من المنتظر أن تمنح الهيئة لعليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) في تونس، الإجازات القانونية لمحطة تلفزيونية في العشرين من الجاري، وهي قناة "الجنوبية" وثلاث محطات إذاعية هي "حرية أف أم" و"مساكن أف أم" و"روسبينا"، وفقاً لمصادر "العربي الجديد" داخل الهيئة.
وقررت الهيئة منح الإجازة لهذه القنوات بعد أن التزمت بتنفيذ القرار الذي أصدرته الهايكا في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2014 بالتوقف التلقائي عن البث في انتظار تسوية وضعيتها القانونية أو التهديد بمصادرة معداتها التقنية وغلق مقار بثها. وارتأى أصحاب هذه الوسائل الالتزام بقرارات الهايكا التي منحتها الأولوية في دراسة ملفاتها والاستجابة لمطلب منحها التراخيص القانونية الضرورية لبعث محطات إذاعية وتلفزيونية.
مؤسسات أخرى استجابت لقرار الهايكا بشكل متأخر عن الموعد الذي تمّ تحديده، مثلما فعل المشرفون على قناة "تونسنا" التلفزيونية الخاصة، لذلك قررت الهايكا، وفقاً للمصادر، تأجيل النظر في ملفاتها.
أما إذاعات "أم أف أم" و"النور" و"القرآن الكريم" وتلفزيون "الزيتونة" فقد أعلنت رفضها لقرارات الهايكا واعتبرتها قرارات جائرة، ومن المنتظر عدم منحها الإجازة القانونية، وهو ما يجعلها تدخل في صراع داخل أروقة المحاكم التونسية، مع الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري التي تصرّ على مصادرة معداتهم ووقف بثهم حتى تتم تسوية وضعيتهم القانونية.
اقرأ أيضاً: تونس: الإعلام بين الإرهاب وحقوق الإنسان
الهايكا ستدخل في صراع قانوني أيضاً مع المشرفين على إذاعة "القرآن الكريم" وهي إذاعة خاصة تبثّ من ضواحي العاصمة التونسية بشكل غير قانوني.
وقال رئيس "الهايكا" النوري اللجمي لـ "العربي الجديد" إن "الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وهي هيئة دستورية تعنى بالمشهد الإعلامي السمعي والبصري وتنظيمه، تسعى إلى نشر ثقافة تعديليّة لإرساء استقلاليّة وسائل الإعلام تؤدّي بالضرورة إلى طريقة جديدة في حوكمة الإعلام وتعزيز حرية التعبير، ومصرّة على تطبيق القانون، خاصةً مع القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية التي ترفض احترام القوانين المعمول بها في مجال تنظيم البث الإذاعي والتلفزيوني في تونس حتى وإن اضطرها الأمر إلى استعمال القوة العامة".