تونس: الشاهد يغازل "التجمعيين" استعداداً لـ2019

07 اغسطس 2018
ساسي تقلد مسؤوليات عدة بعهد النظام السابق (ياسين غيدي/الأناضول)
+ الخط -
أثار تعيين القيادي البارز في حزب "التجمع" التونسي المنحل، كمال الحاج ساسي، مستشارًا لدى رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أمس الإثنين، موجة جدل وانتقادات.

ومع انقضاء مهلة الأيام العشرة التي حددها المدير التنفيذي لحزب "نداء تونس"، حافظ قايد السبسي، ليوسف الشاهد لعرض حكومته على ثقة البرلمان، كشرط لمنح الثقة لوزير الداخلية هشام الفوراتي، أجاب رئيس الحكومة بتعيين كمال ساسي وزيرا مستشارا، في رسالة مشفرة تخفي مغازلة لجيل كامل من شباب التجمع ومنظمة الطلبة الذين ترعرعوا في مدرسة كمال ساسي، وفي مقدمتهم رئيس كتلة "نداء تونس" سفيان طوبال، وعدد من نواب كتلة الحزب ومن أعضاء الحكومة، ومن المحافظين والقيادات في حزب النداء و"المشروع" والأحزاب الوليدة بعد الثورة سليلة حزب "التجمع" المنحل.

وخلّف تعيين كمال ساسي، المعروف بحنكته السياسية وقدرته على إدارة المعارك الانتخابية، جدلا واسعا وغضبا لدى عدد كبير من المتابعين، إذ انتقد جزء منهم انتماء ساسي إلى منظومة الرئيس المخلوع بن علي، فضلاً عن تقلده مسؤوليات في الحكومات في عهده، بينها كاتب دولة للشباب، وكاتب دولة في وزارة الشؤون الاجتماعية، إلى جانب عضوية البرلمان، فيما اعتبر آخرون أن إشرافه على صندوق التضامن 26/26، الذي سخر للسطو على أموال التونسيين عنوة في العهد السابق، تحت عنوان التضامن، يمثل عائقاً أمام إعادته للمشهد السياسي بعد الثورة.

ومن جانب آخر، عبر آخرون عن رفضهم لهذا التعيين لعدة اعتبارات، أهمها توجيه اتهامات وشبهات فساد لكمال ساسي وإلحاقه بحكومة تعلن الحرب على الفساد، معتبرين أن السبب هو قانون المصالحة الذي مرره الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.

وفيما انتقد نشطاء سياسيون ومحامون ومدونون قرار الشاهد، أعرب متابعون عن عدم اعتراضهم عليه، واعتبروه إنصافاً لكفاءة سياسية وإدارية، وإعادة اعتبار لكوادر وأطر تم إقحامها في قضايا وملفات لا علاقة لها بها قبل الثورة.

ويرى مراقبون أن تعيين كمال ساسي يدخل في خانة استعداد الشاهد للانتخابات المقبلة في 2019، نظراً لمكانة الرجل لدى عدد هام من التجمعيين، والذين يوجد بعضهم في السلطة اليوم، كما أن له علاقات كبيرة مع أجيال من الشباب زمن توليه حقيبة الشباب، فضلاً عن أصوله التي تعود إلى جزيرة قرقنة في محافظة صفاقس، بما يعني "مغازلة" أخرى لجهة لها وزنها السياسي والاقتصادي، وربما الإعداد لمنح الرجل وزارة أو منصباً حكومياً أكبر يرجح أن يكون وزارة الشباب، على اعتبار أنها اختصاصه ومجال تحركه السياسي.

وبالإضافة إلى الضجة التي خلفها تعيين ساسي، تسبب تعيين رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد مستشاراً لدى السبسي بعض ردود الفعل أيضًا، التي اعتبرت أن سباق المستشارين انطلق بين الرجلين بما يمهد لمرحلة جديدة من الصراع بينهما.