يرى مراقبون أن الاشتباكات التي انطلقت أمس الإثنين، بين وحدات من الجيش والحرس الوطني من جهة، وعناصر إرهابية من جهة أخرى، في تونين بولاية قابس، عند قرية البراوكة بتونس، أنها تمثل خطراً كبيراً، بالنظر إلى قربها من الحدود مع ليبيا، وتمركز المواجهات في الجنوب التونسي.
وقال الخبير الأمني علي زرمدين، لـ"العربي الجديد"، إنّ انتقال المواجهات إلى الجنوب التونسي يعود إلى ارتباط هذه المنطقة بليبيا وامتداد الجبال التي يتحصن بها الإرهابيون، خاصة عند جبال تطاوين وقفصة والشعانبي.
ووصف الخبير هذا التحول بالخطير جداً. موضحاً أن المنطقة تمثل ممراً أساسياً لوصول الإمدادات، وانتقال العناصر الإرهابية من تونس إلى ليبيا أو العكس.
وكشف المتحدث ذاته أن المجموعة المتمركزة هناك خطيرة جداً، وأنه تم رصد تحركاتها منذ نحو ثلاثة أيام بناء على معطيات استخباراتية.
وأوضح الخبير الأمني أن المنطقة ذات تضاريس صعبة، بسبب صعوبة المسالك الطبيعية فيها، ووجود كهوف يستخدمها الإرهابيون.
اقرأ أيضاً: القضاء على 5 إرهابيين وإصابة أمني جنوب تونس
وبين زرمدين أن اختيار الإرهابيين للمنطقة لم يكن اعتباطياً، بل تم بعناية فائقة وبعد دراسة للمكان، وخاصة أنه يمنح العناصر المختبئة فيه الحماية الضرورية، ما يمكنها من التنقل بسهولة.
وأضاف أنّ الوحدة الخاصة للحرس الوطني لها تجربة وخبرة في مثل هذه العمليات النوعية، معتبراً أنها تمكنت سابقاً من القضاء على لقمان أبو صخر، وعدة عناصر تصنف خطيرة على أمن تونس، وذلك ما مكن من حماية الشعب من عمليات إرهابية نوعية.
مشيراً أيضاً إلى أن وحدات الحرس تمكنت من تطويق المنطقة، ومحاصرة العناصر الإرهابية، مما أدى إلى فتح مواجهة مباشرة معهم، للقضاء على عدد منهم. مبيناً أن القبض على أحد تلك العناصر، سيساعد في الكشف عن مخططات هذه المجموعات.
يذكر أن الاشتباكات تجددت صباح اليوم الثلاثاء، بين وحدات الجيش والحرس الوطنيين، بحثاً عن عناصر إرهابية محتملة بالمنطقة الجبلية ببني زلطن بمطماطة الجديدة جنوب تونس. بعد أن كانت قوات الأمن قد نجحت اليوم في القبض على أحد الإرهابيين، والقضاء على عدد آخر من هذه المجموعة.
اقرأ أيضاً: المجتمع المدني التونسي يحذر من تجاهل مبادئ الدستور
وأكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع، بلحسن الوسلاتي، لـ"العربي الجديد" أنّ الاشتباكات متواصلة للقضاء على عناصر إرهابية أخرى، وهو ما يرجح إمكانية ارتفاع حصيلة القتلى.
واعتبر الوسلاتي أنّ صعوبة التضاريس وتوزع الإرهابيين حال دون القضاء عليهم دفعة واحدة.
من جهتها، كشفت وزارة الداخلية، في بلاغ لها، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل المواجهات التي جدت ببني زلطن بمطماطة، مبينة أنه تم أمس، القضاء على عنصرين إرهابيين كان يحوزان سلاحي "كلاشنيكوف".
مضيفة أن الفرق المختصة تمكنت صباح اليوم ذاته، من القضاء على عنصر إرهابي ثالث، وضبطت بحوزته سلاحاً من نوع "شطاير" وستة مخازن.
وأشارت إلى أن عمليات التمشيط من قبل وحدات الحرس الوطني، تمت بإسناد من الجيش، لتعقّب بقيّة العناصر الإرهابيّة.
وأوضح البلاغ ذاته أن وحدات الحرس الوطني، تمكنت بعد تبادل إطلاق النار مع أحد العناصر الإرهابيّة من إصابته على مستوى ساقه، ما سهل إلقاء القبض عليه، بعد تجريده من سلاحه من نوع "كلاشينكوف"، واتضح حسب المعطيات الأوّليّة أنه أجنبي الجنسيّة.
اقرأ أيضاً: المبعوث الأممي إلى ليبيا: عدم حسم الخلافات يخدم "داعش"