[إقرأ أيضاً: "حزب الله" يقتحم "تويتر".. وجواد حسن نصرالله قائد الكتيبة ]
ولم تعلن أيٌّ من الصحيفتين عن إيقاف صدورهما، غير أن أحد كتّاب الأعمدة الدائمين في صحيفة "الشارع" أفاد "العربي الجديد" عن قيام الصحيفتين بكتابة "بوست" على "فيسبوك" يعلنان فيه توقفهما عن الصدور بسبب خسارتهما المالية. مشيراً إلى أن ما كتب فيه اعتذار عن ايقاف الصدور أو تحديث صفحتيهما الإلكترونية لأجل غير مسمى. غير أن ذلك الإعلان لم يستمر سوى ساعتين فقط في صفحة إحداهما وأربع ساعات في الأخرى.
وأثناء اتصال "العربي الجديد" بمدير توزيع الصحيفتين، أفاد بأن السبب يرجع الى انعدام الوقود الذي جعل الصحيفتين الورقيتين غير قادرتين على ايصال نسخهما الى المكتبات والمشتركين. غير أنه لم يجب على سؤالٍ عن سبب عدم تحديث الموقع والصفحات الإلكترونية للصحيفتين، قائلاً بأنه ليس قائماً على شؤونهما.
وصرح الكاتب الصحافي عبدالرحمن بجاش رئيس التحرير السابق لصحيفة "الثورة" الحكومية الناطقة باسم الحكومة اليمنية، بأن احتجاب الصحيفتين جاء صادماً له و"لبقية المثقفين وطلاب المعلومة الذين يعتبرونها خبزاً للعقول خصوصاً في هذا الوقت الحساس سياسياً واجتماعياً". وأكد بجاش، أن مبرر خسارة الصحيفتين أمر وارد في ظروف كهذه آملاً أن لا يستمر احتجابهما.
ويرى الصحافي عباس الضالعي أن توقف الصحيفتين قد يحمل خلفه تطورات سياسية جديدة تتصل بمواقف جديدة لمالكهما في هذا الوقت الذي "يعقد فيه عدد من المشايخ والساسة من أبرز قادة (المؤتمر الشعبي العام) مفاوضات في الرياض من أجل الخروج باتفاق للحفاظ على الحزب بدون صالح".
نشأت الصحيفتان حديثاً حيث بدأت "الشارع" في مطلع العام 2011 بينما جاءت "الأولى" في عام 2012 في مبادرة لتضييق قيادات حزب المؤتمر الخناق على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي تسلم السلطة من صالح بموجب المبادرة الخليجية نهاية العام 2011.
وبرغم حداثتهما، نجحت الصحيفتان في التميز بتقارير ميدانية يومية من مواقع الحدث الملتهب بفضل الدعم الممنوح لهما غالباً. الصحيفتان اللتان يديرهما صحافيان يساريان ظهرتا بأجندة مشتركة تصب في صف جماعة الحوثيين التي نجحت آنذاك في استمالة عدد من الصحافيين اليساريين الى صفها ضد هادي وحكومته التوافقية. لكن وبدخول مسلحي الجماعة مدينة عمران شمال العاصمة صنعاء منتصف العام الماضي، سرعان ما تغيرت أجندة صحيفة "الشارع" تماماً لتسير في اتجاه مضاد للحركة وتنتقد انتهاكات مسلحيها وسياستها التوسعية لتتحول بعدها الى ألد خصوم الحركة إعلامياً. وقد تعرضت الصحيفتان لتفجير عبر مجهولين استهدف مخزنهما في بداية العام الماضي.
يأتي توقف الصحيفتين في وقت بدأت فيه بعض الوسائل الإعلامية التابعة لقيادات سياسية موالية لصالح في تغيير توجهها بعد فترات قصيرة من الاحتجاب كقناة "آزال" الفضائية وصحيفة "براقش" الإلكترونية التابعتان للشيخ محمد الشايف نجل أبرز قبيلة بكيل واللتان نأتا بشكل واضح عن الترويج للحوثيين وخففتا من وتيرة الترويج لصالح منذ منتصف الشهر الجاري.
[إقرأ أيضاً: "العربية" تتسبّب باختطاف الصحافي وحيد حيدر في صنعاء]
باحتجاب الصحيفتين، يتوقف صدور جميع اليوميات الورقية غير الحكومية في اليمن التي تبلغ أربع صحف بالإضافة الى صحيفتي "أخبار اليوم"، و"المصدر" اللتين احتلتهما مليشيات الحوثيين قبل أسابيع. كما نهبت المليشيات المطابع الصحافية غير الحكومية الوحيدة في اليمن والتي تعود لمؤسسة الشموع للصحافة، ولا تزال تحتل مكتبها منذ شهرين في العاصمة صنعاء.