توقف الإمدادات يهدد اليمن بأزمة غذاء خانقة

01 ابريل 2015
من سوق في صنعاء اليمنية (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
بعد أسبوع من بدء الغارات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن، تكاد واردات الغذاء لأفقر بلد عربي تتوقف تماما، مع تعرض سلاسل الإمداد الهشة لضغوط متنامية من جراء الصراع، بالإضافة إلى عزوف التجار عن استيراد المواد الغذائية.

وبدأت السعودية وحلفاؤها العرب، الأسبوع الماضي، "عاصفة الحزم"، ضد الحوثيين الموالين لإيران الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من اليمن، وباتوا يهددون مدينة عدن الجنوبية، التي لجأ إليها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

ويسيطر الحوثيون على عدة موانئ، في وقت صار فيه النقل البري محفوفا بالمخاطر.

ويستورد اليمن أكثر من 90% من غذائه، بما في ذلك الجانب الأكبر من حاجاته من القمح وكل احتياجاته من الأرز لتلبية متطلبات سكانه البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة.

وكانت وكالة أنباء "سبأ" الرسمية قالت يوم الإثنين إن مخزونات الأغذية الأساسية تكفي البلاد مدة ستة أشهر.

لكن منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة أكدت أن المخزنات تبدأ بالتناقص بوتيرة سريعة.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن صلاح الحاج حسن، ممثل الفاو في اليمن، قوله: "رغم أن المصادر الحكومية تقول إن المخزونات تكفي حاجات البلاد لنحو ستة أشهر، فمن المرجح أن يؤثر الصراع تأثيرا سلبيا على التوزيع وتوافر السلع في السوق وأسعار المواد الغذائية، وبأسرع مما كان متوقعا".

وقالت مصادر في قطاع الأغذية إن انهيار السلطة المركزية والقتال الدائر على عدة جبهات، بما في ذلك عدن، أدى بالفعل إلى تعطل الواردات وحدوث مشاكل في معالجة وتوزيع القمح والمواد الأساسية الأخرى.

وأفاد مصدر في الشركة اليمنية للمطاحن وصوامع الغلال في عدن، بأن "الميناء لا يعمل، ووارداتنا متوقفة منذ بضعة أيام، ولا نتلقى المزيد من القمح".

وأضاف: "لا يستطيع العمال القدوم إلى العمل، لذا فإن المطاحن متوقفة. القتال وإطلاق النار يمنعهم من المجيء، والطرق مغلقة".

وتشير إحصائيات منظمة (فاو) إلى أنه قبل الصراع كان نصف اليمنيين تقريبا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما كان ربع سكان البلاد تقريبا يعانون من نقص التغذية.

وقال مصدر تجاري دولي إن تسليم شحنات الأغذية أصبح صعبا.

وأضاف أن "مليشيات الحوثي تسيطر على الموانئ الرئيسية، بما فيها عدن. التجار عاجزون عن فتح خطابات الائتمان مع البنوك. بدأنا نرى تحويل شحنات إلى مواقع أخرى".

وأظهرت بيانات تتبع السفن عددا قليلا من السفن بالقرب من عدن، منها ناقلتان من المرجح أن تكونا محملتين بالمواد الغذائية تقفان قبالة ساحل المدينة منذ عدة أيام.

كما نبه متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن "القتال في عدن عطل عمليات التحميل. وما زال شريك محلي يقوم بتوزيع الأغذية على اللاجئين في المخيمات بمنطقة عدن".

وفي لحج شمالي عدن، نشرت السلطات الموالية لهادي تعميما على أصحاب المتاجر بإبقاء الأسعار عند مستوياتها السابقة، وعدم اكتناز البضائع، وفق "رويترز".

اقرأ أيضا:
اتهامات للحوثيين بقصف مصنعين ومصرع 25 شخصاً