ارتفعت أسعار النفط، الثلاثاء، بفضل أنباء إيجابية عن تجارب على لقاح لفيروس كورونا، لكنها ظلت داخل نطاق تداول ضيق سجلته في الأسابيع الثلاثة الفائتة، وسط مخاوف من أن تؤدي إجراءات عزل عام جديدة إلى خروج تعافي الطلب عن مساره.
وهنالك توقعات متفائلة أطلقها مدير الأبحاث المشارك بشركة "أسبكت أنيرجي" الأميركية، أمريتا سن، بأن ترتفع أسعار خام برنت إلى 66 دولاراً في 2021 وأن تواصل الارتفاع لتبلغ 83 دولاراً في 2022، وفقاً لما ذكرته نشرة "أويل برايس".
ويتوقع محللون أن تستفيد أسعار العقود الآجلة خلال الأسبوع الجاري من الاتفاق الأوروبي الذي تمت إجازته الثلاثاء بتحفيز اقتصادات الكتلة الأوروبية بأكثر قليلاً من تريليوني دولارويأمل مستثمرون في أن يساهم الاتفاق الأوروبي في زيادة معدل النمو الاقتصادي بدول الكتلة الأوروبية، وبالتالي زيادة الطلب النفطي العالمي. كذلك تستفيد الأسعار من التراجع الكبير في إنتاج النفط الأميركي وفقاً للبيانات التي ذكرتها شركة "بيكر هيوز".
لكن رغم هذا التفاؤل لا تزال المخاوف تحاصر حدوث ارتفاع سريع في أسعار النفط خلال العام الجاري بسبب الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة ودول أميركا الجنوبية.
وقد سجلت الإصابات في أنحاء العالم حتى يوم أمس الثلاثاء نحو 14.5 مليون إصابة وفاق عدد الوفيات 604 آلاف وفاة. كذلك يتخوّف المضاربون على النفط من تطور النزاع بين واشنطن وبكين على التجارة الدولية ومعدلات النمو الاقتصادي العالمي.
في هذا الصدد، حذّر محللون من الطبيعة الهشة لسوق النفط، ما يثير مخاوف بأن الطلب القوي من الصين قد يجف في الأشهر المقبلة. وقالت يوراشيا جروب في مذكرة "رغم الهدوء، ستظل أسواق النفط تعاني من درجة ما من الضغط، في حين تشتري الصين خاماً يزيد كثيراً عما يمكن لمصافيها أن تعالجه".
ويعد النمو الاقتصادي في آسيا من العوامل الرئيسية التي تحدد مسار أسعار النفط، خاصة الصين التي تعد أكبر مستورد للخامات النفطية في العالم. يذكر أن فتح الاقتصادات العالمية وتحسن معدلات النمو في الصين كانت من العوامل التي أخرجت النفط من أسوأ دورة انهيار في تاريخه. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت في التعاملات التي جرت صباح أمس الثلاثاء 21 سنتاً، أي حوالي 0.5 بالمائة إلى 43.49 دولاراً للبرميل، بينما كسب خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 11 سنتاً إلى 40.62 دولاراً، وفقاً لما ذكرته رويترز.