ينطلق الأسبوع المقبل في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من مايو/أيار، موسم حج اليهود إلى كنيس الغريبة الواقع بجزيرة جربة التونسية (جنوب شرق البلاد)، وشرعت السلطات التونسية في تأمين الجزيرة وجميع مداخلها، كما أبدت الرئاسة التونسية حرصها على تأمين الموسم ونجاحه.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي التقى، أول من أمس الإثنين، رئيس جمعية الغريبة بيريز الطرابلسي، الذي يشرف على تنظيم الموسم للتباحث حول الإجراءات التي تم اتخاذها لحماية الوافدين، وأبدى الرئيس التونسي حرصه على إنجاح هذا الموعد السنوي وتأمينه، وفق بيان صدر عن رئاسة الجمهورية.
وشهدت جزيرة جربة تمركزاً أمنياً مكثفاً مع اقتراب موعد حج الغريبة السنوي، وأكدت السلطات المحلية بمحافظة مدنين، أن التعزيزات الأمنية ستتكثف بحلول موسم الحج وانطلاق توافد اليهود من مختلف دول العالم على الجزيرة. وأبدت المحافظة التزامها بمتابعة كل التطورات خلال الموسم، بحيث تم تكوين لجنة جهوية بالمحافظة مهمتها الإشراف على إنجاح حج الغريبة.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الداخلية التونسية، خصصت فرقاً أمنية لمرافقة الوفود القادمة للمشاركة في الموسم، علاوة عن تدعيم منظومة التأمين الذاتي المركزة بالنزل والفنادق بالجهة، كما أخذت الاحتياطات اللازمة لضمان عدم وقوع أي عمل إرهابي أو إجرامي بالمنطقة خلال موعد حج الغريبة، وفق ما أعلنت عنه الوزارة في بيان سابق لها.
وتعول السلطات التونسية على نجاح هذا الموسم سياحياً وأمنياً بالنظر للانتكاسة التي عرفتها السياحة التونسية خلال السنتين الماضيتين، خصوصاً بعد هجومي باردو وسوسة الإرهابيين وتصنيفها كوجهة غير آمنة من قبل عدة دول. كما شهدت جزيرة جربة في السنتين الماضيتين تراجعاً في عائداتها من السياحة رغم نجاح موسمي حج الغريبة في سنتي 2014 و2015.
ومن المنتظر أن تكون الاحتياطات الأمنية على أشدها خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع استمرار وجود الخطر الإرهابي بالبلاد، وتسلل عناصر من ليبيا، لا سيما أن مسلحين منتمين لتنظيمات إرهابية سبق أن هددوا الدولة واليهود القادمين لأداء حج الغريبة بتنفيذ عمليات في المنطقة.