تونس: "النهضة" تتصدر الانتخابات الجزئية في بلدية السوق الجديد

27 مايو 2019
+ الخط -

تصدّر حزب النهضة النتائج الأولية للتصويت، بحصوله على 3 مقاعد في الانتخابات الجزئية ببلدية السوق الجديد، في محافظة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية، في وقت حصد حزب "تحيا تونسالداعم لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، المركز الثامن بمقعد واحد، قبل أشهر معدودة من إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في خريف 2019. 

وبلغت نسب الإقبال على التصويت، في الانتخابات التي جرت أمس الأحد، 34.56 بالمائة، حسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، من بينهم 38.16 من النساء، و61.84 من الرجال، حيث شارك في العملية الانتخابية 4365 ناخبا أدلوا بأصواتهم من جملة 13630 مسجلين في السجل الانتخابي بدائرة السوق الجديد، وهي نسب لا تبتعد عن حجم المشاركة العامة في الانتخابات البلدية في عام 2018، والتي قال المتابعون حينها إنها عبّرت عن "عزوف لافت للناخبين".

ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات الجزئية تمثل مؤشرا سياسيا لقياس حراك الأحزاب ومدى استعدادها انتخابياً، على وقع حرب الاستطلاعات والتدافع الانتخابي الذي يتصاعد يوما بعد يوم، فيما لا يفصل التونسيين سوى شهرين عن الإيداع الرسمي لقوائم الانتخابات التشريعية، وأربعة أشهر عن موعد الاقتراع العام، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وحصل حزب النهضة، بحسب منظمة مراقبون المختصة في مراقبة الانتخابات، على نسبة أولية تناهز 15 بالمائة من جملة الأصوات (3 مقاعد)، يليه حزب التيار الديمقراطي بـ11.8 بالمائة (مقعدين)، وفي الترتيب نفسه قائمة الوفاء بـ11.8 بالمائة (مقعدين)، ثم قائمة "أحبك يا شعب" التي تضم نقابيين بـ11.1 بالمائة (مقعدين)، وفي الترتيب نفسه قائمة العهد المحسوبة على تيار "نداء تونس" الذي يتزعمه سفيان طوبال بـ11.1 بالمائة (مقعدين)، ثم القائمة المستقلة "معا من أجل السوق الجديد" بـ10.6 بالمائة (مقعدين)، ثم قائمة المستقبل بـ10.3 بالمائة (مقعدين)، ثم قائمة حزب "تحيا تونس" بـ8 بالمائة (مقعد واحد)، فقائمة الريحان بـ5.6 بالمائة (مقعد واحد)، وفي الأخير قائمة الوفاق بـ4.7 بالمائة (مقعد واحد).

وفي وقت أعلن المتحدث باسم حزب النهضة عماد الخميري، على صفحته الرسمية، فوز حزبه في بلدية السوق الجديد، استبشر بدوره حزب التيار الديمقراطي بحصوله على المرتبة الثانية، حيث اعتبر القيادي البارز في الحزب، غازي الشواشي، أن "التيار هو ثاني قوة حزبية". 

وفي الوقت نفسه، مثلت هذه المحطة الانتخابية انتكاسة ملفتة لحزب "تحيا تونس" الداعم لرئيس الحكومة، الذي حل في المرتبة الثامنة، في أول استحقاق انتخابي يشارك فيه رسميا منذ تأسيسه.

وقالت منظمة مراقبون في تقريرها إنه لم يتم تسجيل أي خروقات جسيمة خلال عملية الاقتراع التي جرت أمس الأحد، فيما قالت إنه تم تسجيل احترام الإجراءات الانتخابية بنسبة 93 بالمائة. 

وفي سياق متصل، سجلت الحملة الانتخابية تجاوزات من قبل حزب "تحيا تونس" الذي يشارك لأول مرة في مناسبة انتخابية، بحسب ما أفاد به رئيس الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات في سيدي بوزيد، بوجمعة المشي، حيث وصف ما قامت به القائمة الانتخابية الحزبية "تحيا تونس" بـ"اختلالات خطيرة" خلال حملتها الانتخابية.

ولفت المشي، في تصريح صحافي، إلى أن القائمة الانتخابية الحزبية "تحيا تونس" نظمت نشاطا خلال حملتها الانتخابية تخللتها تجاوزات خطيرة، تمثلت في مشاركة 3 عمد (ممثلي المحافظ على مستوى القرى) من مناطق مختلفة من بلدية السوق الجديد، والمدير الجهوي للشباب والرياضة، وكاتب دولة للشباب والرياضة بصفتهم، وهو ما يمثل خرقا كبيرا في الانتخابات، مما أثار تحفظات وردود فعل من قبل القوائم المترشحة، وهدّد عدد منها بالاعتصام في مقر الهيئة احتجاجا على الحادثة.

بدورها، نفت قيادة حزب "تحيا تونس" ما وصفته بـ"اتهامات ممنهجة ومحاولات تشويه من قبل المسؤول المحلي لهيئة الانتخابات".