "الفكر التكفيري"، وأن أحد العناصر اعترف بتلقيه أموالاً من "عنصر تكفيري" يقيم بإحدى الدول الأوروبية.

كذلك، أفاد بيان للداخلية أمس، أنه في إطار التوقي من المخاطر والتهديدات الإرهابية المحتملة، تمكنت الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب للأمن الوطني من إيقاف عنصر إرهابي بجهة المهدية وسط تونس وحجز لديه سلاح "كلاشينكوف" مزود بمخزنين و60 خرطوشة وأنه كان ينوي القيام بعملية إرهابية.

كما تمكنّت وحدات الحرس الوطني بمحافظة جندوبة بالشمال الغربي التونسي، من تفكيك خلية إرهابية تنشط بمدينة جندوبة.

وأوضح بيان لوزارة الداخلية أمس، أن الخلية تتكون من 3 عناصر تتراوح أعمارهم بين 19 و40 عاماً، وأنه تمت إحالتهم جميعاً على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب.

وفي ولاية بنزرت شمال تونس، تمكنت القوى الأمنية من القبض على عنصرين تكفريين عمرهما 27 و32 عاماً، أحدهما مفتش عنه لفائدة فرقة الشرطة العدلية برأس الجبل من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي"، وذلك على خلفية تمجيدهما لما يسمى بتنظيم "داعش" الإرهابي، والاعتراف بعزمهما الالتحاق ببؤر التوتر.

وبحسب تأكيدات وزارة الداخلية فقد تم الاحتفاظ بالعنصرين من أجل تمجيد تنظيمات إرهابية والاشتباه في الانضمام إلى تنظيم إرهابي.

وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني والعقيد المتقاعد من الحرس الوطني، علي الزرمديني، لـ"العربي الجديد" إنّ هناك تحولاً واضحاً في التعامل الأمني مع ملف الإرهاب، وخاصة منذ عملية سوسة الإرهابية في يونيو/ حزيران 2015، مبيناً أن الإرادة السياسية تغيرت، وأصبح الجميع يدرك معنى الخطر الإرهابي وغاياته وأهدافه.

وبيّن أن سرّ نجاح القوات الأمنية في إحباط واكتشاف عديد الخلايا يعود الى العمل الاستباقي المكثف، والى الملاحقات المتواصلة دون انتظار حصول هجمات. وأشار إلى أن التعمق الواسع في الأبحاث قاد الى اكتشاف عديد الخلايا النائمة، مشيراً إلى أنه سبق التنبيه من وجود خلايا نائمة، ولكن الجديد هو طريقة التعامل مع ملف الإرهاب، والتي دفعت قوات الأمن أن تكون هي المبادرة ما جعل عديد المعطيات تتغير، الأمر الذي أدى الى اكتشاف عديد الخلايا من مختلف مناطق الجمهورية.

وفي الوقت نفسه، شدد على أن هذه النجاحات لا يجب أن تحجب الواقع بأن معركة الإرهاب طويلة وصعبة، وتتطلب إرادة سياسية وحضوراً متواصلاً.

واعتبر المتحدث ذاته أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ "الإرهاب ظاهرة عالمية وله خيوط إقليمية ودولية، ويتفاعل مع الواقع الداخلي والخارجي والذي يتسم بالتشابك والتداخل"، مبيناً أن "جل هذه المعطيات تجعل من خطر الإرهاب متواصلاً، مما يفرض التحلي بالنفس الطويل والتعامل بحذر وجدية مع هذه الظاهرة دون تراخٍ، لأن لحظات الغفلة قد تقود إلى هجمات وضحايا".


دلالات