يزور وفد وزاري محافظة تطاوين في جنوب تونس، اليوم الثلاثاء، لتهدئة الأوضاع المحتقنة فيها وامتصاص غضب المحتجين، والإعلان عن جملة من القرارات لفائدة السكان وشباب الجهة.
وشهدت منطقة تطاوين أمس الإثنين، احتقانا غير مسبوق أدى إلى إغلاق كل المنافذ المؤدية إلى مدخل المدينة. ووصلت الاحتجاجات إلى حقول البترول في صحراء تطاوين، إذ نفذ عدد من العمال هناك اعتصاماً للتعبير عن مساندتهم مطالب المحتجين في الجهة.
وأكد النائب عن حركة النهضة في ولاية تطاوين، بشير الخليفي، لـ"العربي الجديد"، أن الوفد الوزاري سيستمع إلى مشاغل الشباب ويخصص جلسة للنظر في مطالب المحتجين.
وتوقع الإعلان عن مجموعة من القرارات المهمة تعود لفائدة الجهة وتمتص غضب المحتجين، لافتاً إلى أن الأوضاع تتجه حاليا نحو الهدوء والاستقرار رغم وجود بعض المعتصمين.
وأضاف النائب أنّ وزيري الشؤون الاجتماعية والطاقة، والوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة، إياد الدهماني، يتوجهون إلى تطاوين للاجتماع بعدد من المسؤولين، معرباً عن أمله في أن تكون القرارات التي سيعلن عنها بحجم تطلعات الأهالي، خصوصاً أنهم انتظروها طويلاً.
واعتبر الخليفي أن المطالب قديمة متجددة وتخص التنمية والتشغيل، مبينا أن بادرة الحكومة إيجابية رغم أنها متأخرة نسبيا، وإن الإشكاليات والملفات العالقة لا يمكن أن تعالج في يوم، ولكن القرارات ستكون بداية لحل الأزمة.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات وصوراً عن الاجتماعات التي تحدد المطالب إضافة إلى مجريات الاحتجاج في الولاية والتأييد للتحرك السلمي، إضافة إلى الشعارات التي انتشرت في الشوارع وعلى الجدران.
وأضاف النائب عن حركة النهضة، أن الدستور التونسي يكفل حق الاحتجاج شرط أن تكون الاحتجاجات سلمية، مع المحافظة على المؤسسات العمومية، بعيداً عن محاولات استغلال الاحتجاج لتصفية الحسابات الضيقة.
كذلك أشار إلى أن الشلل الذي عرفته جهة تطاوين أمس الإثنين، كان نتيجة الاحتجاجات التي أثرت على عدد من المرافق الحيوية، مؤكداً تجاوزها تدريجياً وعودة العديد من المؤسسات للعمل. كذلك بيّن أن "وعي أبناء المنطقة وتفهمهم لمعادلة الاحتجاج دون منع العاملين من العمل ساهم في فتح بعض الطرقات".
وأكّد الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل في تطاوين، سالم بو نحاس لـ"العربي الجديد" أن اتحاد الشغل يساند مطالب المحتجين المشروعة والسلمية، مبيناً أنهم ضد التحركات التي تدعو إلى العنف وإلى غلق الطرق وإشعال العجلات المطاطية وتعطيل مصالح المواطنين، ما عرقل وصول التلاميذ إلى مدارسهم أمس بسبب منع الحافلات من المرور.
وقال بو نحاس: "المنطقة هُمّشت على امتداد عقود، لم تلتفت السلطات إليها منذ العهد البورقيبي وفي فترة حكم الرئيس المخلوع بن علي، وحتى الحكومات المتعاقبة بعد الثورة"، لافتا إلى أن "في الجهة أعلى نسبة بطالة على مستوى الجمهورية التونسية، ورغم أن آمال السكان كانت كبيرة بعد الثورة وانتظارهم كان طويلاً، فلا مشاريع أنجزت، ولا تنمية تحققت".
وأضاف أن "الشباب أصابه يأس كبير ويعاني من الإحباط ولم تعد لديه أي ثقة لا بالأحزاب ولا بالبرلمان ولا بالمسؤولين"، معتبرا أن "الاحتقان دفع إلى الاحتجاج، وعلى الدولة ومجلس نواب الشعب تحمل المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع، وإنجاز مشاريع ذات طاقة تشغيلية كبيرة لاستقطاب الشباب".
ونبّه إلى أن "شباب الجهة يأملون بانبثاق قرارات جريئة وملموسة اليوم، تقنع المحتجين وتخفف الضغط"، معتبرا أنّ الاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين سبق ونبّه إلى خطورة الأوضاع بالجهة، وبأن منسوب الاحتقان يتصاعد والبطالة في ارتفاع مستمر، ولكن لا مجيب، وبما أن الصبر نفد فإن الانفجار وقع".