تونس: الاضطراب بين المنظمة النقابية والحكومة قد يطيح بوزير

13 فبراير 2017
اللقاءات التي عقدها الطبوبي وجّهت رسائل قوية للحكومة(فتحي بلعيد/AFP)
+ الخط -
شرع الأمين العام الجديد للمنظمة النقابية، نور الدين الطبوبي، في العمل على مشروعه الجديد، وافتتح عهده بلقاءين في قصر الرئاسة بقرطاج، وقصر رئاسة البرلمان في باردو، وماراثون من اللقاءات مع زعماء الأحزاب السياسية، موجهًا بذلك رسالة سياسية مضمونة الوصول إلى حكومة الوحدة الوطنية.

وتمثلت أولى رسائله لحكومة يوسف الشاهد بطلب إزاحة وزير التعليم، ناجي جلول. ولم يتردد نور الدين الطبوبي في إعلان مقاطعة جلول، الذي "أهان المربّين"، على حد تقديره، عند أول اجتماع له بأعضاء الهيئة الإدارية.

وارتفع منسوب الغضب النقابي على حكومة الوحدة الوطنية ثلاثة أسابيع فقط بعد تنصيب قيادتها، ليبلغ الاحتقان أشده إثر موجة الاحتجاجات على وزيرة الصحة، سميرة مرعي، مما زاد من ثقل الحمل على كاهل الشاهد.

وتواترت الاحتجاجات أمام قصر الحكومة في القصبة، ليمر قرب أسوارها، في كلّ يوم تقريبًا، قطاع من المحتجين والغاضبين من قضاة وأطباء ومربين وصيادلة.

ولم يغفل الأمين العام الجديد عن كل هذا خلال جولته بين "القصرين" الرئاسيين، رمزي السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلاد، ليلتقي أولًا برئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، وإثر ذلك برئيس البرلمان، محمد الناصر، ليخرج من عندهما محمّلًا بوعود الدعم والمساندة.

ولا يختلف اثنان حول الخصومة التاريخية والتقليدية بين الحكومة والنقابات، بالرغم من "الهدنة "السياسية بين الطرفين، إثر انخراط المنظمة في "اتفاق قرطاج" الذي انبثقت عنه حكومة الوحدة الوطنية بمباركة من سلفه حسين العباسي. لكن الطبوبي دفع قطار الاحتجاجات، من جديد، عكس ما يشتهيه الشاهد، واضعًا نصب عينيه تغيير السياسات العامة في وزارتي الصحة والتربية، إضافة إلى ملفي المفاوضات للزيادات في أجور القطاع الخاص وأزمة الصناديق الاجتماعية.


وأجرى الأمين العام الجديد لقاءات سياسية في مقر الاتحاد مع أحزاب الحكم والمعارضة، حيث جمعته محادثة مع رئيس حزب "آفاق تونس" (حزب وزيرة الصحة)، ياسين إبراهيم، ومع أحزاب معارضة يصنفها الخبراء بالقريبة من الاتحاد، فكرًا ومرجعًا، من بينها لقاؤه أمين عام حزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" (حزب المعارض المغدور شكري بلعيد)، زياد الأخضر، ثم أمين عام حزب "التيار الديمقراطي"، زهير حمدي، كما التقى القياديين عن حزب "العمال" الجيلاني الهمامي وعمار عمروسية.


وتجاوزت هذه اللقاءات المنحى البروتوكولي والتهنئة بنجاح المؤتمر الانتخابي الأخير للاتّحاد، لترسم حدود التوزيع السياسي، وتبسط توازنات القوى، وتحدد المساندين السياسيين للقيادة الجديدة.

وقال الطبوبي إن "المرحلة القادمة هي مرحلة التشريعات، والاتحاد سيواصل الموازنة بين دوره الاجتماعي والوطني، وسيبقى خيمة للجميع، والصوت العالي لكل المظلومين والمضطهدين والعاطلين عن العمل".

وقال الأمين العام السابق للاتحاد التونسي للشغل، حسين العباسي، لـ"العربي الجديد"، إن الطبوبي "نقابي صلب، ورجل قوي أثبت جدارته في مختلف المراحل الصعبة التي عرفتها البلاد، والتي عايشها الاتحاد من موقع الفعل والمساهمة".

وأضاف أن الطبوبي دعا، منذ اندلاع ثورة الحرية والكرامة، إلى الخروج في مسيرات لإسقاط الديكتاتورية، يوم كان كاتبًا عامًّا في الاتحاد الجهوي في تونس، وقاد المسيرة المشهودة التي خرجت من معقل الاتحاد في بطحاء محمد علي بالعاصمة، يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011، وتحولت إلى شارع بورقيبة، ورفعت فيها شعارات "ارحل" أمام وزارة الداخلية.

وأضاف نور الدين الطبوبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عقب لقائه رئيس البرلمان، إن اللقاء تمحور حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي العام في البلاد، مبرزًا أهمية ما يقوم به البرلمان للمحافظة على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، مشيرًا إلى أن رئيسه "كان دومًا في صف العمال والشغالين خلال أحلك الفترات". وأضاف أن هذا اللقاء يجيء في إطار مواصلة التعاون بين البرلمان والاتحاد.

دلالات
المساهمون