تونس: "النهضة" تدرس خياراتها الرئاسية والتشريعية

08 سبتمبر 2014
تدعم "النهضة" مرشح "الثورة" للرئاسيات (ياسين غايدي/Getty)
+ الخط -
بحثت حركة "النهضة" قضايا تتعلق بمشاركة الحركة الإسلامية في الانتخابات التشريعية، فضلاً عن تحديد موقفها من الانتخابات الرئاسية. وهو ما دفع مجلس شورى الحركة إلى عقد اجتماعاته السبت والأحد لدراسة تلك الخيارات.

وعلم "العربي الجديد" أن النقاشات كانت ساخنة وماراتونية في إطار ترشيح أحد قياديي الحركة إلى الانتخابات الرئاسية، علماً أن شخصيات من "النهضة"، ومن بينها القيادي البارز عبد اللطيف المكي، كانت قد أعلنت في وقتٍ، أن "الحركة ستحسم موضوع الرئاسيات بداية الشهر الجاري، وأنها قد ترشح امرأة من داخل الحركة للسباق الرئاسي". وهو ما فاجأ عدداً كبيراً من المتابعين للشأن السياسي في تونس، ولقي رواجاً كبيراً في الصحف والمواقع المحلية.

غير أن المكي لم يستبعد أيضاً دعم مرشح من خارج الحركة، قد يكون الرئيس الحالي منصف المرزوقي، الذي لم يعلن ترشحه حتى الآن، وسط مساندة تامّة من حزبه "المؤتمر من أجل الجمهورية"، الذي أكد أنه سيدعم ترشيحه في حال قرر ذلك.

ويتابع المهتمون بالشأن السياسي، والمرشحون للانتخابات موقف "النهضة" باهتمام كبير، نظراً لأهميته وثقله في تحديد هوية الفائز بالسباق الرئاسي، في حين يقلّل آخرون من حجم تأثيره، لا سيما إذا قررت الحركة ترشيح أحد أعضائها.

ولقي مقترح "النهضة"، الداعي إلى التوافق حول مرشح للرئاسة، ردود فعل متباينة بين الأحزاب والشخصيات السياسية التونسية، الذي رأى فيه البعض اقتراحاً يضر بحرية الانتخاب، في حين عبر آخرون عن استعدادهم لتأييد مرشح تتوافق حوله الأحزاب التونسية، على غرار رئيس المجلس التأسيسي الحالي مصطفى بن جعفر.

وكانت "النهضة" قد حاورت نحو 30 حزباً سياسياً، بالإضافة إلى بعض الشخصيات المستقلة، وقدّمت حصيلة الحوارات، أمس، إلى مجلس الشورى.

ولفت مصدر في الحركة، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى "وجود أحزاب سياسية تلتقي مع فكرة المرشح التوافقي، وحتى التي تعلن رفضها للمقترح، تفاوضت مع الحركة حول الموضوع، ما يعكس ازدواجية في الرأي، وتخوفاً من أن تجد تلك الأحزاب نفسها خارج دائرة الدعم الانتخاب، ما يؤثر على فرصها في السباق نحو القصر الرئاسي بقرطاج".

ويقلل متابعون مقربون من الحركة من إمكانية ترشيح أحد من داخلها لثلاثة أسباب رئيسية، الأول أن الحركة قررت بشكل صريح وواضح "ألا تربح في كل السباقات" لإيمانها بخطر الاستئثار بالسلطة، إذ إن نجاحها في الانتخابات التشريعية يعني وجودها في الحكومة، التي تريدها حكومة وحدة وطنية، وفي المجلس النيابي، ويتفق هذا مع إعلاناتها المتكررة حول ضرورة إدارة المرحلة المقبلة بشكل جماعي، الأمر الذي يستند إلى قناعات داخلها بأن الساحة السياسية التونسية لم تتهيأ بعد لقبول منطق "الفائز الوحيد" في الانتخابات، فضلاً عن الريبة الإقليمية والدولية بوجود حزب إسلامي على رأس السلطة في المنطقة.

وتساهم سياسة "النهضة" في إنضاج الفكرة الديمقراطية التونسية، بما يسمح بتأصيل الممارسة السياسية القائمة على مبدأ التداول السلمي للسلطة، ويجنّب تونس إمكانية انتكاسة التجربة الوليدة.

ويرى مراقبون أن كل استطلاعات الرأي بيّنت أن حظوظ مرشح من داخل الحركة ضئيل في مواجهة مرشحين آخرين، وخصوصاً في منافسة زعيم حركة "نداء تونس"، الباجي قايد السبسي، الذي تضعه معظم نتائج الاستطلاعات فائزاً، بالرغم من محدودية صدقية أرقامها، بالنظر إلى عدم اتخاذ الكثير من الناخبين قراراً، وفق عمليات سبر الآراء نفسها.

وتدعو أحزاب سياسية تفاوضت مع "النهضة" حول الموضوع إلى إرجاء فكرة المرشح التوافقي إلى الدورة الثانية، ودعم "مرشح الثورة"، وهو ما رفضته الحركة التي تريد دعم "مرشح الثورة"، منذ الدورة الأولى.