أثار خبر منع الباحثة التونسية الدكتورة آمال قرامي من دخول مصر وحجزها لمدة ليلة كاملة في مطار القاهرة الدولي غضب التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما عن سبب المنع من دخول الأراضي المصرية، فقالت قرامي: "ممنوعة من دخول مصر، والسبب تهديد الأمن القومي. حين يغدو قلمي صنو السيف والرمح والكلاشنكوف مهددا لأمن البلدان، أقول ذاك هو العجب العجاب فما الذي اقترفت يداي"؟
وأضافت: "حين أدعى لتقديم محاضرة حول "تقييم مناهج البحث في التطرف والإرهاب: الحصيلة والمقترحات" ثم أعد في خانة الإرهابيين تستوي الأضداد، حين يسحب منك هاتفك وحاسوبك ويقال لك إلى التحقيق يا محجوزة، تفكر أكثر مرة في معنى التطرف والإرهاب".
وتم حجز قرامي في مطار القاهرة الدولي من الساعة الرابعة صباحاً حتى الساعة الثامنة والنصف صباحا، حيث عوملت بشكل لم يراعِ قيمها العلمية بحسب توصيفها، ولا المجهودات التي قامت بها إدارة مكتبة الإسكندرية من أجل رفع الحجز عنها، بخاصة أنها ضيفة هذه المكتبة لتقدم فيها مداخلة علمية. وفي الأخير تمّ السماح لها بدخول مصر لكنها أصرت على العودة إلى تونس، رافضة دخول الأراضي المصرية.
وقالت قرامي: "زرت بلدانا عديدة صربيا، لتوانيا، ماليزيا، الهند، تانزانيا، أوروبا، الولايات المتحدة الأميركية والعالم العربي، وحظيت فيها بتكريم رؤساء الدول وعوملت معاملة قلما يحظى بها المثقف في بلده وشعرت بالفخر والاعتزاز"، وأضافت: "ما معنى أن تكوني تونسية ومع الأمن الوطني المصري أدركت ما معنى أن تكوني "امرأة ونصفاً" حتى وإن احتجزوا الحاسوب والقلم".
هذه الحادثة الغريبة أثارت غضب التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتب الشاعر البحري العرفاوي: "العسكريون الانقلابيون لا يحترمون المبدعين أو المثقفين، الصديقة أمال قرامي لا تستحق مثل هذه المعاملة... حسبك انك علاَمة تونسية"، وكتب الناشر والناشط السياسي منير الشرفي: "بلادك وإن جارت عليك عزيزة. أهلا بك بين من يعرفون قدرك، الجهل مصيبة"، وكتب الناشط رامي ساحلي "كل التضامن وكل الأسف على ما آلت إليه أم الدنيا".
Facebook Post |
آمال قرامي لاقت تضامناً أيضاً من قبل بعض المصريين فكتبت أميمة أبوبكر: "أسفا وعذرا على هذا الجنون الذي نعيشه" وقال الباحث والأستاذ في جامعة بلماند جورج مسوح: "الحمد لله على السلامة دكتورة آمال... صوتك يرعبهم."
Twitter Post
|
الحادثة التي تعرضت لها الباحثة والدكتورة آمال قرامي، لاقت صدى كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تضامن عديد الوجوه الحقوقية والفكرية والأدبية والمدونين معها معتبرين ما قامت به السلطات المصرية، إهانة لأهل الفكر والباحثين يستوجب اعتذارا رسميا من السلطات المصرية.
آمال قرامي أستاذة في جامعة منّوبة بتونس، حازت على دكتوراه الدولة بأطروحة عن الدراسات الجندرية عنوانها: "ظاهرة الاختلاف في الحضارة العربية الإسلامية: الأسباب والدلالات" وهي معروفة بدراساتها حول قضايا التصنيف الاجتماعي/الجندر وتاريخ النساء والإسلاميات، كما تعرف بمواقفها الصادمة في بعض القضايا التي تتعلق بمسائل حضارية تهم التاريخ الإسلامي وهي واحدة من المناصرات والمدافعات عن حقوق المرأة في تونس وفي العالم العربي، من خلال كتاباتها وإسهاماتها فى البرامج الإذاعية والتلفزيونية في تونس وفي العالمين العربي والغربي.