توقعات بإقرار اجتماع "أوبك" زيادة الإنتاج رغم حدّة الخلافات

14 يونيو 2018
مطبّات عديدة تنتظر اجتماع أوبك هذا الشهر (فرانس برس)
+ الخط -
في تقرير بحثي عن السلع الأولية، توقع "بنك باركليز" البريطاني أن تتفق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في اجتماعها الذي ينعقد في 22 و23 يونيو/ حزيران الجاري على زيادة الإنتاج، وأن يحذو المنتجون الآخرون من خارج أوبك المشاركون في إعلان التعاون حذو المنظمة.

وظهيرة اليوم، اعتبر وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أن "الاتفاق على زيادة تدريجية في إنتاج النفط أمر حتمي"، كاشفاً أنه تلقى اقتراحاً بزيادة إنتاج النفط 1.8 مليون برميل يومياً من مصادر مختلفة.

"باركليز" توقع أيضاً ألا يسفر اجتماع أوبك عن تغيير في توقعات المنظمة لسعر برميل خام القياس العالمي مزيج برنت البالغ 70 دولاراً هذا العام و65 دولاراً العام القادم.

وقال باركليز إن "السيناريو الأساسي لدينا هو أن إمدادات نفط أوبك (باستثناء فنزويلا وإيران) ستزيد بما يتراوح بين 700 و800 ألف برميل يومياً من الربع الثاني وحتى الربع الرابع من 2018".

وحسب المصرف البريطاني فإنه في حين أن اجتماع أوبك المقبل في يونيو/ حزيران الجاري ربما يشهد خلافات، فإن من الصعب تصور نتيجة للاجتماع يكون من شأنها الضغط على الأسعار بشكل حاد مثلما حدث في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.

وفي تطور أخر، نقلت "رويترز" عن مصادر في منظمة أوبك أن 3 أعضاء على الأقل في المنظمة يعارضون رغبة السعودية وروسيا في ضخ المزيد من النفط، وهو ما يضع عقبات أمام أي قرار رسمي لزيادة الإمدادات مع تحذير دول مستهلكة من نقص في المعروض.

ويقول مندوبون في أوبك إنه في محاولة لحل الخلافات، تدرس المنظمة وحلفاؤها عددا من الخيارات حول ضخ المزيد من الخام، من بينها زيادة رمزية، وتأخير البدء في أي زيادة كبيرة للإنتاج.

وبعد نحو 18 شهرا من سريان اتفاق بين أوبك ومنتجين غير أعضاء بالمنظمة لخفض الإنتاج، قالت السعودية وروسيا إنهما مستعدتان لضخ المزيد من النفط لتهدئة قلق المستهلكين بشأن الإمدادات والأسعار، التي بلغت 80 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ 2014.

لكن إيران وفنزويلا والعراق إضافة إلى منتجين أصغر في أوبك التي تضم 14 عضوا، يعارضون ذلك.

وأنعش الخلاف ذكريات لاجتماع 2011، الذي وصفه وزير النفط السعودي الأسبق علي النعيمي بأنه أحد أسوأ الاجتماعات على الإطلاق في تاريخ المنظمة، حينما انهارت المحادثات عندما رفض غالبية الأعضاء الموافقة على خطة سعودية لزيادة الإنتاج. وفي نهاية المطاف، قامت المملكة من جانب واحد بزيادة إنتاجها.

لكن المعارضين للزيادة هذه المرة يخشون أنها ستهدد وحدة 24 دولة متحالفة في اتفاق خفض الإنتاج، ويقولون إن التوقعات من أوبك وآخرين لزيادة في الطلب في النصف الثاني من 2018 مفرطة في التفاؤل.

وقال مصدر في أوبك: "تغيير القرار عملية معقدة جدا ... إيران والعراق وفنزويلا وبعض الدول الأخرى سيضغطون لإبقاء سقف إنتاج أوبك الحالي من دون تغيير حتى نهاية 2018"، فيما لم يحدد المصدر الدول الأخرى التي تعارض زيادة الإمدادات.

ويعتقد مصدر آخر أن زيادة الإنتاج ستنال الموافقة في نهاية المطاف، لكنها ستكون متواضعة. وقال "أعتقد أنه سيكون هناك زيادة طفيفة"، مضيفا أنها ستكون "تدريجية، محسوبة جيدا، وسيجري مراجعة تأثيرها على السوق".

ويقول مستهلكون إن هناك حاجة إلى المزيد من النفط. وجدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومه على أوبك أمس الأربعاء، في حين قالت وكالة الطاقة الدولية إن العالم قد يواجه نقصا في الإمدادات في أواخر 2019 إذا لم تستطع أوبك تغطية أي نقص.

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الخميس أثناء زيارته روسيا لحضور افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم، لمناقشة اتفاق النفط، بحسب ما قاله الكرملين الأربعاء.

خيارات

إنتاج فنزويلا النفطي انهار بفعل أزمة اقتصادية، وقد يشهد مزيدا من التراجع بسبب عقوبات أميركية، بينما تواجه إيران نقصا في الصادرات بعدما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران.

وقال مصدر ثان في أوبك "أولئك الذين يعارض الزيادة هم الذين لن يحققوا مكاسب. "سيخسرون عندما تنخفض الأسعار لأنهم لن يتمكنوا من زيادة الإنتاج وستقل إيراداتهم".

والمنتجون الخليجيون السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة هم أعضاء أوبك الرئيسيون الذين يحوزون طاقة إنتاجية غير مستخدمة تكفي لزيادة الإنتاج سريعا لتعويض أي نقص.

مصادر مطلعة ذكرت أن دراسة تُجرى الآن لعدد من الخيارات، من بينها زيادة بنحو مليون برميل يوميا، وعدم إتخاذ قرار إذا انخفضت الأسعار.
واتفق وزراء النفط العرب الذين اجتمعوا في الكويت في وقت سابق هذا الشهر على إنه إذا شهدت الأسعار انخفاضا صوب نطاق 60-70 دولارا، فإن أوبك ستُبقي على اتفاق خفض الإنتاج حتى اجتماعها التالي في نوفمبر/ تشرين الثاني، حسبما قال مصدران مطلعان.

وقالت المصادر إن هناك خيارا آخر يتم مناقشته، ويتمثل في الوصول بمستويات خفض الإنتاج إلى 100 في المئة من المتفق عليه، من نحو 150% حاليا، لسد أي نقص في الإمدادات من فنزويلا وإيران، إذا اقتربت الأسعار من 80 دولارا.

أحد المصادر المطلعة قال إنه مع المزيد من الجهود لبناء توافق، فإن حجم أي زيادة سيوزع على الجميع رغم أن 3 أو 4 منتجين فقط لديها بالفعل طاقة فائضة لزيادة انتاجهم.

وقال مصدر خامس في أوبك إنه إذا قررت المنظمة الأسبوع القادم زيادة الإنتاج، فلن يكون لذلك "تأثير فوري" وسيكون تدريجيا، مشيرا إلى أن زيادة الإمدادات لن تحدث إلا بعد ثلاثة إلى 4 أشهر بعد قرار في يونيو/ حزيران.

ارتفاع البرميل

وكانت أسعار النفط أغلقت مرتفعة يوم الأربعاء بدعم من هبوط أكبر من المتوقع في مخزونات الخام في الولايات المتحدة وانخفاض مفاجئ في مخزونات البنزين ونواتج التقطير، ما يشير إلى طلب قوي في أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وفي وقت سابق من الجلسة، تراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت وخام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط بفعل القلق من تزايد الانتاج في الولايات المتحدة وتوقعات بأن أوبك ومنتجين آخرين قد يخففون تخفيضات طوعية في الإنتاج عندما يجتمعون في فيينا.

وأنهت عقود برنت لأقرب استحقاق جلسة الأربعاء مرتفعة 86 سنتا، أو 1.1%، لتبلغ عند التسوية 76.74 دولارا، بينما أغلقت عقود الخام الأميركي مرتفعة 28 سنتا، أو 0.4%، إلى 66.64 دولارا.
وتراجعت أسعار الخام في أواخر الجلسة بشكل طفيف مع قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي برفع أسعار الفائدة في خطوة كانت متوقعة، لكنها تشير إلى تحول في سياسات البنك المركزي الأميركي التي استخدمها لمكافحة الأزمة المالية والركود 2007-2009.

ويعزز ارتفاع أسعار الفائدة الدولار وهو ما يزيد تكلفة السلع الأولية على المشترين من حائزي العملات الأخرى.

إدارة معلومات الطاقة الأميركية أعلنت الأربعاء، إن مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة هبطت 4.1 ملايين برميل الأسبوع الماضي متجاوزة توقعات المحللين التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 2.7 مليون برميل. وقالت أيضاً إن الطلب على البنزين في أميركا سجل مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 9.88 ملايين برميل يومياً.

ووفقاً لإدارة المعلومات، ارتفع انتاج النفط الأميركي الأسبوع الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 10.9 ملايين برميل يومياً، لكن محللين قالوا إنه يبدو أن السوق قادرة على استيعاب تلك الزيادة.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً هذا العام وفي 2019 وأن يتخطى 100 مليون برميل يومياً في الربع الأخير من 2018.

وأبدى مدير صندوق التحوط أندوران كابيتال، بيير أندوران، تفاؤلاً بشأن مستقبل أسعار النفط. وقال في تغريدة على تويتر إن "الأسعار ستكون فوق 150 دولاراً في أقل من عامين".

(رويترز، العربي الجديد)
المساهمون