بعد عمليات أفغانستان والعراق وأوروبا وسوريا وليبيا والجزائر ومالي، وضعت وزارة العدل الأميركية لائحة جديدة لأخطر الإرهابيين في العالم المطلوبين لدى الولايات المتحدة، والمكافآت المالية التي رصدتها الحكومة الأميركية للقبض عليهم.
ووفقاً لموقع "مكافآت العدالة" التابع لوزارة العدل الأميركية، فإن قائمة المطلوبين ضمت عدداً من الإرهابيين الخطيرين، وجاء في المستوى الرابع منهم التونسيان فاكر عبد العزيز بو صرة وعبد الرؤوف الجدي، اللذان خُصص مبلغ 5 ملايين دولار مقابل القبض على كل منهما.
وفاكر عبد العزيز بو صرة من مواليد 1964، حمل أسماء مستعارة مثل أبو يوسف التونسي، عبد العزيز، فاكرون، فاكرو، فاكر. ويشير موقع وزارة العدل الأميركية إلى أن بو صرة مواطن تونسي له صلات واسعة مع التطرف الإسلامي. وهو من عناصر تنظيم "القاعدة" المدربين، وأعلن عن عزمه على الاستشهاد بواسطة الانتحار. وتعاون مع شخص آخر مشتبه في تورطه في أنشطة إرهابية هو التونسي الآخر عبد الرؤوف جدي، ومن المحتمل أن الإثنين كانا يسافران معاً في الماضي، وفقاً للموقع.
وغادر بو صرة تونس عام 1988 ليقيم في فرنسا، التي غادرها عام 1991 وهاجر إلى مونتريال، كندا، ثم تنقل بين كندا وتونس بشكل منتظم أثناء التسعينيات. وحصل على الجنسية الكندية في سنة 1999، وكان يتردد على مسجد السنّة في مونتريال أثناء إقامته في كندا.
وذكر الموقع أن بو صرة غادر كندا عام 1999، وقام بأكثر من زيارة إلى أفغانستان في الفترة الممتدة ما بين 1999 و 2000. وتلقّى تدريباً من قبل تنظيم "القاعدة" أثناء مكوثه في أفغانستان، ثم عاد بعد ذلك إلى كندا.
وأشارت وزارة العدل الأميركية إلى أن السلطات قلقة من أن بو صرة قد يحاول العودة إلى كندا أو الولايات المتحدة كي يخطط لهجوم إرهابي أو يشارك في مثل هذا الهجوم. ورجحت أن يكون يعاني من مرض خطير، وأن تكون حالته الصحية سيئة للغاية، مما يؤدي إلى نقصان في الوزن بالإضافة إلى تغيير في شكل هيئته الجسمانية.
وبالنسبة لعبد الرؤوف الجدي، فهو من مواليد 1965، يحمل أسماء مستعارة مثل، فاروق التونسي، عبد الرؤوف بن الحبيب بن يوسف الجِدّي، عبد الرؤوف داي، أ. رؤوف جدي، عبد الرؤوف بن محمد بن يوسف الجَدي، عبد الرؤوف بن حبيب جدي.
ويقول موقع وزارة الخارجية الأميركية إن الجدي له تاريخ طويل وحافل من التعاون مع تنظيمات متطرفة. وقد ارتبط اسمه بشكل وثيق مع عملاء تنظيم "القاعدة"، وتورط في مخططات لتنفيذ عمليات خطف طائرات وأعمال إرهاب.
غادر الجدي تونس في عام 1991 وهاجر إلى مونتريال، كندا، وأصبح مواطناً كندياً في سنة 1995. وأثناء إقامته في كندا، درس علم الأحياء في جامعة مونتريال، وكان يتردد على مسجد السنّة في مونتريال، شأنه بذلك شأن بو صرة.
وبحسب موقع وزارة العدل، فإن الجدي غادر كندا عام 1999، وتلقى تدريباً على القتال واكتسب خبرة في ميدان المعركة في أفغانستان حتى عام 2000. وشارك في القتال ضد التحالف الشمالي الأفغاني، وكتب رسالة انتحار أعرب فيها عن نيته الاستشهاد في ميدان الجهاد. وظهر أيضاً في شريط فيديو مشهور عن الاستشهاد عُثر عليه في منزل أحد قادة تنظيم "القاعدة" عام 2001.
وبعد عودته إلى مونتريال عام 2001، التقى الجدي متطرفين للتداول حول طرق الانضمام إلى الجهاد، قبل أن يغادر كندا مرة أخرى. وتظل السلطات قلقة من أن يحاول العودة إلى كندا أو الولايات المتحدة كي يخطط لهجوم إرهابي أو يشارك في مثل هذا الهجوم، هذا وفق ما يورد موقع وزارة العدل الأميركية.