تمكنت الفرق الأمنية بطبلبة بمحافظة المنستير، وسط تونس، من اعتقال خليّة إرهابيّة في مدينة المكنين القريبة، تتكوّن من 8 عناصر تتراوح أعمارهم بين 32 و47 عاماً تنتمي إلى "أنصار الشريعة" الإرهابي المحظور، وتمت إحالة كافة عناصر الخلية، اليوم الثلاثاء، إلى أنظار القطب القضائي لمكافحة الإرهاب.
وأكدت وزارة الداخلية، في بيان، أنه تبين من خلال التحرّيات معهم أنهم يتبنون الفكر التكفيري ويعقدون اجتماعات سرّية في مدينة المكنين، ويتولون جمع الأموال دون ترخيص.
وأشارت الداخلية التونسية إلى أنه بتفتيش منزل أحدهم تم حجز كتب دينيّة ذات منحى تكفيري و30 صكّا بنكيا وكمبيالتين بها مبالغ ماليّة تفوق 100 ألف دينار (حوالى 50 ألف دولار)، إضافة إلى وثيقة بنكيّة تثبت قيامه بوضع مبلغ مالي بأحد البنوك بالجهة قدره 160 ألف دينار( حوالى 80 ألف دولار).
وأذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ بكامل أفراد الخلية، و"مباشرة قضيّتين عدليّتين في الأولى موضوعها الشبهة في تبييض وغسيل أموال، والثانية موضوعها الانضمام عمدا إلى تنظيم إرهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية".
وقال العميد المتقاعد من الجيش الوطني، مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد"، إنّ الخلايا الإرهابية لا تنشط بمفردها، بل ضمن عدة شبكات وتتلقى الدعم اللوجستي والإسناد المادي، معتبرا أن العمل الأمني والاستخباراتي يكون من خلال جمع المعلومات والحيلولة دون السماح لهذه العناصر بالانتشار وكشف مخططاتها.
وأضاف بن نصر أن الوحدات الأمنية تقوم منذ فترة بمجهود كبير للكشف عن العناصر الإرهابية التي تدعم بالمال، وتلك التي تسفر الشباب وتخفي السلاح، وهو ما ساهم في تحقيق العديد من النجاحات الأمنية والعسكرية.
وقال الخبير الأمني، فيصل الشريف، لـ"العربي الجديد" إن هذه الخلايا تشتغل على عدة واجهات، وهي لا تنشط في الجبال فقط، بل هناك الظاهر والمخفي في عمل الإرهابيين، لافتا إلى أن من بينهم من يشتغل ضمن النسيج الاجتماعي وفي تهريب وتبييض الأموال، وبعضهم متخصص في التهريب، وفي الاقتصاد الموازي، وهي الأنشطة التي تمثل المصدر الأول لجمع الأموال.
وحذّر الخبير نفسه من العناصر التابعة لـ"أنصار الشريعة"، الذي تم تصنيفه تنظيما إرهابيا محظورا، ولكنّ منعه في العلن لم يقض على عناصره والمنتمين إلى الفكر المتشدد.
ونبه إلى أن هؤلاء قد يعاودون الظهور من خلال النشاط في الجمعيات الخيرية المشبوهة وفي الظل، لافتا إلى أنه في غياب المقاربات الفكرية لا يمكن القضاء على هذه الجماعات، لأن الحلول الأمنية والعسكرية بمفردها لا تكفي.
وأكد الخبير الأمني أنه حتى وإن جلبنا معدات متطورة وطائرات من أحدث الطرز، فإن غياب بقية المقاربات التي تعزز هذا العمل، لن يقضي على الظاهرة الإرهابية وعلى الفكر المتشدد الحامل للسلاح.
ورأى أنه "في ظل غياب مقاربة متكاملة وحلول فكرية وتربوية لا يمكن استئصال الخطر الداهم والحيلولة دون مزيد انتشار الخلايا الإرهابية، التي تشتغل على عدة واجهات".