تونس: "الدستوري الحر" يفسد جلسة انتخاب المحكمة الدستورية واشتباك بالأيدي بين البرلمانيين
منعت كتلة الحزب الدستوري الحر، رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، ومساعديه، من اعتلاء المنصة، وحالت دون انطلاق الجلسة العامة المخصصة لانتخاب 3 أعضاء في المحكمة الدستورية، وسط أجواء من الاحتقان والتوتر تحت قبة مجلس الشعب التونسي.
واضطر الغنوشي إلى تعليق الجلسة الانتخابية بسبب التشويش على كلمته ومنعه من مواصلة ترؤس الجلسة من ركن في قاعة الجلسات العامة وسط حراسة مشددة.
وقاطعت رئيسة "الحزب الدستوري"، عبير موسي، ورفاقها، كلمة الغنوشي، ما استفز نواب النهضة وائتلاف الكرامة الذين غادروا مقاعدهم محاولين اعتلاء المنصة رافعين شعارات "يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب".
وحاول العاملون في البرلمان منع التحام نواب الحزبين، لتنتهي الجلسة بمشهد تشابك للأيدي وتدافع بين البرلمانيين وسط فوضى عارمة.
وتمكنت موسي ورفاقها في الكتلة من التسلل باكراً إلى قاعة الجلسات بالمبنى الفرعي، رغم محاولات إجراء الجلسة بشكل استثنائي، لتتمكن من احتلال دكة الرئاسة وتعطيل أي محاولة لبدء الجلسة الانتخابية حول المحكمة الدستورية بالرغم من أهميتها.
وبرر النائب عن الدستوري الحر، مجدي بوذينة، في تصريح إعلامي اعتصام كتلته بأنه "ضد العنف والإرهاب الذي بدأ بمقر مجلس نواب الشعب وسيتواصل بالمبنى الفرعي”، على حد قوله، محملا مسؤولية تعطيل الجلسات العامة وأشغال المجلس إلى رئيس البرلمان ومدير ديوانه "لعدم منعهم دعاة العنف والإرهاب من دخول مقر المجلس"، وفق تعبيره.
ونددت كتلتا النهضة وائتلاف الكرامة بما وصفتاه بـ"الممارسات الفاشية والبالية من قبل رئيسة كتلة الدستوري الحر"، معتبرين أن ما تقوم به هو "تنفيذ لإملاءات خارجية تحركها الإمارات ومصر من أجل إجهاض المسار الانتقالي وضرب تجربة تونس الديمقراطية، بتكرر استهداف مؤسسة البرلمان وتعطيل إرساء المحكمة الدستورية".
وأفاد النائب عن حركة النهضة، موسى بن أحمد، بأنه سيتقدم بشكوى في تونس وفي ألمانيا ضد 4 نواب من الحزب الدستوري الحر، ومنهم عبير موسي وكريم كريفة ومجدي بوذينة، وذلك على خلفية اعتدائهم عليه بالعنف المادي واللفظي يوم أمس داخل البرلمان.
وعلقت القيادية بالتيار الديمقراطي، سامية عبو، على ما قام به نواب "الدستوري الحر" قائلة "لقد وصل للبرلمان اليوم متطرفون وانتهازيون ويعتاشون من الوضع" وبينت أن "الوضع أصبح مقرفا بسبب عبير التي تتعامل بحقد وتتعمد شل مؤسسات الدولة"، مرجعة الأمر أيضا "لسوء تسيير رئيس البرلمان راشد الغنوشي وخرقه للقوانين".
وبينت عبو أن "موسي مريضة بالركوب على الأحداث والزعامة" مشيرة إلى أنها "غير منسجمة مع ذاتها بعدم اعترافها بالثورة والدستور والترحم على أرواح الشهداء".
ودانت عبو ممارسات موسي مشيرة إلى أن" النائب يجب أن يكون نموذجاً وأن يحترم القانون لأنه مشرع".
وبالتوازي مع ذلك، تم ظهر اليوم تقديم لائحة لسحب الثقة من رئيس المجلس، راشد الغنوشي، بتوقيع 73 نائباً، ما يطرح أسئلة حول جدواها وقدرتها على جمع أغلبية 109 أصوات خلال الجلسة العامة لمناقشتها، بينما يظهر التحالف الجديد (النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة) أن لديه الأغلبية الفعلية في البرلمان، ويمكنه حسابياً إسقاطها.