أكثر من 2500 منزل ومحل تجاري في مدن محافظة نابل التونسية لحقت بها أضرار جسيمة جراء الفيضانات التي غمرتها وتسببت بتعطيل حركة الطرق الرئيسة والفرعية والجسور فيها، بعد سقوط كميات هائلة من الأمطار لم تشهد الجهة مثلها من قبل.
وتركت الكارثة الطبيعية سكان نابل ومحيطها بحالة من الذهول بسبب هول ما حدث، بعد خسارة 6 من أبنائها جراء الفيضانات، وتكبدها خسائر كبيرة طاولت كل أوجه الحياة في المحافظة. كما شغلت أحوال نابل الرأي العام التونسي عموماً، وعبّر التونسيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تضامنهم الواسع مع ساكني الجهة.
وأكدت محافظة نابل، سلوى الخياري، أن أكثر من 2500 مسكن تضررت من الفيضانات الأخيرة التي شهدتها ولاية نابل نهاية الأسبوع المنقضي.
وأضافت في تصريح لإذاعة "شمس"، اليوم الإثنين، أن "الأضرار التي لحقت بالمنازل متفاوتة ووصلت إلى انهيار بعضها"، مشيرة إلى العمل على "حصر الأضرار ورفعها إلى الحكومة في ما يخص المحال التجارية".
وأشارت إلى أن "عملية النظافة انطلقت برفع الأتربة والفضلات قبل أن تدخل الجهات المعنية لإصلاح الطرق والجسور"، مبينة أن "حجم الأتربة فاق إمكانيات البلدية على رفعها، ونحن بانتظار وصول معدات وآليات من عديد الولايات من بينها القصرين".
واعتبرت، أن "كمية المياه التي تهاطلت على الجهة تعادل مخزون سد كامل"، موضحة أن "الأمطار المتساقطة على بني خلاد ناهزت 300 مِلم، وفاقت 200 ملم في نابل، وهي كميات تسجل للمرة الأولى في الجهة".
على صعيد متصل، أعلنت وزارة التربية تعطيل الدراسة اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء بكافة المؤسسات التربوية بولاية نابل بسبب الفيضانات التي شهدتها، ليشمل 35 مؤسسة تربوية".
وذكرت الوزارة في بيان لها، أن تعليق الدروس يأتي بدافع "الحرص على سلامة الأسرة التربوية بالجهة، والتثبّت من وضعيات المؤسسات التربوية والطرق المؤدية إليها إثر الفيضانات التي شهدتها جهة الوطن القبلي مساء أوّل من أمس".
وقال المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بنابل، منصف التايب، إن قرابة 40 مليون متر مكعب من المياه دخلت سدود الوطن القبلي، ومنشآتها المائية من بحيرات جبلية وسدود تلية في قرابة 7 ساعات.
وأكد التايب، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية، أن الجهة سجلت هطول كميات قياسية من الأمطار، مبرزا أن الدورة الهيدرولوجية لهذه الكميات المسجلة تتجاوز حتى 300 سنة، وأن الهاطلات المطرية على كامل تاريخ تونس لم تسجل هذه النسبة.
وأوضح أن فيضانات عام 1969 في سيدي بوزيد كانت في حدود 82 ملم، بما يؤكد أن ما عرفته جهة الوطن القبلي استثنائي وقياسي، وتسبب في فيضان أغلب الأودية الموجودة بالجهة.
وبيّن أن هذه الأمطار ورغم ما تسببت فيه من خسائر وأضرار، ساهمت في تعبئة أغلب السدود على غرار سد المصري ببوعرقوب الذي ارتفع منسوبه إلى أكثر من 1.80 متر، ما هدد المنشأة ذاتها.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق موجات تضامنية مع الأهالي في نابل، في انتظار ما ستقرره الدولة ومؤسسات التأمين بخصوص الأضرار، بعد جرف للسيارات وانهيار منازل وخسائر المحال والمؤسسات التجارية بعد تسرب الأوحال والمياه، ما قد يقود إلى إفلاس بعض التجار الصغار، إضافة إلى أن عائلات أصبحت في العراء بعد انهيار بيوتها.