تونس: الجدل مستمر بخصوص جمعية شمس للمثليين

27 مايو 2015
رئيس جمعية شمس في برنامج تلفزيوني (يوتيوب)
+ الخط -



يحتد الجدل في تونس بشأن "جمعية شمس" التي أعلنت دفاعها عن المثليين في تونس، فبعد أن دعا مفتي الجمهورية وعدد من الأحزاب والمنظمات إلى حلّها، لتعارض وجودها مع الدستور التونسي، رفعت جمعية تونسية اسمها "جمعية النهوض بشباب تونس" أول من أمس الاثنين، قضية استعجالية لدى المحكمة لحل وإيقاف هذه الجمعية.

وقال أحمد عوزاري أحد مسؤولي الجمعية  لـ"العربي الجديد"، إن مبادئ هذه الجمعية تتعارض مع الدستور الذي ينص على "أن تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها"، ويتعارض كذلك مع المرسوم المنظم للجمعيات والقوانين، لافتاً إلى أن الدولة التونسية تمنع المثلية الجنسية من خلال الفصل 230 من المجلة الجزائية".

وأشار العوزاري إلى أن ما أعلنته هذه الجمعية على التلفزيون، هو مجاهرتها بالدفاع عن المثليين، في حين أن الحكومة تنفي الترخيص لجمعية بهذا المضمون.


وكانت الحكومة التونسية نفت في بيان لها منح ترخيص لجمعية تدافع عن المثليين، وإنما تهتم بـ"الإحاطة بالأقليّات الجنسيّة من النواحي المعنويّة والماديّة والنفسيّة والوقاية من مخاطر الانتحار لدى الشباب، وتوعية المواطنين من أخطار الأمراض المنقولة جنسيّا، والعمل سلميّاً من أجل إلغاء القوانين التمييزيّة ضدّ الأقليّات الجنسيّة، والدفاع عن حقّ الإنسان في العيش بكرامة مهما كانت ميولاته واختلافه عن الأغلبيّة".

وأكدت  الحكومة أنها تحتفظ بحقها في الرقابة على كل جمعية تحيد عن أهدافها المعلنة صراحة والمضمنة بنظامها الأساسي، ما يجعلها عرضة للعقوبات المنصوص عليها بالقانون التونسي.

وجمدت الحكومة التونسية أمس الثلاثاء بالفعل نشاط هذه الجمعية، في انتظار حلّها بالطرق القانونية.

بدوره انخرط المجلس الإسلامي الأعلى في تونس في هذا الجدل، وأصدر أمس الثلاثاء بياناً طالب فيه بحل هذه الجمعية.

وبعيداً عن هذا الجدل الذي سيطر على وسائل الإعلام التونسية في الأيام الاخيرة، أطلقت مجموعة من الشباب التونسي على صفحات الفيسبوك حملة بعنوان "سيبنا مالمثلية، وينو البترول" أي "سيبك من المثلية، أين البترول؟"، في إشارة إلى انصراف التونسيين عن الملفات الهامة التي تشغلهم والاهتمام بقضايا هامشية، معتبرين أنها مفتعلة، وأن الإعلام ينجر وراءها.

وأكدت صفحات الفيسبوك أنها تحاول طرح إعلام بديل يسائل الملفات الحارقة، من بينها ملف البترول، ويحاول أن يضغط على الحكومة لمعرفة تفاصيل العقود المبرمة مع الشركات.

وفي ذات السياق، نفى زعيم الجبهة الشعبية اليسارية حمة الهمامي في تصريح صحافي أية  علاقة للجبهة بجمعية شمس، وجاء هذا النفي بعد نشر صور لبعض أعضاء هذه الجمعية مع قياديين في الجبهة.

وأكد الهمامي أن كثيرين التقطوا صوراً مع زعماء الجبهة في مختلف التظاهرات دون أن يعني ذلك معرفتهم المسبقة بهم أو تبنٰيهم لطروحاتهم، معتبراً أنّ الهدف من إثارة هذا الموضوع هو إلهاء التونسيين عن الملفات الحساسة والقضايا الراهنة.

اقرأ أيضاً: التعذيب.. ما يخشاه معتقلو تونس

المساهمون