تصاعدت في الأردن حدة الاحتجاجات المنددة بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وتنكيلها بالشعب الفلسطيني، وقتلها الأطفال والنساء والشيوخ وتدميرها للبنى التحتية في القطاع.
فإلى جانب التظاهرات التي تستمر حتى ساعات صباح الأولى من كل يوم، والتي يحاذي منها سفارة الاحتلال في منطقة الرابية وسط العاصمة عمان، تعالت أصوات فعاليات القطاع الخاص الرافضة لأشكال التعامل كافة مع الاحتلال الصهيوني بما في ذلك التعامل الاقتصادي، وإن كان محدوداً رغم ارتباط الأردن وإسرائيل باتفاقية سلام عام 1994.
وقف الاتفاقيات المشتركة
ودعا اقتصاديون أردنيون إلى وقف التعاون الاقتصادي مع إسرائيل فوراً وتجميد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة معها، وعدم استيراد السلع الإسرائيلية إلى السوق الأردنية، وخاصة بعض أصناف الخضار والفواكه.
إلى ذلك قال المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة الأردنية، نمر حدادين، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الأردن يحظر، ومازال، استيراد السلع والمنتجات الزراعية القادمة من المستوطنات الإسرائيلية، ولا يسمح بدخول هذه البضائع إلى البلاد إطلاقاً.
وأضاف أن الحكومة ومن خلال وزارة الزراعة تضع قيوداص على المستوردات من المستوطنات الإسرائيلية، ويشترط لأية سلعة أن يكون مثبتاً عليها المنشأ، وذلك رفضاً لسياسات الاحتلال وسيطرته على الأراضي الفلسطينية.
وقال حدادين: هناك دول أخرى، منها أوروبية تمنع استيراد المنتجات من مستوطنات الاحتلال مشيراً إلى أن الأردن يعطي الأولوية لاستيراد السلع الزراعية من بلدان أخرى، وخاصة من السودان والدول العربية الأخرى.
إلغاء العقود التجارية
من جانبه، قال نائب رئيس غرفة صناعة عمان، فتحي الجغبير، لـ"العربي الجديد": نوجه الدعوة الى كافة الجهات من القطاعين العام والخاص لوقف أشكال التعاون الاقتصادي كافة مع إسرائيل باعتبارها كياناً محتلاً للاراضي العربية في فلسطين، وذلك عقاباً لها على عدوانها على الفلسطينين في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى.
وأضاف أننا نطالب كقطاع خاص رجال الاعمال والتجار، وغيرهم لقطع علاقاتهم مع إسرائيل وإلغاء عقود التجارة المبرمة مع أطراف إسرائيلية، وذلك من باب مؤازرة الأشقاء الذين يواجهون آلة الحرب الصهيونية العدوانية والهمجية .
من جانبه قال رئيس جمعية مصدري الخضار والفواكه الاردنية، زهير جويحان، لـ"العربي الجديد": إن الجمعية ومن حيث المبدأ تحظر على أعضائها التعامل مع اسرائيل بأي شكل من الاشكال بما في ذلك التبادل التجاري للخضار والفواكه.
وأضاف، أن هناك عدداً من التجار الأردنيين يقومون باستيراد بعض أصناف الخضار والفواكه من تجار إسرائيليين، ولكن هذه العمليات تراجعت كثيراً، ومن هذه المنتجات المانجا والبطاطا والجزر وغيرها.
وأشار إلى وجود بدائل أمام التجار لاستيراد الخضار والفواكه الى المملكة، وخاصة من الدول العربية.
وبحسب بيانات رسمية صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الأردنية فإن حجم التجارة الأردنية-الإسرائيلية لا تتجاوز 200 مليون دولار سنويّاً، وتشكل السلع الزراعية وخاصة الفواكه أبرز المستوردات الأردنية.
وقال الجغبير: لا نسمح كقطاع صناعي بأي تعامل اقتصادي مع اسرائيل من الصناعيين، وهناك التزام من الجميع بعدم التعاون مع الاحتلال من حيث التجارة أو إقامة المشاريع المشتركة.
وأوضح أن غرفة صناعة عمان أكبر الغرفة الصناعية في الاردن ستطلق رسيما حملة، يوم غد الاربعاء، لجمع التبرعات لمصلحة قطاع غزة وتأكيد رفض التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي.