لا يزال فرز نتائج انتخابات الهيئة الوطنية للمحامين في تونس، جارياً، رغم أن النتيجة باتت معروفة سلفاً، خاصة مع فوز مرشح الإسلاميين والندائيين بعمادتها بفارق شاسع، فيما يرجح ألا تختلف أيضاً النتائج المتعلقة بالأعضاء الذين اتضح لونهم السياسي مسبقاً، بفضل التحالف بين حركة "النهضة" وحزب "النداء" الذي عزز فرصهم على حساب البقية.
وفاز عامر المحرزي، بعمادة المحامين، خلفاً للعميد فاضل محفوظ، بـ 1595 صوتاً، في حين حصل المنافس الثاني له، عضو الهيئة السابقة بوبكر بالثابت، على 978 صوتاً من جملة 3198 محامياً مارسوا حقهم الانتخابي في اختيار العمادة الجديدة لمهنتهم.
ومنذ الساعات الأولى للفرز الذي جرى ليل أمس الأحد، تناقل المحامون خبر تقدم المحرزي وتجاوزه لخصمه، بعدد وافر من الأصوات تجاوز المئات.
وعلق العديد من الشخصيات الوطنية، وخاصة المعارضة، ومن بينها محامون على فوز المحرزي، معتبرين أن هذا "الفوز كان منتظراً، لا مستحقاً، بعد أن تحالفت الحركة مع النداء والمنتمين لحزب التجمع، واتفقوا على اختياره، وهو ما غيّب عامل المنافسة وحق المحامين في اختيار من يمثلهم، ما دامت النتائج محسومة سلفا في مقار الأحزاب".
في المقابل، دافعت عضوة الحملة الانتخابية لقائمة العميد الجديد، المحامية وفاء القرامي في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن اختيار المحرزي للعمادة، موضحة أن "القائمة مهنية لا حزبية، واكتساحها للنتائج يعود إلى اختيار المحامين معاقبة الهيئة السابقة التي ركزت جهودها على الحقل السياسي والنشاط فيه، على حساب المهنة ومشاغل المحامين، ولذلك كان الانحياز إلى قائمة المحرزي الذي حقق فوزا ساحقا".
وأضافت أن "التحالفات الحزبية التي لا ينفك خصومه يتحدثون عنها ويبررون نجاحه بها، مهما بلغت قوتها، فإنها لم تكن لتحسم الانتخابات من الدور الأول بفارق كبير".
وشددت القرامي على أن "المحامين أرادوا قطع الطريق على من يعتبرون المحاماة وسيلة للوصول إلى مناصب سياسية".
لكن القيادية بحركة "النهضة" والمحامية لطيفة الحباشي، نفت لـ"العربي الجديد" أن "تكون حركة النهضة قررت معاقبة الهيئة السابقة ومرشحها بوبكر بالثابت على دورها في الحوار الوطني".
وأوضحت أن "الحركة تعترف بفضل الحوار الوطني الذي وضع البلاد على سكة الانتقال الديمقراطي السلمي ومكنها من المصادقة على دستورها وتركيز مؤسساتها الدستورية والوصول إلى المحطة الانتخابية".
وعزت الحباشي، فوز المحرزي إلى "انتمائه إلى الشق المهني الذي يضع مصلحة القطاع في مقدمة المشاغل"، مبرزة أن "حركة النهضة تعتبر المحاماة مهنة حرة، ويجب ترك الاختيار لأهل القطاع الذين يحددون من يثقون بهم ومن يدافعون عن مصلحتهم، كما أن لا مصلحة لها في تحزيب القطاعات المهنية ونقل الصراعات السياسية إليها".
ولفتت إلى أن "لا علاقة فكرية ولا هيكلية للعميد الجديد مع النهضة، بالإضافة إلى أن منتسبي الحركة صوتوا للعميد الذي حظي بأغلبية واسعة، لأنه يمثل الشق المهني".