توقعات بارتفاع أسعار الفنادق وتذاكر الطيران في العام 2020

27 ديسمبر 2019
حفلات باذخة في افتتاح فندق جديد بنيويورك (Getty)
+ الخط -


لم تقتصر توقعات بشائر الانتعاش المالي والتجاري في العام المقبل 2020 على أسواق المال وأسعار النفط فقط، وإنما امتدت لتشمل قطاعات أخرى منها الفنادق والسفر، إذ توقعت العديد من الشركات المتخصصة في صناعة السفر والسياحة زيادة ملحوظة في حركة السفر الجوي وإشغال الفنادق خلال العام الجديد.

لكن هذا الانتعاش المتوقع في قطاع الفنادق والطيران، لن يأتي بدون كلفة على المستهلكين في العديد من أنحاء العالم. 

ويتفق العديد من الخبراء في قطاع السفر والفنادق، أن العام المقبل سيشهد ارتفاعاً في أسعار تذاكر الطيران وأسعار الغرف الفندقية في العديد من الأسواق الرئيسية. وبالتالي فعلى السياح والمسافرين أن يكونوا على استعداد لزيادة معدل إنفاقهم خلال العام المقبل.

في هذا الشأن، توقعت مجموعة "بي سي دي ترافل" البريطانية كبرى المجموعات المتخصصة في سوق السفر والفندقة في لندن، ارتفاع أسعار الفنادق العالمية بمعدلات تراوح في المتوسط بين 1% و2% في 2020.

وحسب بيانات موقع "ستاتيستا" المتخصص في قطاعات الأعمال التجارية، فقد بلغ سوق أعمال الفنادق العالمي نحو 600 مليار دولار في العام الماضي 2018. وبالتالي من المتوقع أن يشهد ارتفاعاً بنحو 60 مليارا إلى 120 مليار دولار خلال العام القادم.

ويتركز معظم الإنفاق الفندقي في الولايات المتحدة وأوروبا، ولكن آسيا تشهد نمواً سريعاً في هذا القطاع. ويقدر تقرير "بي سي دي ترافل"، سعر الغرفة الفندقية في المتوسط بأميركا بنحو 109 دولارات في اليوم الواحد.

وحسب التقرير "من المتوقع أن تكون أقل زيادة في أسعار الفنادق بدول أميركا اللاتينية، بسبب الصعوبات الاقتصادية والاضطرابات التي تشهدها العديد من دول القارة"، بينما توقع ارتفاعاً يراوح بين 1% و3% في منطقة الشرق الأوسط.
وربما يكون معظم الارتفاع بالدول العربية في دول الخليج، حيث أن العديد من دول المنطقة باتت خارج خارطة الحركة السياحية التي تنعش الفنادق، فهنالك اضطرابات سياسية في كل من العراق والجزائر ولبنان، وحروب مدمرة في كل من ليبيا وسورية واليمن وحظر قاس على إيران. وتستفيد دول الخليج في الانتعاش الفندقي الذي سيرفع أسعار الغرف، من ارتفاع أسعار النفط المتوقع خلال العام المقبل.

وعلى صعيد معدلات إشغال الغرف، قالت المجموعة البريطانية، في توقعاتها إن الطلب القوي من قبل الشركات سيرفع من معدل إشغال الغرف الفندقية في آسيا وأميركا الشمالية.

على الصعيد الآسيوي يتوقع تقرير المجموعة، أن يرتفع الطلب على الغرف الفندقية فوق الطاقة الفندقية المتاحة، مما سيرفع الأسعار.

ويلاحظ أن معدل النمو الاقتصادي والتجاري في آسيا أكبر من معدلات النمو في أوروبا وأميركا. وبالتالي من المتوقع أن ترفع المؤتمرات واجتماعات الشركات ولقاءات رجال الأعمال من إشغال الغرف الفندقية في آسيا.

لكن التقرير أشار إلى أن الطلب على إشغال الفنادق سيكون أقوى في اليابان التي ستستفيد من حركة المسافرين إليها، لحضور ألعاب الأولمبياد التي ستقام في طوكيو بين 24 يوليو/ تموز و9 أغسطس/ آب المقبل.

وتتجه الحكومة اليابانية لاستغلال فرصة الأولمبياد لتنمية سوق السياحة ليجذب نحو 40 مليون زائر في العام 2020 و60 مليون زائر في العام 2030، حسب تقديرات موقع "بيزنس وير" المتخصص في حركة السفر.

ويقدر "بيزنس وير" ارتفاع حجم سوق الفنادق الياباني إلى 26.8 مليار دولار في العام 2025.
كما من المتوقع، أن ترتفع كذلك أسعار الغرف الفندقية في فيتنام التي تشهد حركة سياحية أوروبية وأميركية قوية منذ انفتاحها على العالم الغربي.

ومن بين الطاقات الفندقية الجديدة في آسيا، تخطط شركة حياة للفنادق إنشاء 11 فندقاً في الهند بنهاية العام 2020. وتعد الهند ثالث أسرع الدول نمواً في الأعمال الفندقية بعد الولايات المتحدة والصين.

وفي أميركا الشمالية وكندا توقعت "بي سي دي ترافل" "أن ترتفع أسعار الغرف الفندقية بنسبة قد تصل إلى 4%.

وتشير توقعات المصارف الاستثمارية إلى انتعاش كبير في أسواق المال الأميركية. وعادة ما يعتمد سوق الغرف الفندقية في المدن الكبرى على اجتماعات مجالس الإدارة والجمعيات العمومية للشركات والمؤتمرات المتخصصة.

وهذا النوع من الإشغال المتخصص يجلب أرباحاً كبرى للفنادق مقارنة بالإنفاق الفردي للزوار والسياح. وتعد مدينة نيويورك التي يوجد بها سوق "وول ستريت" المالي ومعظم المليارديرات الأكثر جذباً للمؤتمرات التي تنعش قطاع الفنادق.

وفي أوروبا، من المتوقع زيادة حركة السياحة على دول أوروبا الشرقية، خاصة كرواتيا التي ستتسلم زعامة دول الاتحاد الأوروبي خلال العام 2020، وقالت هيئة السياحة بكرواتيا إنها ستستغل رئاسة الاتحاد الأوروبي لتنمية السياحة والسفر.

وحسب بيانات الهيئة شهدت الحركة السياحية بالبلاد زيادة بنسبة 6.4% خلال النصف الأول من العام الجاري.

ولكن هنالك العديد من دول أوروبا الشرقية التي انضمت حديثاً مثل مولدوفيا باتت من الوجهات الرئيسية للسياح.

وعلى صعيد أسعار التذاكر العالمية، توقعت المجموعة البريطانية، ارتفاع أسعار التذاكر العالمية بنسبة تصل في المتوسط إلى واحد في المئة، عدا في دول أميركا اللاتينية، بسبب الزيادة المتوقعة في وقود الطائرات وكلف التشغيل.

وتشير معظم التوقعات إلى أن أسعار سترتفع فوق 55 دولاراً للبرميل في العام المقبل، وهو ما سيرفع من أسعار المشتقات النفطية المستخدمة في وقود الطائرات.
المساهمون