عرضت قناة "تونسنا" الخاصة ليل أمس خلال برنامج "بلاك ليست" للإعلامي ناجي الزعيري، عملا استقصائيا قام به أحد صحافيي القناة مع رقيب سابق في الأمن المغربي يدعى هشام بوشتي مقيم في بلجيكا، ادعى فيه أن "الاستخبارات المغربية متورطة في التفجيرات التي استهدفت نزل إمبريال بالمنتجع السياحي القنطاوي بمحافظة سوسة فى نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي والتي أدت إلى مقتل 38 سائحا أغلبهم من السياح الإنجليز".
هذه الشهادة ولئن انبنى عليها البرنامج وحاول تسويقها على أنها حدث، لم تلاق إلا الاستهجان أولا من قبل المشاركين في البرنامج وهما الكاتب الصحافي الصافي سعيد والعميد المتقاعد من الجيش التونسي مختار بن نصر، معتبرين ما تم تقديمه من شهادة لا يرتقي إلى مستوى الحجة الدامغة، خاصة وأن الشاهد المغربي هشام بوشتي قدم ما اعتبره وثائق تكليف له من قبل الاستخبارات المغربية، وهي وثيقة اعتبرها العميد المتقاعد مختار بن نصر مضحكةً، باعتبار أن التكليف بمثل هذه المهام لا يتمّ عن طريق أوراق رسمية.
هذا البرنامج التلفزيوني أثار في تونس موجة من التعليقات اعتبرها العديدون مجرّد محاولة للإساءة إلى العلاقات التونسية - المغربية. وذهب جمال العرفاوي رئيس تحرير موقع "تونيزي تلغراف" إلى اعتبار أن قناة "تونسنا" يبدو أنها "كانت ضحية تلاعب من قبل الشاهد المغربي المعروف بفبركته لمثل هذه الوثائق، حيث سبق أن حُوكم في المغرب والجزائر في قضايا تشبه ما تمّ عرضه على قناة "تونسنا".
السلطات التونسية والمغربية لم يصدر عنها أي تعليق عمّا تمّ بثه، ربما لاعتبار ما تمّ عرضه لا يرتقي إلى المستوى الذي يدعو إلى التعليق عليه. في المقابل تعددت تعليقات بعض الإعلاميين التونسيين على تمّ بثه معتبرين أنه توظيف سيئ لحرية الإعلام وعمل غير مسؤول لن يؤثر على العلاقات التونسية المغربية.
"العربي الجديد" اتصل بالإعلامي ناجي الزعيري منتج برنامج "بلاك ليست" ومقدمه الذي رفض التعليق على الاتهامات الموجهة له، في الوقت الذي أصدرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) قراراً بمنع إعادة بث البرنامج وسحبه من الموقع الإلكتروني للقناة في انتظار عرض الملف على مجلس الهايكا الذي سيتخذ إجراءات تأديبية ضد القناة في إطار صلاحياته القانونية.
حالة الغضب مما عرض تجاوزت الإعلاميين والهايكا لتصل إلى السياسيين، حيث كتب محمد عبو رئيس التيار الديمقراطي، وهو حزب معارض في تونس، أنه يستبعد ضلوع المغرب في الإرهاب الحاصل في تونس بوصفها دولة شقيقة، داعيًا السلطات التونسية إلى التحقيق في أقوال المدعو هشام "بوشتي" ضابط الاستخبارات المغربية المنشقّ ومسرب الوثائق المُدينة للمغرب، والذي ظهر في تقرير "تونسنا". وأضاف عبو أن بوشتي محكوم بـ12 سنة سجنا من قبل الجزائر بتهمة التخابر ضدها لمصلحة دولة أجنبية.
يُذكر أن قناة "تونسنا" من القنوات التونسية التي تمّ تأسيسها بعد الثورة التونسية من قبل رجل الأعمال عبد الحميد بن عبد الله، وهي من القنوات التي لا تحظى بنسب مشاهدة عالية في تونس.
اقرأ أيضاً: ورطة الإعلام الأميركي: اتهام "القطري أردوغان" بارتكاب جريمة كاليفورنيا!